الأثنين, 05 نوفمبر 2018 01:42 مساءً 0 115 0
التمديد  الأمريكي الجديد للطوارئ تلميح بـ" القوة الصلبة"
التمديد  الأمريكي الجديد للطوارئ تلميح بـ

الأستاذ / الطيب شبشه

 

إن التمديد  الجديد الذى قرره الرئيس الأمريكي ترامب  للطوارئ ضد السودان هو-في الحقيقة كما أفهمه- توضيح إضافى صريح للمفهوم  السياسى الإستراتيجى لمعنى الأمن القومى الأمريكي  وهو أن (كل سيادات  الدول على الصعيدين الأقليمي والعالمي) ينبغي أن تكون تحت  سادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن كل (ثروات  البرارى والبحار) ملك للولايات المتحدة الأمريكية، ويلى السيادات والثروات فرض آليات التنفيذ ( قرارات سياسية وأمنية وعسكرية وأقتصادية وتجارية، وثقافية،  بما فيها ثقافة الدين، وقيم الأخلاق الهيمنة بالإرهاب ووسائله من إستخبارات ،وعملاء بشراء ذمم ،أوإزدواجية معايير، تتغير وتتلون -حسب الحاجة إلى  القوة اللبنة أوالقوة الصلبة، ويتجلى هذا المفهوم الصحيح لمعنى الأمن القومى الأمريكي في تطبيقاته على السودان الذى يملك الثروات المرغوبة ،و يعتنق بالإسلام المرفوض،-1-
ذات مرة قرأت لمحلل سياسي أمريكى يقول :(إن السودان يتعرض لسياسة أمريكية شديدة المكر) تذكرت هذه الجملة وأنا أتساءل عما إذا كان ما أبدته  الإدارة الأمريكية السابقة والحالية الآن من "مغازلة واضحة" مع السودان، إلى حد الإعلان عن الإستعداد لرفع إسمه من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، بشرط  تحسن الأوضاع في المنطقتين ( جنوب كردفان والنيل الأزرق)  يمكن الأعتمادعليه أم لامع ،ملاحظة التأييد الأمريكي للخطة الإسرائيلية المعروفة والتي تهدف لمنع إستقرارالسودان أمنيا حتى لايلتفت لإستغلال موارد ثرواته الكبيرة فيتحول إلى دولة كبرى وقوية في المطقة تهدد وجودها مكا تعلن، علما [ان الأهداف الأمريكية  لاتختلف عن الأهداف الإسرائيلية لمنع السودان من أن يكون دولة قوية ما ظل تحت حكم نظام إسلامى، فثروات السودان يجب أن لا يذهب أي جزء منها لأى دولة في العالم غيرأمريكا، خصوصا بعد  إنفتاح السودان على الصين وروسيا الإتحادية، وتطورعلاقاته معهما إلى حد إبرام إتفاقيات تعاون إستراتيجى في مجالات حيوية للغاية من شأنها أن تؤثر -إن لم تلغ -كل ضرر للعقوبات  الأمريكية الأحادية على السودان ؟!كل ما تقدم عن علاقات السودان مع روسيا والصين  من شأنه أن يثيرغيرة أمريكا لتعمل على إحتواء السودان، بمواقف سياسية تكتنفها " شروط"زئبقية" تتسم بالمرونة فيما يتعلق برفع إسمه من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، مثل "شرط" تحسين أوضاع المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق) وبالتصلب  مثل تمديد الطوارئ،وقناعتى أن عداء أمريكا السياسى وملحقاته الأمنية والأقتصادية للسودان له سببان لا ثالث لهما الأول: قديم تتجدد بسببه المواقف العدائية وهو( ثروات السودان الهائلة والمتنوعة) فكلما أحس صناع القرارات في واشنطن أن هذه الثروات قد تخرج من يدهم لغيرهم بادروا إلى تنشيط سياسة (الجزرة والعصا) وتلوح بها في وجه حكومة الخرطوم.
علاقة الحكم بأى صيغة للدين الإسلامى
أما الهدف الثانى لسياسات  العداء الأمريكي للسودان فيتعلق بالحكم الإسلامي الحالى الذى تتهمه واشنطن برعاية الإرهاب، حتى يبقى إسمه في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب ، مالم يتغير هذا الحكم القائم فى الخرطوم سلماً أوحرباً،ولآن كل المحاولات السياسية والأمنية والأقتصادية التي إتبعتها أمريكا ضد السودان منذ ثورة الإنقاذ الوطنى الإسلامية فشلت في إسقاط هذا الحكم ولأن المعارضة الحزبية أضعف من أن تسقطه بوسائلها السلمية( الإنتفاضة الشعبية) أوبالمحاولات العسكرية، فليس أمام أمريكا والمعارضة الحزبية غير الإعتماد على (اتمرد المسلح) على أمل أن ينجح في إزالة نظام ثورة الإنقاذ وحكم حزب المؤتمر الوطنى وحلفائه من الأحزاب المشاركة في الحكم .. ومعنى هذا -حسب فهمى المتواضع- أن أي كلام عن التحول الديمقراطى ، وحرية التعبير عن الرأي والرأى الآخر في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى لتبرير عداء أمريكا والمعارضة للحكم في السودان ، هو  من قبيل الدعاية السياسة لمحاباة أمريكا وغيرها من  الدول الأوربية المطالبة بالديمقراطية في السودان ، ولاتستطيع أن تقول بمثل هذه المطالبة - مراعاة لمصالحها- في دول ليست ديمقراطية، ولاتؤمن بالديمقراطية  نظاماً للحكم ، فالسودان  عندها هو
( الحيطة القصيرة) لكأنه  (حرم مباح) !-2-(يتبع)
المصادر:
1-الخرطوم (سونا والوكالات) السبت3/  

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق