هوس التسوق

{ لا يخلو حديث في جلسة بين نساء هذا الحي من ذكر السيدة (م)..  وآخر تقليعاتها ومشاريعها .. ومشاويرها المكوكية..  والسيدة (م) للذين لا يعرفونها هي إحدى نساء الحي.. زوجها يعمل في إحدى المؤسسات الاقتصادية الخاصة..  وهي متوسطة الجمال والعمر ولكن يبدو عليها الاهتمام الزائد بنفسها ولبسها..  والاهتمام بأطفالها و(البرستيج) كما يقولون.. فهي على استعداد أن تبذل جهوداً خرافية من أجل أن تظهر ولو لدقيقة واحدة للفت انتباه الجميع حتى تصبح حديث المجتمع.  
{ حكاية السيدة (م ) حكاية عجيبة .. كما ترويها نساء الحي فهي مهووسة بالشراء والتسوق .. ويمكن أن نقول بصورة يومية..
فهي زائرة معروفة لكل الأسواق بالولاية والمولات..  والمحلات التجارية الأخرى.. و تداوم على الشراء..
ثم تبث صور كل ما تشتريه في قروب الواتساب لجاراتها وصديقاتها بصورة يومية..  وربما في أقرب سانحة تجمعها بساكنات الحي..
وتعلل ذلك بأنها تجاري آخر تقاليع  الموضة بالأسواق..
{  من يعرفها  يعلم أنها تضيع جهدها ووقتها وأموالها في الركض وراء الموضة..
وهي لا تعلم أن أجمل وأبهى صور الأناقة البساطة..  والاستفادة من الموجود لإخراجه في أجمل صورة..
نحن لا نلغي ضرورة التسوق .. لكن..  يجب أن يكون في الوقت والمكان المناسبين حتى  يجد الإنسان ما يلائم ذوقه  من الملابس والثياب والأغراض الأخرى..
علينا أن لا نشتري أشياءً فقط من أجل الشراء..  والبوبار.. كما تفعل السيدة (م) .. بل علينا شراء  الأشياء التي  نحتاجها فقط..
قليلون.. هم الذين يعرفون فن التسوق..
{ ولكم كل الود...