السبت, 07 سبتمبر 2019 03:32 مساءً 0 289 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

محطات حول المؤتمر الصحفي لإعلان الحكومة الانتقالية

المحطة الاولى برأينا هى محطة اساسية تتعلق بفلسفة تفكيك المفاهيم ومن المفاهيم الجديرة بالتفكيك مفهوم ثورة 19 ديسمبر 2018 هل صحيح هى ثورة شعبية شبابية انجزها نضال وكفاح تراكمى متعدد الميزات والسمات والعناصر والمكونات والمرجعيات تشكلت فى خواتيم الكفاح الى وضعية مثلث متساوى الاضلاع الضلع الاول الارادة الجماهيرية الحرة بمختلف الوان الطيف والتنوع القومى للشعب السودانى ، ثم الضلع الثانى قوى اعلان الكفاح التراكمى واخر محطاته قوى اعلان الحرية والتغيير فى شكلها وصورتها السياسية والتنظيمية المنظمة لعمليات الثورة الشعبية بموجب وثيقتها المستمدة من ارادة المعلن الاساسى للحرية والتغيير الشعب السودانى الابى ، ثم الضلع الثالث هى المنظومة العسكرية والامنية الشريفة من خلال سهم الانحياز الذى لعب دورا حاسما فى نجاح الثورة ببعدها السلمى والا لذهبت البلاد والوطن لمستنقع الانزلاق فى الفوضى والحرب الاهلية التى لا تبقى ولا تذر ثم هل الثورة الشعبية الشبابية ملكيتها الفكرية مسجلة باسم الشعب والشباب ام هؤلاء فقط يتمتعون بمجرد الحقوق المجاورة فصاحب الملكية الفكرية الاساسية هو نظام التملك السياسى المركزى التاريخى بالسودان عبر ادواته السياسية الذكية المتجددة التى تتراوح منذ العام 1956م وقبله بين الطائفية ، والعسكرية الصرفة والعسكرية المسنودة بالحزبية العرقية المتطرفة ام بالايدلوجية المتأسلمة والمتعلمنة المرتبطة بمنظومة المجتمع الظالم الذى تشكل تراكميا على اساس الحسب والنسب الاستعلائى والاستغلالى البغيض ، تلك الاسئلة المطروحة مصدرها الاساس هى الحالة الثنائية او شبه الاحادية التى انتهت اليها وضعية الشراكة بين قوى اعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكرى فى ادارة شئون البلاد بموجب ثورة شعبية شبابية لا تعطى الحق المطلق لاحد ان يتصرف فى شئون البلاد ومصير وطن بكامله كما فى حالة الانتخابات الحرة والنزيهة او الانقلابات العسكرية وسياسة الامر الواقع ثم ثمة سؤال اساسى سيلاحق المجلس العسكرى الانتقالى الى يوم نزع الحكم ويوم الدين الذى يرونه بعيدا ونراه قريبا ما هو المسوغ الدستورى والسياسى والاخلاقى الذى جعلهم لا يقرون  فرضية وجود شركاء منتجين تراكميا للثورة دون قوى اعلان الحرية والتغيير هل هى المتاريس ؟ ، ام هى المليونيات من اربعين مليون سودانى ، ام هى ام هى نتيجة لتكتيكات اللعبة القذرة ، ام هو التدخل الخارجى ، ثم ذات الاسئلة وبذات المصوغات موجهة لقوى اعلان الحرية والتغيير ويضاف لها انتم تمضون فى ذات الطريق المحتوم والمشئوم للنظام الاقصائى المخلوع فقط الفرق انكم علمانيون فى بداية النفق المظلم وهم اسلاميون فى نهاية النفق الظالم ، ( فيا سلام قديما قالوا الشقى يشوف فى نفسه والبخيت فى الاخريين ). المحطة الثانية حول فعاليات مؤتمر اعلان الحكومة الانتقالية واضح تماما ان الخط الاعلامى للنظام الجديد اذا لم يتدارك الوزير المختص الامر فانه يمضى على وقع الحافر على سياسات النظام المخلوع ومن سماتها الاقصاء والتهميش والتصنيف المرضى والولاء الايدلوجى واسلوب الوكلاء الوحيدين واوصياء المشهد الاعلامى وهذا كان واضحا عن طريق اختطاف وتشكيل الرائ العام السودانى ورهنه لآلة الاعلام الخارجى ، وفى المؤتمر تجدد الامر بصورة تثير الاسف ومنها ان بعض عناصر الحظوة الاعلامية الجدد قد اعلن معظم اعضاء الحكومة حتى عندما بدأ السيد رئيس الوزراء يتلو الاسماء ظهر كان المسألة مكررة وتحصيل حاصل هذا السلوك السياسى والتنظيمى والادعائى اذا لم يتم تداركه فعواقبه وخيمة  . المحطة الثالثة السيد رئيس الوزراء قدم مؤتمره وحكومته بصورة رائعة وان الايجابيات قد غطت على السلبيات تماما وحتى الملاحظات الناقدة من باب المزايدة او المكايدة فانها ضعيفة الاثر خاصة ان السيد رئيس الوزراء قد تحدث عن الديمقراطية وعن التمرين الديمقراطى وعن قيم العدالة كمعانى وليس مجرد نصوص ومبانى فاذا قال للحضور مساء الخير ولم يقل بسم الله الرحمن الرحيم فانه لم ينقص من قدر الخالق شئ فالمساء لله وكذلك الخير فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون فله الخير كله ومن خيراته خلقكم من العدم الى الوجود ومنها الروح والعافية وما اوتيتم من العلم . فاذا لم يصل على النبى الكريم فاخذ مباشرة بتحية الشهداء فانه لم يخرج عن مسلكية النبى صلى الله عليه وسلم وعن تمام مكارمه للشهداء شهادة وشفاعة ، اما عدم الصلاة عليه فان الحق تعالى وملائكته الكرام قد صلوا عليه وسلموا تسليما فالصلاة عليه ترفع قدر صاحبها ولم تنقص عدمها عن قدره شئ . اما عن حكاية المشخلعة والمحتشمة وغير المحتشمة فهذه مسائل اثبتت التجارب انها لا تعبر عن حقيقة وجوهر الانسان ولنا عودة حول هذا الموضوع عند تناولنا موضوع أخوات نسيبة والمنتسبات والكانداكات والمتكندكات . ومن المحطات ضرورة اعطاء وزارة  د. حمدوك الفرصة الكافية بالتشجيع والتأييد والدعم اللامحدود حتى ولو كنت ضده وضد سياساته وتوجيهاته وهذه فضيلة اخلاقية عالية فى مجال المعارضة الراشدة ، اما اختياره لهذه الكوكبة فهذا من حقه سياسيا ودستوريا فهم بالتاكيد ليسوا خيارا من خيار ولو رأى او اعتقد هو والذين معه ذلك كله تقدير العزيز الحكيم وهو الذى يعقد الاسباب وحكمة تداول الايام بين الناس فى الغيب والازل ليعطى الملك لاجل مسمى ثم ينتزعك او ينزعه منك فالكل يمضى غفلة وانتباهه على كف القدر ولا يدرى بالمكتوب فالسادة الوزراء فى سيرهم الذاتية اتضح اغلبهم كانوا ضحايا لسياسات النظام المخلوع اقصاء وتهميش وقد اخرجوا من ديارهم من غير حق فاعاد الله لهم اعتبارهم فانه العدل ولا تضيع عنده الودائع وعنده ينصف المظلوم حينما تنعقد عدالة الارض بعدالة السماء ، حرية سلام وعدالة.  

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق