الخميس, 12 سبتمبر 2019 02:49 مساءً 0 287 0
فوق الشمس
فوق الشمس

الدائرة( الخبيثة)

ــــ قلت أمس (إن السلام بات قاب قوسين أو أدنى، فالمفاوضات الجارية بين الحكومة والجبهة الثورية انتهت إلى خارطة طريق لإكمال العملية بشكلها النهائي وطي صفحات الحرب).
ــــ منذ سنوات ظللنا نحوم في (دائرة خبيثة) ثورة شعبية بشعارات إقصائية يعقبها انفلات أمني ثم انقلاب عسكري بتأييد شعبي كبير.
ــــ  ينفك (بنج) الثور وتعود العقول إلى رشدها ويبقى الواقع كما هو مرًا لا يتجرع مرارته إلا من بيده السلطة.
ــــ لم يحدثنا التاريخ أن ثائرًا شارك في الحكم وعلى العكس تمامًا يسطو على الكراسي أوصياء الثورات وسارقو لسان الشعب.
ــــ حين تسلم النميري الحكم بانقلاب الحزب الشيوعي وضع السلام في قائمة أولوياته ومرر الأجندة الحمراء بتصفية الوجود الإسلامي من دواوين الحكومة والجامعات. ما عرف بالتطهير. وتأميم الشركات وتكميم الأفواه وتعطيل الحريات الصحفية ثم عاد وانقلب على بني جلدته وأذاقهم من نفس الكأس وأدار البلاد بجناح واحد من كفاءات شيوعية سابقة وترك الآخرين خلفه فتمزقت البلاد شر ممزق حتى هب الشعب بانتفاضة جديدة أعادت الحكم الديمقراطي والذي تناوشته المحصاصات الحزبية وترك (حبل السلام) جانبًا وأهمل القوات المسلحة فتآكلت الأرض من أطرافها وتدخلت السفارات وتسارعت المخابرات واتفقت على إقصاء التيار الإسلامي بمزاعم تكوين حكومة الجبهة الوطنية.
ـــ الجبهة الوطنية المعنية تعمدت قتل جهاز الأمن والتلاعب بملفاته وأصبحت البلاد مكشوفة حتى انقلاب الإنقاذ الوطني والآن تكرر المشاهد بالكربون دعوات كورالية بإقامة مجازر جماعية في الوظائف الحكومية وتقول الأخبار إن تجمعات مهنية تعد ملفات لتلاحق بها الوزراء لإحداث التصفيات بدعاوى مختلفة.
ــــ بعد أيام معدودات من بيان عمر البشير الأول انتظمت قاعة الصداقة حوارات حول قضايا السلام لكنها كانت منقوصة لأن جهات بعينها لم تشارك فيها.
ــــ والأمر هكذا فإن السلام يظل القضية (المحورية) وتحقيقه يحتاج لإرادة سياسية ووطنية تضم كافة الأطراف الحاكمة والحاملة للسلاح والخارجة عن دائرة الحكم بالإقصاء.
ــــ إن لم ينزل الجميع دون تمييز إلى مطلوبات السلام وحاجيات الوطن والاعتراف بالآخر واحترام القانون والاحتكام للصندوق سنعود إلى مربع الحرب.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق