الأثنين, 05 نوفمبر 2018 01:32 مساءً 0 138 0
آراء متباينة لقيادات إسلامية بين نفي الفساد ووجوده في أروقة الحزب والحركة
آراء متباينة لقيادات إسلامية بين نفي الفساد ووجوده في أروقة الحزب والحركة

الخرطوم:
أمين محمد الأمين

 

انطباع الرأي
الباحث في المذاهب الإسلامية والناشط الإعلامي محمد المسلمي الكباشي اعتبر المؤتمر الوطني الابن الشرعي للحركة الإسلامية دون إجراء فحص للحمض الـنووي (DNA)، وقال: من يدعي غير ذلك كاذب أو يريد أن يقول أمراً غير واقع معلوماً للجميع.
وأكد المسلمي ارتباط الاثنين كتوأم سيامي يصعب الفصل بينهما خاصة في مسألة الفساد وانطباع الرأي العام بفساد الحركة الإسلامية ممثلة في من مثلها في المؤتمر الوطني كحزب.
الفساد الواضح
وأكد المسلمي: إن كانت هنالك انتخابات حرة ونزيهة سيخسر المؤتمر الوطني الابن الشرعي للحركة الإسلامية، وقال: الملاحظ الآن على التيار الإسلامي نمو تيارات أخرى منافسة في الساحة، وكمثال تمدد التيار السلفي وجماعة أنصار السنة في السودان بشكل واضح بعد أن كانت بعيدة عن المواطن، وقال: الآن أصبحت مساجد ودور الجماعات السلفية جاذبة للمواطن السوداني وقطاع الطلاب، وأرجع ذلك لما تقدمه من منهج ورث الحركة الإسلامية التي أصبحت رمزاً للفساد الواضح والصريح.
مصطلح جديد
ويرى المسلمي أن مسألة تفكك منهج الحركة الإسلامية بدأ منذ عهد الراحل دكتور الترابي في موضوع الانفصال الشهير والانقلاب ضد قيادات الإخوان المسلمين بقيادة الراحل شيخ صادق عبدالله عبدالماجد والدكتور محمود عبدالله والشيخ عيسى مكي ودكتور جعفر شيخ إدريس وآخرين، ورأى المسلمي أنه بعد فقد الأب الشرعي أراد  أن ينتهج منهجاً يكون للكم والعددية وفق ما يريد من مصطلح التجديد.
قانون الوطني
وأوضح أن هنالك خلافات حادة وصريحة بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، إذ يرى قادة المؤتمر الوطني أنه يجب أن تحتكم عضوية الحركة الإسلامية بقانون المؤتمر الوطني، إلى جانب تجاوز مرحلة الحركة الإسلامية حتى لا تكون هنالك ازدواجية في العمل الحكومي والعام.
الحركة ميتة
ويقول المسلمي إن بعض أعضاء الحركة الإسلامية يرون أنهم أصيلون في المؤتمر الوطني لأنهم يمدونه بالكوادر للحكم، ويجب أن يكون الرأي والقرار من الحركة الإسلامية، وزاد:  هنا ظهر الخلاف الحقيقي، وتوقع أن يتطور الأمر ويصل حد حلّ الحركة الإسلامية وإصدار قانون يجرم من ينتمي إليها، مؤكداً أن هذا الخلاف وصل حداً بعيداً بينهم في كل شيء، وقال ربما يستمر الوضع كما هو عليه الآن بأن تكون الحركة الإسلامية ميتة سريرياً دون أي صلاحيات إلا علاقات اجتماعية.
زوال الوطني
وتوقع المسلمي في حال تم حلّ الحركة الإسلامية أن يصبح المؤتمر الوطني حزب السلطة مثله مثل الاتحاد الاشتراكي، وقال: مجرد سقوط النظام ينتهي كأنه لم يكن، ويشير إلى أن الرأي العام  الآن يربط بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ، وقال إن الأمر  مع مرور الزمن يؤكد زوال المؤتمر الوطني لارتباطه بالسلطة الآن، وربما تعود الحركة الإسلامية كحركة صغيرة في المستقبل.
قضايا فساد
قال عضو السائحون حسام الدين عبد الرازق: هناك رفض لبعض قيادات المؤتمر الوطني، ويرى أن هذه الوجوه المرفوضة كانت جزءاً من الفساد الذي يتهم به المؤتمر الوطني، موضحاً أن بعض هذه القيادات غادرت مواقعها بسبب قضايا فساد والحزب أتى بها في مواقع تنظيمية، وقال: فاقد الشيء لا يعطيه، وبيّن حسام أن هنالك جوانب مشرقة تتمثل في وجود عناصر تتصف بالنزاهة والصدق.
الفرقاء الإسلاميون
ويوضح حسام أن وجود دكتور فيصل حسن في هذا الموقع يمثل مصدر ثقة وطمأنينة، فالناس تعول عليه كثيراً في أن يسعى لتحقيق وحدة الصف داخل المؤتمر الوطني وعلى مستوى الفرقاء الإسلاميين.
وأشار حسام إلى حركة الإصلاح الآن والشعبي والإخوان وغيرهم من مكونات الحركة الإسلامية الذين تفرقت بهم السبل.
الروح السائدة
ويشير إلى أن المؤتمر الوطني يحتاج لخطاب سياسي يقربه من الآخرين باعتباره حزباً حاكماً، وقال: بعض القيادات تنفر الآخرين وتباعد الشقة بينه وبين الآخرين سواء كانوا إسلاميين أو غيرهم من مكونات المجتمع، وأضاف: على الرغم من أن المؤتمر الوطني دفع بعض الشباب لقيادة العمل السياسي إلا أن الروح السائدة الآن لم تتغير إلى الأفضل.
أحزاب أخرى
ويقول حسام إنه لا يعلم  للحركة الإسلامية فساداً كما يزعم الأخ عمر نمر، ويضيف: بل العكس أغلب الفاسدين في القضايا التي ظهرت مؤخراً هم من المنتمين إلى المؤتمر الوطني حديثاً والقادمين من أحزاب أخرى، ويرى أنه إن كان هناك فساد في الإسلاميين فنسبته ضئيلة جداً مقارنة بغيرهم، وأوضح أن بعض المختلفين إيديولوجياً مع الحركة الإسلامية يحملونها كل تبعات ما حدث من فساد خلال فترة حكم الإنقاذ.
حصص الوطني
ويؤكد أن الحركة الإسلامية أصبحت بعيدة تماماً عند اتخاذ القرار وحلت محلها الشلليات والقرابة وبعض و(المؤتمرجية) القادمين بعد الفتح، وقال: أصبحنا نرى حتى في حصص المؤتمر الوطني في الوزارات بعض الوجوه التي لا تنتمي للحركة الإسلامية ولا للمؤتمر الوطني، وأضاف (هذه أتت بها الشلليات ولوبيات المصالح وصلة الرحم والقرابة) مبيناً أنهم محسوبون على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهم منهم براء.
بوابة الحركة
ويعتقد حسام أن هناك خلافاً كبيراً في أروقة المؤتمر الوطني حول الترشيح للانتخابات ، وقال: بدا ذلك ظاهراً للعيان في الآونة الأخيرة ، واعتبر حسام حديث دكتور نافع الأخير الذي ذكر فيه أنه مع إجماع الحزب موقفاً تكتيكياً، وقال: هو ليس ناتجاً عن قناعات لأنه يعد العدة ويتهيأ مع بعض تلاميذه وجيرانه للظهور عبر بوابة الحركة الإسلامية.
اللقاءات الجماهيرية
ويواصل حسام حديثه لـ(أخبار اليوم) قائلاً: الرئيس استعان ببعض الوجوه التي كانت على خلاف مع الدكتور وأصبحوا يصرحون بأن المرشح الأوحد للحزب في 2020 هو البشير، وزاد:  هم نقلوا المعركة للإعلام واللقاءات الجماهيرية والحشود والبيعات في الولايات ولقاءات القطاعات ومؤتمراتها، مع العلم أن هذا الإجراء مكانه الشورى والمؤتمر العام للحزب.
كسر العظم
ويرى أن دكتور فيصل الممسك بشؤون الحزب قد مارس تضيقاً على المخالفين وقال: هذه المرحلة من الصراع مرحلة صعبة وعصية يسمونها معركة (كسر العظم)، مضيفاً أنها تحتاج لحكمة وحنكة لا يفتقدها دكتور فيصل إلا أنه يحتاج لعون من آخرين لتجاوزها.
فشل المشروع
ويشير إلى أن الأستاذ علي عثمان لا يقف بعيداً من الطرفين، وقال: لا ندري لأي الفريقين هو أقرب، ولكن نأمل أن يكون قريباً من دكتور فيصل ليخرج الجميع لبر الأمان لأن الخاسر الأكبر والوحيد هو الصف الإسلامي. وآمل أن يعمل الجميع ويحكموا صوت العقل ويفوتوا الفرصة على الشامتين والحاقدين والمراهنين على فشل المشروع الإسلامي في الحكم.
معالجة القضايا
القيادي الإسلامي مدير الإعلام والمناشط بمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث أبوبكر النور موسى اعتبر الحركة الإسلامية على مستوى الأفكار المنقذ من حالة الضلال والانحراف الفكري الذي يتسم به هذا العصر، وأرجع ذلك للفكر السني الوسطي.
ويرى أن الحركة الإسلامية لها  تجربة مميزة ورائدة في التجديد ومخاطبة العصر بلغته من حيث التحديات أو معالجة القضايا، مستصحبة في ذلك مقاصد الدين الكلية لتستنبط فقهاً يراعي الواقع وفقاً لمقتضياته.
رؤى وأفكار
ويلفت إلى أن أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها الحركة هي إعادة إحيائها من الناحية الفاعلية والهيكلية لتتحرك وسط المجتمع بفكرها النير وقياداتها الواعية والعفيفة.
ويقول: أما ما يتم تداوله من شبهات حول وجود خلافات على حسب علمي ومتابعاتي ربما تكون الخلافات حول رؤى وأفكار وقضايا وأولويات، وقال: هذا خلاف محمود يستمد منه الحزب حيويته ووجوده وتطوره، مؤكداً أنها  سنة الحياة، وقال الأيام ستكشف ما ذهبت إليه من قول.
مستقبل جاذب
وأقر الكادر الإسلامي معتمد القوز السابق ولاية جنوب كردفان أبو بكر أحمد الخليفة بأن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والسودان عموماً يمر بمرحلة حرجة وحساسة جداً، ويعتقد أن الحركة الإسلامية أسست على بنيان صحيح ومازال منهجها هو الرائد، ويمكن أن يكون له مستقبل جاذب ويحل قضايا السودان، غير أنه يرى أن هذا يتطلب حسن الممارسة والعودة إلى منهج الأصلي للحركة الإسلامية.
منافسة قوية
 ويشير أبو بكر إلى أن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لا غبار عليهما فيما يتعلق بالمنهج والبرنامج، موضحاً أن الممارسات هي التي شوهت جزءاً من العمل في المرحلة الماضية، ويعتقد أن الإسلاميين جميعاً إذا آبوا إلى المنهج الأساسي سينافسون في المستقبل منافسة قوية، قاطعاً بأنهم ستكون لهم  الريادة والقيادة في هذه البلاد.
العبادات والمعاملات
ويعتقد أبوبكر أنه لا يوجد خلاف بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني لأن المؤتمر الوطني مبني على فلسفة وعقيدة الحركة الإسلامية والتي تبنى على أصول الإسلام في العبادات والمعاملات، وقال إن الخلافات الداخلية هي طبيعة البشر، وزاد:  لا ترقى هذه الخلافات إلى مستوى تشتيت الحركة الإسلامية، الذي يمكن أن يشتت الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني هو الابتعاد عن المنهج والبرنامج والمبادئ الأساسية التي من أجلها أنشأت الحركة الإسلامية وفيما بعد قام المؤتمر الوطني على منهجها.
انفصال الإسلاميين
وأوضح أبوبكر أن محاربة الظواهر السالبة في الممارسة السياسية والتنظيمية السابقة مقدور عليها، مشترطاً عودة الناس إلى المنهج والبرنامج، وعودة القيادات المربية والمدربة تدريباً قوياً لتنفيذ هذا البرنامج والمنهج، وقال:  تاريخ الإنقاذ في المرحلة السابقة خلال الـ15 عاماً الأولى بغض النظر عن انفصال الإسلاميين كان البرنامج سليماً والتنفيذ أفضل مما هو عليه الآن، وزاد: كانت القيادات متجردة وواعية ومدركة لأدوارها.
منافسة الحركة
نحن مصدومون من أننا تأخرنا وهذا اعتذار من الحركة الإسلامية للشعب السوداني، ويضيف: نقول للحركات الإسلامية حول العالم قد حدثت لنا هزة في تجربتنا، وأعتقد أنها (عترة) ويمكن أن يصلح الناس (مشيهم) في المستقبل القادم ويكونوا مقبولين ومنافسين لأن الأحزاب الأخرى الموجودة في الساحة غير منافسة وغير مترابطة ولا تملك الحد الأدنى الذي يؤهلها لمنافسة الحركة الإسلامية.
البناء والتعمير
 واعتبر الحركة الإسلامية طليعة الحركات الإسلامية، فقد وصلت إلى السلطة رغم حالها الذي لا يسر، وأبدى أسفه فيما يتعلق بالبناء والتعمير ورفاهية الشعب السوداني، وذلك لأسباب كثيرة من ضمنها التفكك الداخلي والطمع الذاتي  وغيره، وقال إن الذي أخر هذه المسيرة نحو التقدم والبناء الأسباب الخارجية المعلومة سواء كان الحصار الاقتصادي أو الحرب غير المعلنة أو المعلنة من الأصدقاء والأعداء وجميع المكونات المناوئة لتقدم الحركة الإسلامية.
تطبيق الحريات
ويشير أبو بكر إلى أن الأمل موجود ويحتاج إلى ترتيبات حازمة وحاذقة وسريعة، وقال: يجب أن نستفيد من الخبرات التراكمية التي مرت ونتفادى كل السلبيات التي تمت في الممارسة ونسير إلى الأمام بقوة لنحقق الرفاهية والتنمية للشعب السوداني، إلى جانب الوحدة المجتمعية والاستقرار الاجتماعي والأمني للبلد لا سيما أن كل المؤشرات تدل على أن المرحلة القادمة يمكن أن يكون فيها استقرار سياسي وأمني وتطبق فيها الحريات بشكل أوسع.
القضايا الساخنة
 ومضى أبو بكر قائلاً: المؤتمر الوطني يحسن من تجاربه، وتوقع أن تكون العوامل الخارجية أقل ضغطاً من ذي قبل، بجانب أن القضايا الساخنة المتعلقة بالحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق في طريقها إلى الحل، موضحاً أن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني الآن أصبح صدرهم أوسع للقبول من ذي قبل، وذلك من خلال البرنامج الوطني الكبير (الحوار الوطني) وكل ذلك سينعكس في الدستور وبعده يمكن أن تحسم.
النهضة المنشودة
ويلاحظ أبوبكر أن جيل الأخ معتز موسى هو الجيل القادر على النهضة، وقال: هذه بادرة طيبة من القيادة أن تأتي بشخص نزيه مثل معتز موسى، وزاد: يمكن أن تتيح الفرصة لتحقيق النهضة المنشودة والرفاهية الضرورية للشعب السوداني.
المرحلة القادمة
ويعتقد أبوبكر أن القواعد الأساسية في الديمقراطية في مبادئ الحركة الإسلامية وقبول الآخر مرعية من قيادة الدولة، مستشهداً بكثير  من الشواهد التي تمت في هذه المرحلة الماضية وآخرها التوقيع على ميثاق الشرف الصحفي للصحفيين والحديث الذي أدلى به مدير جهاز الأمن، مبيناً أنها ليست مناورة بل قناعات منه بأن المرحلة القادمة يجب أن تكون هكذا.
الجهات المتشابهة
 ويرى أن الوجود الحزبي داخل حكومة الوفاق الوطني وقدراتهم التي برزت في تحريك بعض الأعمال والمشاركة جنباً إلى جنب مع وزراء الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني  أكدت للآخرين أن القضية صادقة ويمكن أن تمضي إلى الأمام، وقال إن الحركة الإسلامية تحتاج لترتيب صفوفها، وأضاف: سمعنا كلاماً وتسريبات عن وحدة الوطني والشعبي وهذا غير كافٍ لتدوير حركة الإسلام وتحقيق النهضة وجمع المسلمين على صعيد واحد كواجب وطني أولاً وكواجب إسلامي ثانياً، وكل الجهات المتشابهة في مبادئها وقيمها يجب أن تتوحد لأن القضية الأساسية ليست قضية مكاسب شخصية أو غنائم وإنما تنفيذ منهج وبرنامج استشهد من أجله الكثيرون وبذلوا العرق والجهد وما زالوا.    

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق