الأثنين, 02 سبتمبر 2019 02:07 مساءً 0 330 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

موسى يعقوب .. حقا
« الرجال مواقف»

أخي العزيز  عاصم البلال .. العزاء لنا  جميعا في رحيل أستاذنا موسي يعقوب تغمده الله  بواسع رحمته وأحسن إليه بقدر ما قدم من أعمال في دروب الحياة المختلفة ، أعمال تشهد له فيها بالإخلاص  والتفاني ونكران الذات والمحبة في عمل الخير وحب الخير للآخرين دون فرز أو لون أو عرق أو حتى حزب واضعا نفسه في مصاف المحبوبين من الجميع أولئك الذين اختصهم الله بقضاء الحوائج.
أخي عاصم .. جزاكم الله خيرا وعظم أجركم ، فقد صدقتم  القول في كل كلمة سطرتموها في عزائكم ورثائكم للراحل العزيز وما هو بعزيز على خالقه وخالقنا سبحانه وتعالي ، وأفضتم في محاسنه وصفاته السمحة بقدر ما عرفتموها وعايشتموها عنه ومعه ، وأكاد أقول أنكم لم تتركوا لنا ربما إلا القليل لنضيفه لهذه السيرة العطرة الزاهية  ، والعزاء لنا جميعا ولكل محبيه فقد عبرتم عن ألمنا وحزننا لفراقه وحقه علينا جميعا في الحزن والألم والرثاء بالمحاسن  والحسرة على عدم اللقاء والوداع الأخير .
تعرفنا على الراحل موسي يعقوب  إعجابا بكتاباته الصحفية تحديدا خلال فترة ما بعد المصالحة الوطنية بين المعارضة ونظام الرئيس الراحل نميري وكان ذلك في نهاية سبعينات القرن الماضي ، ثم جاءت فترة انتفاضة ابريل ١٩٨٥ والديمقراطية الثالثة وهي الفترة الأكثر تميزا وعطاء في كتابات موسى يعقوب الصحفية وتحليلاته السياسية وأضم صوتي لصوتك بأن لا غنى للأجيال المحبة للمعرفة والتوثيق من  الاطلاع على ما قدمه  موسى يعقوب من أعمال صحفية وصدقتها وإخلاصها ونواياها لوجه الله سبحانه وتعالى ..
وكذلك أضم صوتي لصوت مولانا أحمد إبراهيم الطاهر الرجل الأصيل المنحدر من سلالة الأكرمين أبناء  الأكرمين في غربنا الحبيب والضليع في مهنته رغم انشغاله عنها بالسياسة كما آخرين كُثر من أبناء  الوطن الضليعين في مهن المحاماة والطب والهندسة وغيرها ، أضم صوتي لصوته حينما خاطب جموع المشيعين  عقب انتهاء مراسم الدفن معددا في حزن بالغ ينم عن فقد عزيز ومؤثر مآثر الفقيد في عطائه الإنساني في مجال الصحافة وخدمة المجتمع معززا الدعوة للاهتمام بما قدمه الراحل موسى يعقوب من أعمال لتستفيد منها الأجيال القادمة .
وأتوقف في محطة مهمة في مسيرة الراحل موسى يعقوب وهي محطة تقلده رئاسة تحرير الإنقاذ الوطني في بدايات عهد الإنقاذ  فاكتشفنا إضافة  إلى ملكاته وتمكنه في الكتابة والتحليل إلمامه بالتام بكيفية إدارة صحفية سياسية يومية رغم أنها كانت التجربة الأولى له في تولي منصب رئيس التحرير فكانت بحق وحقيقة تجربة ناجحة بكل المقاييس ونظرا لاهتمامه بالشأن الاقتصادي فقد كان هو من وجه بإنشاء  وحدة اقتصادية للصحيفة وتخصيص صفحة يومية لمتابعة الشؤون الاقتصادية وليس كما ذكرت في تعقيب نشر بصحيفة الصحافة أن ذلك تم في عهد الأستاذ سيد الخطيب رئيس تحرير صحيفة الإنقاذ الأسبق وصححني في ذلك الأخ الأستاذ علي عبد الكريم نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني حاليا ومدير تحرير صحيفة الإنقاذ الوطني سابقا وقد طلبت منه أن يصححني في حينها ولكنه لم يفعل .  وأهمية هذه الواقعة تنبع  من أن  تلك  الصفحة الاقتصادية بصحيفة الإنقاذ الوطني كانت هي أول صفحة متخصصة في الاقتصاد تصدرها صحيفة يومية بعد الصفحة التي صدرت عن صحيفة الرأي العام في منتصف ستينيات القرن الماضي ولم تستمر طويلا .. فهذا حق للراحل موسى يعقوب كان واجبا ولزاما علينا إيضاحه.
أما تجربته في موقعه الاستشاري ببنك فيصل الإسلامي كما ذكرت أخي عاصم فقد أسس الراحل  موسي يعقوب أول مستشارية صحفية في البنوك التجارية  وما زال حتى قبل  رحيله هو المستشار الصحفي الوحيد رسميا دون أن يكون لأي بنك تجاري آخر مستشارا صحفيا رسميا .. وقد شاءت  الصدفة أن استعان بي الإخوة في إدارة التسويق ببنك  فيصل لتغطية أخبار البنك في الصحف اليومية ونشاطاته وفعالياته المختلفة في العاصمة والولايات طوال عهد الأستاذ علي عمر إبراهيم فرح المدير الأسبق لبنك فيصل ، ورغم  أن المهام التي كلفت بها كانت تتبع لمستشاريته نظريا علي الأقل إلا إنني اشهد الله بأنه لم يسألني يوما عنها بل كان كل ما يقابلني يسألني بدافع الاطمئنان على معاملة قيادات البنك لي وحينما يصادف ويجمعني به  اللقاء  مع قيادات البنك كان يحرص على الإشادة بأدائي ويلاطفني أمامهم بأنني كنت أحد منسوبيه وتلامذته في صحيفة الإنقاذ  الوطني وكنت أرد عليه  حينها كما نقول بالدارجية « العين ما بتعلى علي الحاجب يا أستاذ  «.
حقا لقد كانت حياة الأستاذ الراحل موسي يعقوب مليئة  بعمل الخير وحب الخير للآخرين وبمواقف الرجال وقد كانت جل كتاباته عن  من كتب عنهم تحمل عنوان « الرجال مواقف » وكنا نطلع على كل حلقة من تلك الحلقات بانتظام وشغف ولكننا لاحظنا انه لم يتطرق من قريب أو من بعيد لخصوصياته في أي من  كتاباته  الصحفية  رغم المصيبة الكبيرة بفقده  لنجليه تباعا وهما في ريعان الشباب وغيره كان يمكن  أن يردح في ذلك دهرا من الزمان … فهل هنالك موقف أنبل وأقوى من موقف الراحل موسى يعقوب  وهو يعتصر الألم والحزن دون  أن يظهرا للآخرين أو يكتب عنه بمداده الذي كتب به ومجد به مواقف الرجال .. رحم الله أستاذنا موسى يعقوب وطيب الله ثراه وادخله فسيح جناته مع الشهداء  والصديقين وحسن أولئك رفيقا ..
إنا لله وإنا إليه راجعون

 

 

 

 

 


 بقلم :
بابكر أبو الدهب

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة