الثلاثاء, 06 نوفمبر 2018 03:47 مساءً 0 169 0
الخرطوم توافق على وساطة سلفاكير بشأن السلام في المنطقتين
الخرطوم توافق على وساطة سلفاكير بشأن السلام في المنطقتين

إستطلاع : الرشيد أحمد

 

وافقت الحكومة السودانية، رسمياً على وساطة رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ، للدفع بعملية السلام في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وأنهى مساعد الرئيس ، كبير مفاوضي الحكومة فيصل حسن إبراهيم، الجمعة ، زيارة خاطفة الى جوبا إلتقى خلالها الرئيس الجنوبي،  وبحث اللقاء ما جرى من محادثات بين وفد الحكومة والحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو برعاية رئيس الوساطة الافريقية ثابو مبيكي في جوهانسبيرج بجنوب افريقيا.
ورحب فيصل ، في تصريحات صحفية محدود يوم السبت، بجهود سلفاكير لتوحيد الفصائل العسكرية والسياسية بالحركة الشعبية (شمال) وأعلن موافقة الحكومة على رؤية ميارديت حول ضرورة وجود جيش وطني واحد ، لضمان عدم تكرار التجربة الجنوب سودانية وتأكيده بان السلام في المنطقتين سيسهم في إستقرار العلاقة بين السودانيين .
وكان وفد الحركة بقيادة عبدالعزيز الحلو رفض في محادثات جوهانسبيرج كافة المرجعيات التفاوضية التي تم التفاوض عليها في (18) جولة محادثات سابقة ، بما فيها المرجعيات الخاصة بقرارات مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن الدولي الخاصة بالسلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويدور في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، المتاخمتين لدولة جنوب السودان، قتال بين الحكومة والحركة الشعبية (شمال) منذ عام 2011م .

 

وقف الحرب
الأمين السياسي لحزب البعث أكد  على مبدأ ثبوت مبدأهم حول المفاوضات وهو الترحيب بأي محاوله جاده توقف الحرب وحقن دم السودانيين  ولكنه إستدرك متسائلاً وقال   هل السلطة جادة في العمل علي إيقاف الحرب  وإشار إلى أن هذا سؤال تحتاج إجابته إعادة  الثقة المهتزة  و المفقودة في النظام على مدار السنوات الماضية وولفت إلى أن تجربة المفاوضات العلنية والسرية  لم تصل لشيء ، كأنما الهدف منها ليس إيقاف الحرب بل إرسال رسائل إلى ما يسمي بالمجتمع الدولي بعيداً عن معاناة أبناء الوطن من قتل وتشريد ونزوح وذكر بولاد جانب آخر من الأمر حيث قال أن الوضع الذي يتحرك منه سلفاكير والحرب التي دخلت فيها جنوب السودان لا طائل منها أضعفته كوسيط قوي يستطيع أن يسهم إسهاما واضحاً في جر الطرفين إلي نقطة التوصل إلى إتفاق  ، وقال أنه  لكل ذلك ليس متفائلا كثيراً رغم الضغط الدولي والمحلي وظروف الطرفين ، وقال أن  السلطة تتحرك  من واقع وطني تسوده أزمه إقتصاديه خانقة كإفراز للأزمة الوطنية الشاملة المستحكمة منذ وقت طويل وواقع الحركه المنقسمة على نفسها.
إنهاء الحرب
القيادي بحركة الإصلاح الآن الدكتور أسامة توفيق  قطع بأن قرار المجتمع الدولي إيقاف الحرب بالبلاد وأشار إلى أن هذه الإجراءات تقوم بها الولايات المتحدة الإمريكية  ودول الترويكا ، وألمح توفيق لوجود ترتيبات إتخذت بشأن هذا الأمر منها عودة نداء السودان للداخل ومجيء الإمام الصادق المهدي هو المفتاح لهذه العودة.
وقال إن القرار تم إتخاذه وأن المفاوضات القادمة هي نقاش على التفاصيل توقع توفيق أنه مع نهاية هذا العام ستنتهي الحرب بالبلاد رغماً عن الحركات والحكومة وقال أن ما يجري إخراج فقط ، وعزا هذا بأن المجتمع الدولي تكمن مصلحته في إستقرار منطقة القرن الإفريقي ، حيث أشار لتحرك الأمريكان لإيقاف حرب اليمن وعودة العلاقات بين السودان ومصر لحالتها الطبيعية وسلام جنوب السودان ، وأبان أن مايتم عبارة عن خارطة طريق غير معلنة وكل طرف يسند له فيها مهامه.
وذكر توفيق أن مصلحة المجتمع الدولي إستقرار هذه المنطقة وأرجع هذا الأمر لهشاشتها وضعف دولها ولا يعود الأمر لإمكانيات  سلفاكير  مؤكداً أن القرار دولي ، وقال أن الحكومة جلست مع قطاع الشمال جناح الحلو في جوهانسبيرج  وماتم في تلك الجلسة كان لرفع سقف التفاوض من قبل الحركة ، وتوقع توفيق أن يذعن الطرفان للمفاوضات وقال أن الحديث جاهز وليس حباً فينا ، لكن الأمر يعود لأنه قرار المجتمع  الدولي والذي يهمه في آخر الآمر إستقرار هذه المنطقة لاغير.
أخلاق السودانيين
أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي نادر السيوفي رحب من جانبه بواسطة سلفاكير والتي قال أنها بصفة عامة ستؤدي للسلام في البلاد ، كما أكد أن السلام من أولوياتهم في الشعبي والذي قال عبره يمكن أن تحل مشاكل البلاد السياسية والإقتصادية وأيقاف الحرب .
وقال السيوفي أن وساطة سلفا بين الحكومة والحركة شمال هي من صميم أخلاق السودانيين ، وأشار إلى أن سلام جنوب السودان الذي جرى مؤخراً ساهم السودان فيه بصورة كبيرة وكان دره الذي لعبه فيه كبيراُ .
وأبان أن سلفا معروف للكل ،وعمل في هذه الحكومة وقال أنهم يؤيدون وساطته ، وأضاف أنه بصفة عامة يوجد حدث ما يلوح في الأفق ، وقال أن الأمريكان تدخلوا لإيقاف الحرب وتوجد وساطة تعمل على إنهائها ، وختم السيوفي حديثه بتنبؤه بحدوث شيء في الأفق لم يسمه ولكنه قطع بإحلال السلام في البلاد قريباً وفق معطيات بعضها بدأت تظهر.
مشاركة البشير
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور الرشيد محمد إبراهيم أوضح  في إفادته أن العمل في ملف جنوب السودان يتم بصورة مدروسة ومنظمة ومحسوبة النتائج و المآلات وقال أن ما يعزز هذا الاتجاه هو السلاسة التي تمت في إتفاقية الفصائل الجنوبية وصولاً لمشاركة رئيس الجمهورية في إحتفالات جوبا بالسلام بحضور أطراف النزاع ولفت إلى أن هذا الوضع جعل الرئيس سلفاكير يعيد قراءة المشهد التفاوضي مع قطاع الشمال من بعد هذا التحول الكبير في علاقات البلدين ويرى الرشيد أن الوضع بهذا الوضوح جعل سلفاكير يعيد ترتيب أولوليات حكومته ومصلحتها ، وأضاف لا أقول موازنة الدائن والمديون ولكن الأن المصلحة المشتركة علي المحك مما يتطلب معها تغيير السلوك وإستراتيجيات التعامل ،  وختم إفادته بأن هذا هو المحتوى والاطار التحليلي لمبادرة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت والتي أتوقع أن تكون تحول إستراتيجي جديد لنظرة جوبا إلى الخرطوم

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق