السبت, 03 أغسطس 2019 00:44 مساءً 0 288 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري

يتفقون أو لا يتفقون

مقاصل الرقاب
قَصلت رقاب الإنقاذ واحدة تلو الأخرى،تلك الحمقاء، سياسة الإقصاء،فكيف لا يرعوى بعض من هنا وهناك ليقصي زيدا أو عبيدا، إقصاء مقيت للأشخاص وكذا للرؤى والأفكار قاد ولازال المفاوضات لتشكيل حكومة إنتقالية تحت أي مسمى إلى ما لا يحمد عقباه، عقبى بلغت لو يفقهون دعوات موتورة مبتورة لكنها موصولة لتجييش شعب المتظاهرين والمحتجين الذين لم يتبق ربما لجلهم سوى النباح بعد هتاف بأصوات مبحوحة: فليسقط كل شئ. فالسام والسأم للنفوس المرهقة تسللا يأسا وقنوطا وإحباطا، لم يفق المتظاهرون والمحتجون من صدمة السقوط المفاجئ والمدوى لنظام الإنقاذ،الصدمة ليست جراء محبة ومودة بل نتاج سيطرة شمولية بلا هادٍ على كل مفاصل الدولة تتهاوى الآن بلا عمليتى الإحلال والإبدال غير المعتدين فى منفيستو قوى إعلان الحرية والتغيير المحتسب للديمومة إلى ما بعد الفترة الإنتقالية التى لم تعد جديرة بهذه التسمية وما شهدته ولا زالت ممارسة البتة غير مفهومة فرضتها تداعيات ما بعد السقوط لنظام إنقلب على الديمقراطية الثالثة بدعوى الإنقاذ للبلاد والعباد ولكنه لم ينقذ ولا عرابيه وقيادييه زاجا بهم فى أسوأ معتقلات المصير المجهول والكراهية الإجتماعية المتجاوز عطنها لكل البلد ومبركها،والقيام من المبارِك يبدو عسيرا رغم وعود من قيادات أطراف التفاوض للشعب بسماع ما يسره الليلة.
عجز ورضوخ
وتنبئ بهشاشة ما هو قادم، المماحكة والمطاولة غير المسبوقة لتشكيل حكومة إنتقالية عجز سودانيي المرحلة عن الإتفاق عليها فرضخوا لوساطة أجنبى العزاء بأنه خليط ومزيج أفريقى، والتنبؤ بالهشاشة ووضاعة الإتفاق الشامل المحتمل والمرتب ليس رجما بالغيب إنما بقراءات لما بين سطور الخلافات وتبادل الإتهامات والتراشقات أثناء سير أطول مفاوضات لتشكيل حكومة إنتقالية تمهد الطريق وتسويه لمرحلة الحلم الكؤود التداول السلمى للسلطة الذى دونه الحالة السودانية الراهنة المنفتحة على كل الإحتمالات أجملها وأقبحها، إعتراء المفاوضات بجملة من المهددات لانهيارها تشى بأن إتفاقها سيحمل بين طياته أسباب فنائه وصعوبة بقائه، هذه حقيقة وواقع أسيف التعامل معه بتصدٍ وواقعية يقى من شرور ومخاطر وأسباب الفناء، كفى دفنا للرؤوس فى الرمال من قبل ضحايا الإنقاذ السودانيين بمجلسهم العسكرى المنحاز لهم وبقوى إعلان حريتهم وتغييرهم،وكفى من تبادلية الحفر للإيقاع غداء من هذا قبل أن يكون عشاء  لذاك، فليعلم المفاوضون وكل جموع الثائرين بأنهم مجرد ضحايا لعبثية ثلاثين سنة شارك فيها من شارك جبرا أو بطرا لم يعد أمرا مهما إلا فى حدود ودوائر إسترداد المنهوب والحقوق بمدنية الدولة الأمل المرتجاة ممن يعون المفردة أو لا يعون!
افتضاح المكنون
فيا أطراف التفاوض ويا جموع الثائرين والناقمين إن يك الإنقاذ فرقت بينكم فاعلموا أن المصائب يجمعن المصابين،هذا إن لم تتوصلوا مع بزوغ وشروق شمس يومنا هذا للإتفاق المنتظر بأية علات،ذلك أن ما أحدثته شمولية ثلاثين سنة إفسادا يصعب إصلاحه ما بين غمضة عين وإلتفاتتها، والإصلاح يبدأ بخطوة كالتى تم التعامل معها مع أحداث الأبيض التى إنهمرت فيها أزكى الدماء الثائرة التى تظل نباضة، حياة الآخرين الذين يعز عليهم من فرط إحساسهم بالإيثار العيش على ظاهر الأرض وشباب وأطفال غر إرتقوا لحياة علوية، هى الحياة تتطلب تعاملا واعيا ليته إبتدأ مع أول حادثة إراقة دماء منذ سقوط الإنقاذ،وليت ذات الخطوة اتخذت مع كارثة فض الإعتصام صاحبة القدح المعلى فى إرباك المشهد السودانى الحياتى الشامل،لعل جريمة الأبيض كشفت بما لايدع للشك مجالا وجود طرف خفى متضرر من إتفاق بين المجلس العسكرى الإنتقالى وقوى إعلان الحرية والتغيير وكلاهما أوشك على إبتلاع الطعم شقا لصف قادة التغيير غض الطرف عن كيف وكم هذه المشاركة، التعامل مع جريمة الأبيض أشر لمدنية الدولة المرتقبة المحروسة بمنظومة عسكرية وأمنية لا بد لها من وعى الدروس والإتعاظ بالعبر لتكون شامة الدولة المدنية بتأمينها داخليا وحدوديا،لاشئ يمنع ترافق دولتين عسكرية ومدنية بينهما برزخ فلا يبغيان تقوم كلاهما الأخرى وأيهما أسلحته، نتأمل ذلك حتى يفتضح مكنون الإتفاق الدستورى المكمل للسياسى، والدعوة تتصل لكل المهتمين بعدم التعجل للقراءة والتحليل ريثما بسط بين يديهم وثيقة أو إعلان الإتفاق الدستورى،فالإتفاق لا شك أنه مرن بما يكفى لكل الدلاء،وليت العيش لخبازيه يترك حتى نعبر هذه المرحلة التى لو نجحنا فى عبورها لكنا وكان السودان الذى علينا حمايته حتى لايكون أثرا بعد عين.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة