الثلاثاء, 20 أغسطس 2019 01:45 مساءً 0 319 0
البصمة
البصمة

إنني أراهم يحاولون التعرف على برهان وحميدتي وقوى التغيير كما كانوا يفعلون مع البشير

لا أسأل عن أين ذهبت الإنقاذ، فالكل يعلم أنها سقطت، ولا أسأل أين ذهب الإسلاميون، فالعاقل يدرك أنهم يتأملون في الوضع الحالي ويجردون في حساب الماضي ويستعدون للغد، ولكنني أسأل أين هم المتملقون الذين كانوا يعيشون تحت رحمة السلطان يأكلون في موائد الحاكم وينقلون له أخبار المدينة ويرسمون له لوحة وكأنه من أولياء الله الصالحين. أين هم الذين يذهبون لكافوري ليلاً يجالسون شقيق البشير علي حسن حتى ينام وينقلون له أخبار هذا وذاك، وأين هم شباب حول الرئيس فقد اعتقلت السلطات كبيرهم أبوهريرة، ولكن أين البقية التي كانت تأتي من الثورة الحارة التاسعة ومن كافوري ومدينة النيل وحلفاية الملوك وغيرهم،  أين من كان يكتب في صفحات الصحف اليومية انخفاض الدولار مقابل الجنيه السوداني وارتفاع عائد الصادر وتوفر المحروقات والمواد الاستهلاكية، أين من كان يذهب مصطحباً معه العود للمزرعة ويدندن حتى صباح اليوم الثاني يغني وينشد، أين من كان يرافق أطفال كافوري في رحلاتهم العلاجية للقاهرة وتركيا ليكون ممرضاً أو خادماً لهم ولأمهاتهم، أين هم الذين يتقاضون مرتباً قدره خمسين ألف جنيه من القصر الرئاسي وجهاز الآمن والمخابرات الوطني نظير نقل الأخبار والعمل الإيجابي الذي يصب في مصلحة الدولة، أين هم الذين يتحاومون أمام مبنى المؤتمر الوطني لينالوا بطاقة عضوية، أين هؤلاء ولماذا لا نراهم، أين تلك المرأة المدللة التي كلما انتهى دورها في منصب تم تكليفها بمنصب جديد، أين هي صديقة الفريق طه عثمان التي كانت تحكم وتأمر وترفد وتعين وإلخ، أين أنت يا بلة الغائب وأين آنت يا فليوثاوس فرج وأين وعدكم بأن تدافعوا عن البشير وتموتون من أجله، أين أنتم يا زعماء القبائل الذين بايعتهم البشير لفترة انتخابية بعد ٢٠٢٠، أين أنتم، أين الذين يذهبون صبيحة كل جمعة لمنزل الفريق عبد الرحيم محمد حسين ويتناولون وجبة الفطور ومن ثم (يدجلون) قليلاً للرجل تمهيداً لتقديم الطلبات.
الأسئلة عديدة وحائرة والأجوبة لا تحتاج لبحث وإنما نجدها واضحة، هذه المجموعة نعرفها وتعرفنا جيداً،  ليس بيننا وبينهم مودة أو صلة، فنحن لا نقبلهم وكان لدينا فيهم رأي واضح وهم أيضاً لا يقبلوننا ولديهم فينا آراء.
أما الإجابة فنجد أن هؤلاء الذين قمنا بذكرهم يتحاومون في مدينة جبرة والآن انتقلوا لحي المطار حيث رحل حميدتي، ويناورون بالقرب من منزل الدقير وإبراهيم الشيخ وشارع ٤٧ العمارات حيث المقر الجديد، ويمجدون في الإمام وابنته المنصورة ويشتمون في الإنقاذ وقادتها ويصفونها بأقبح الأوصاف، هم لا غيرهم من كانوا يتنافسون للتعرف على الحاكم في عهد الإنقاذ، وهم نفسهم من يتسابقون الآن للتعرف والتقرب من أعضاء قوى الحرية والتغيير وأعضاء المجلس العسكري الانتقالي.
ختاماً هذه الحكومة المدنية لن تستمر طويلاً وقريباً ستنهار، هذا ليس تشاؤوماً ولكنه تحليل من واقع ما لمسناه، الفساد ليس فساد الإنقاذ فحسب، الفساد مستشرٍ، إن أردنا أن نحاسب الإنقاذ بالانقلاب العسكري علينا أن نحاسب حزب الأمة ونحاسب الشيوعيين ونظام مايو الذين سبقوا الإنقاذ في هذا النهج، وإن أردنا أن نحاسب رموز الإنقاذ بالفساد المالي فعلينا أن نحاسب الذين استولوا على الأراضي بعد خروج المستعر الإنجليزي من السودان وإعلان الاستقلال، علينا أن نحاسب الذين أخذوا أموالاً من الخارج ولعل ميدان الاعتصام يشمله الأمر.
قريباً سوف يخرج المواطن السوداني للشارع ويشهد العالم كله أن هذا الخروج كان الأكبر والأقوى في تاريخ العالم، غداً سوف يتطهر السودان من أصحاب المصالح الضيقة وغداً أجمل، حتماً سوف أعود قريباً وبالأسماء للفئات التي ذكرتها في بداية هذا المقال.
شكراً شلقامي لأنك ابتدرت لجنة الوساطة التي هدأت من نار العنف التي كادت أن تشتعل.
شكراً لكل الأساتذة الإعلاميين من رؤساء تحرير الصحف والصحفيين الذين لم تتغير مواقفهم وهم ليسوا مع أو ضد ولكنهم مع الوطن.
شكر كثير تجدونه في المقالات القادمة والباب مفتوح للنقد وأيضاً مفتوح لنا للرد بكل المعلومات التي نمتلكها أو نتحصل عليها لاحقاً وحتماً ما نملكه من معلومات كافٍ.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق