الليرى
أحمد سليمان كنونة
تعتبر ولاية جنوب كردفان المتضرر الأكبر من الحرب الداخلية التي دارت رحاها لأكثر من ثلاثين سنة وخلفت آثارا بالغة على إنسان المنطقة خاصة حالات النزوح الكبيرة ، ونقص التنمية والخدمات . ولقد زادت المشكلة تعقيدا وتفاقمت بصورة مطردة جراء اللجوء الذى فاق الثلاثين ألفا فى محليتى الليرى وأبوجبيهة الحدوديتين لدولة جنوب السودان نتيجة للحرب الجنوبية .
هذا النزوح واللجوء شكل عبئا على المجتمعات المضيفة فى الخدمات الموجودة ، وضغطا على الحكومة والمنظمات الوطنية والأجنبية لتوفير الإحتياجات اللازمة ، والعمل على مواجهة الكوارث والطوارئ وأية وبائيات متوقعة .
ويزداد العمل فى هذه المجتمعات فى فصل الخريف رفعا لدرجة الطوارئ بها بإعتبارها من مناطق الهشاشة التى بحاجة إلى التدخلات من الحكومة والمنظمات المختلفة .
ودفعا لهذه الجهود فقد قام وفد من جمعية الهلال الأحمر السودانى بجنوب كردفان بجولة ميدانية إستغرقت إسبوعين لمحليات القوز ، رشاد ، أبوجبيهة ، قدير والليرى وذلك فى إطار مذكرة التفاهم التى وقعتها الجمعية مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين لتوزيع المواد غير الغذائية والناموسيات المشبعة للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف . وقال رئيس الوفد مدير إدارة الطوارئ بالجمعية كمال دبيو زايد إن التوزيع إستهدف ( 1500 ) أسرة بينهم (700 ) برشاد و ( 400 ) بقدير ومثلها بمحلية أبو جبيهة . وأشار إلى أنها شملت ( 1500 ) من المشمعات و( 3،647 ) بطانية ومثلها من الفرشات إضافة إلى ( 1500 ) من الأوانى ومثلها من جركانات المياه . بجانب توزيع الناموسيات المشبعة لعدد ( 9،189 ) من اللاجئين بمحلية الليرى و ( 1،838 ) من المجتمع المضيف وحزمة من المواد فى بعض المناطق المستهدفة . ووصف الأوضاع فيها بالمستقرة . وأكد تغطية القطاع الشرقى كافة . وكشف عن وضع كميات احتياطية بمحليتى الليرى وأبوجبيهة لمواجهة أية كوارث وطوارئ ووبائيات خاصة مع إنقطاع المناطق المذكورة عن رئاسة الولاية فى فترة الخريف . كما كشف عن وجود فرق مدربة وفى حالة تأهب قصوى لإستقبال أي نزوح من المناطق المقفولة والإستعداد لأي طارئ فى مناطق اللجوء . معلنا عن تنظيم دورة تدريبية لمتطوعى ومنسقى الطوارئ بالمحليات بالعباسية تقلى خلال الأيام القادمة ، إضافة إلى مشاركة إدارة الطوارئ الولائية فى الدورة التدريبية حول إعداد فرق الكوارث المزمع قيامها الأيام المقبلة بالخرطوم .
الناظر لواقع الحال بالنسبة للنازحين واللاجئين يلحظ النقص فى الخدمات الأساسية وتقاسمها الموجود مع المجتمع المضيف وهذا بالتأكيد يجعل الخلل واضحا فى شكل التزاحم وينعكس سلبا على الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية . وفيه دعوة للمنظمات الأجنبية والوطنية والمفوضية السامية لشئون اللاجئين من مضاعفة الجهود لمقابلة هذه الإحتياجات فى المحليات الحدودية ورفع درجة التأهب لمواجهة الطوارئ بها . خاصة فى ظل خريف أمطاره تتواصل هطولها بغزارة وتخوف من وزارة الصحة لما ينجم عنها من أمراض وبائية محتملة . عليه فإن على الجميع حكومة ومنظمات التنسيق بينهما فى جانب طوارئ الخريف فى مناطق النازحين واللاجئين والمجتمع المضيف من أجل صحة الجميع وخريف آمن بالمنطقة .