السبت, 20 يوليو 2019 01:54 مساءً 0 276 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري

 شكرا إمارات زايد ...مملكة خادم الحرمين

ثورة خضراء
استهطلتنا واسترعدتنا بخيراتها وبشاراتها أمطار الخريف إستباقا بموسم شعاره التغيير المستدام الشامل فى سياسة الزراعة وليس كما كانت زراعة السياسة، هذا من باب التفاؤل بالعهد  الثورى الشبابى، تفاؤلا منقوصا لتأخر إعلان حكومة الحرية والتغيير للأسباب والتداعيات جراء الخلافات حول عسكريتها ومدنيتها بين شركاء المرحلة القدريين،يبدو العسكريون الممسكون بزمام القيادة العامة والمجلس العسكرى شبه متفقين على خطوط وتفاصيل التفاوض العامة والدقيقة لمرحلة الإنتقال بينما جلي يظهر تباين المواقف والرؤى بين صفوف قوى الحرية والتغيير،وليس فى هذا ما يعيب، بل هو مران لحقبة الديمقراطية الرابعة والأخيرة بحول الله غير المعقوبة بانقلاب عسكرى معوّقة من بعد بترهات وأخطال شموليته، ذلك أن الثوار المدنيين والشركاء العسكريين فى حقب الإنتقال الديمقراطى الثلاثة، إكتفوا بإسقاط الأنظمة العسكرية وكأنه الغاية المرادة،النتيجة كانت بالكربون فشل ما بعد الإنتقال وانتهاء الديمقراطية ممارسة غير راشدة بسبب عدم حسم الخلافات فى أى من الحقب الإنتقالية الثلاث، رزئت قيادات الديمقراطية بخلافات سياسية ودستورية مُرحّلة من الشمولية دون حسم فى مرحلة الإنتقال، هذا ما وعته قوى الحرية والتغيير وبعضها ممن لدغ من جحر التعامل بسطحية مع الفترة الإنتقالية، أما قواها السياسية الحديثة وتجمعاتها المهنية وعت أن التاريخ ليس مطالعة للدرس والتحصيل إنما للتعلم والتأهيل، وليتها تكمل الوعى بالتاريخ لتتغلب على كافة أسباب الخلاف بوصفة سودانية مستلهمة من الإرث الجنوب أفريقى المانديلي.
مخابراتيّ عربي نافذ
إنهزمت ديمقراطياتنا الثلاث بجملة أسباب أبرزها عدم وضوح الرؤى لخلق علاقات خارجية تراعى فيها مصالح الوطن والمواطن وتقدم عليها فوائد أنظمة الحكم عسكرية كانت أم مدنية، فالتحالفات وسياسة المحاور والأحلاف ليست عسكرية محضة،فللمدنية حكومةً قدحٌ معلى ،والإصلاح لمسار العلاقات الخارجية إنما بالمهنية المراعية للمصالح المجناة المحروسة  بمنهجية غير خاضعة لأمزجة قيادات الحكم عسكرية كانت أم مدنية هى ما تعنينا الآن ونحن نستشرفها مع بدايات فصل الخريف وكذلك موسمه الزراعى المطرى مرفوقا مع المروى، والإبتداء بعمل إستباقي عسكرى مدنى تنسيقى مهم للغاية للإستفادة من المساعدات الإماراتية السعودية للتغذية الزراعية، جالست وزمرة من الزملاء خبيرا عربيا إستخباريا لازال نافذا كان فى زيارة رسمية اختتمها بجلسة إعلامية بطلب منه كانت تنويرا وليست للنشر الذى كثيرا ما يضر بالقضايا ولو كان بحسن نية دعك من سوئها، الخبير أفاض فى سياسة التحالفات والمحاور وكيفية وأهمية المشاركة فيها خدمة للمصالح الوطنية ومن ثم المشتركة،عقد الخبير مقارنات ومقاربات بين ومع المواقف العربية الداعمة بالمليارات مثالا للسودان فى هذه المرحلة بالمال مقروءة من جهة في دفتر  المساعدات  المليونية الدولارية الأمريكية والأروبية المعلنة لأغراض بعينها، وليست مفتوحة كما هي من الجهة الأخرى من الدعومات العربية خاصة المليارية الدولارية الإماراتية والسعودية التى ذكرها الخبير الإستخبارى العربى النافذ من جنسية غير البلدين مع الإشارة لقدراتهم كبلد شريك على الرفد بالرؤى والأفكار فى إشارة ذكية تعزز أن العلاقات الخارجية رغم علو كعب المال والدولار فيها، تبقى تبادلية الرؤى والأفكار من الأهمية بمكان، فالعمل الإستخبارى المهنى مطلوب وملح فى عالمنا المعاصر الذى أصبح أمره كله على المكشوف وما خفى وأخفى معرفته ليست بالعصية.

الحقول..الخيول الجامحة
حدث الإسبوع بلا منازع ،سفينة مغذيات زراعية إماراتية سعودية وسعودية إماراتية فى سياق حزم المساعدات للسودان بشراكة  أخوية بين البلدين الشقيقين تحت عنونة الوفاء لسودان العطاء الذى قدم البلدين زمانا المساعدات المالية والعينية ولما عظم شأنها وكبر وقوى عودها الإقتصادى، رفدها أهل السودان بأعز الخبرات والرؤى والأفكار، ولأن الدولتين أصيلتين ظلتا تقفان لجوار السودان شعبا فى كل الأحوال تدعم خيارات أهله كما هى داعمة الآن لخيارات قيادات وقواعد التغيير دون غمط لوجود المجلس العسكري، تعدى دعمهما المساعدات المسيِّرة والميسرة للخدمات والسلع عينا وتقدا، إلى لعب دور كبير فى عملية التفاوض بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير،وما حدث إختراق كبير بعد التصعيد والتصعيد المتبادل، إلا بعد الإجتماع الذى شاركت فيه الدولتان وأفضى للتقدم الذى أبلغنا مرحلة التوقيع على الإعلان السياسي الذى يؤكد الخبراء على أهميته وعدم قلتها مقابل الدستورى المنتظر، والرجاء عظيم فى تواصل الدعم الإماراتى السعودى خاصة فى المجال الزراعى،وحمولة مساعدات التغذيات الزراعية لم تنل حظها خبرا من الشيوع والإنتشار بسبب الإنشغال السودانى العام بالمفاوضات الماراثونية بينما فى صمت يستمر الدعم الإماراتى السعودى فى أحلك الظروف وأصعبها، وحسنا كان دعمهما للموسم الزراعى عونا وانقاذا من الفشل، ذلك أن نجاح الموسم يسهم بحول الله فى بداية زراعية ناجحة للحكومة المدنية المرتقبة بعد إكتمال حلقات التفاوض بالإتفاق النهائي، وليت الخبرات الزراعية تستفيد من هذه الأجواء والدعوات للتغيير الإيجابى فى السياسات الزراعية التى تحولت فى ظل النظام السابق لزراعة سياسية كان نصيبها من الفشل بحجم مشروع النفخة الزراعية كما هو متعارف تسمية، فليكن الموسم الزراعى برغم الصعاب والعقبات بداية صحيحة وخطوة لتقويم مسار الإقتصاد، خبراء المال والإقتصاد  يطالب بعضهم بربط الموازنة العامة للدولة بنهاية حصاد وحصائل الكسب الزراعى بحسبان الحقول وحدها هى الخيول الجامحة للإنطلاقة الإقتصادية الكبرى،شكرا إمارات زايد الخير متصلا لمملكة خادم الحرمين.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة