الاربعاء, 26 يونيو 2019 02:07 مساءً 0 403 0
قفة الملاح.. في مهب الريح
قفة الملاح.. في مهب الريح

استطلاع: حنان الطيب

أصبح المواطن يعيش أوضاعاً اقتصادية ومعيشية ضاغطة جراء ارتفاع الأسعار التي تتضاعف يومياً في ظل ارتفاع الدولار وعدم ضبط الأسواق بالرقابة والمتابعة.
وتضاعفت تكلفة قفة الملاح نتيجة لارتفاع أسعار الخضروات  والزيت وغيرها، والتي شكلت عبئاً إضافياً على المواطنين ناهيك عن الأعباء الأخرى الملقاة على عاتقهم من استعدادات للعام الدراسي وغيرها، واشتكى المواطنون من عدم قدرتهم على توفير (قفة الملاح) من حيث توفير اللحوم بمختلف أنواعها والتي أصبحت تشكل هاجساً كبيراً جراء الارتفاع الجنوني لأسعارها دون رقيب أو حسيب، فضلاً عن ارتفاع أسعار الزيت والخضار وغيرها من ملحقات (حلة الملاح) حيث أصبح وصول رقيقي الحال إلى اللحوم أمراً مستحيلاً، وكيلو اللحم يتم تقسيمه لإعداد (حلتين) أو ثلاث (حلل كنكهة) ناهيك عن الملحقات الأخرى من زيت وبصل وغيرها، إلى مضابط الاستطلاع الذي كشف الكثير والحزين عما آل إليه حال المواطنين في ظل الغلاء الطاحن.
كشفت جولة (الصحيفة) تفاوت الأسعار بالأسواق حيث وصل سعر كيلو البطاطس والأسود لمبلغ 60 جنيهاً وربع البصل 80 جنيهاً وكيلو الطماطم ما بين 50 الى 80 جنيهاً وكوم الجزر والفلفلية 20 جنيهاً والزيت واحد لتر 120 جنيهاً  ناهيك عن الملحقات.
مرة أو مرتان
 بداية التقينا إحسان عمر حسن ـ ربة منزل ـ ابتدرت حديثها  قائلة (يا حليل حلة الملاح)  أصبحنا نلجأ لتناول العدس الذي ارتفعت أسعاره بعد أن كان في متناول اليد في ظل هذه الظروف ومتطلبات واحتياجات الحياة اليومية، فحلة الملاح أصبحت ترفاً بعد أن كانت في متناول الجميع حتى لرقيقي الحال وأصحاب الدخل المحدود، فقد أصبحت مكلفة ولا تستطيع الكثير من الأسر إعدادها يومياً كما كان في السابق في ظل ارتفاع الأسعار وضعف المرتبات،  وأشارت لإعداد  حلة أو اثنتين في الشهر وبمعاناة شديدة. أما تناول الكسرة فأصبح ترفاً بعد أن وصل سعر ربع الذرة إلى 400 وكانت البيوت السودانية لا تخلو من دقيق الذرة وصيجان العواسة، وتحسرت على أيام زمان وقفة الملاح التي تكفي جميع أفراد الأسرة والضيوف، والبعض يعد طبختين، أما اليوم فحلة العدس والعدسية بـ(معاناة ومجابدة) ناهيك عن حلة بلحم، فالحلة  أصبحت (ممحوقة ) وفي السابق كان باقي الطبخ  يحفظ في الثلاجة لليوم الثاني.
والفطور أما بالفول أو العدس أو العدسية والطعمية الجاهزة خاصة بعد ارتفاع أسعار الزيت، وقالت: لولا العدسية لأصيب كل الشعب السوداني بفقر الدم، وهناك من يلجأ لتناول بعض أنواع المدائد في وجبة الفطور لأسعارها الزهيدة.
بالمرقة
أما نعمات حاج علي ـ موظفة ـ فقالت: مسألة الطبخ أصبحت مكلفة للغاية ناهيك عن ملحقاتها الأخرى بجانب ارتفاع أسعار الكسرة والخبز قلت أوزانه وارتفعت أسعاره، وأشارت إلى الرجوع للطبخ بالمرقة رغم تخوف الكثيرين منها خاصة أن أسعار اللحوم ارتفعت بصورة جنونية، وأشارت لقيام البعض بتقسيم الربع إلى حلتين للنكهة، فسعر  كيلو الدجاج ارتفع لمبلغ 195 بدلاً من 95 جنيهاً ومازالت الأسعار تتضاعف بصورة يومية في ظل الغياب التام للجانب الرقابي.
في مهب الريح
وتحسرت السيدة نوال أحمد على ما آل إليه الحال، وقالت: حتى يوم الجمعة المخصص للأكلات الشعبية كملاح التقلية والنعيمية والعصيدة وعواسة الكسرة وغيرها انتهى عهده وسط الكثير من الأسر حيث أصبح الاعتماد على العدس والفول الذي ارتفعت أسعاره حيث وصل سعر الربع إلى 700 جنيه والعدس أكثر من 60 جنيهاً وربع العدسية أكثر من 200 جنيه وطلب الفول أكثر من 40 جنيهاً، فمن أين للمواطن المسكين المغلوب على أمره توفير أبسط احتياجات الأسرة، وبعض الأسر لديها عدد من الأطفال.  وأشارت لقيام بعض المواطنين بشراء العدسية جاهزة لتقليل تكلفة الطهي وكذلك الطعمية أما حلة الملاح فأصبحت في (مهب الريح).
لا يمكن الوصول إليها
وأجمع عدد من المواطنين أن البعض أصبح يشتهي الطبخ والكسرة التي كان لا يخلو بيت منها، وأشاروا لوداع السواد الأعظم من الشعب السوداني (لقفة الملاح) حيث يلجأ لتناول العدسية والعدس والطعمية بدلاً من الطبخ، أما اللحوم فلا يمكن الوصول إليها، والبعض يلجأ لشراء (عظام الكسر لإعداد الشوربة أو للطبخ)  وهناك من لا يستطيع  حتى شراء الربع، وهناك من لجأ لشراء بقايا اللحوم التي أصبحت تباع بالكوم (قدر ظروفك) وكانت في السابق تعطى للكلاب والقطط وهي متنوعة حسب رغبة الزبون مكونة من عظم من غير لحم، وعظم فيه لحم وعظم (مقرشة) والمصران.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق