الثلاثاء, 06 نوفمبر 2018 04:10 مساءً 0 288 0
الصمغ العربي.. حضور عالمي و غياب عن الصناعات بالسودان
الصمغ العربي.. حضور عالمي و غياب  عن الصناعات بالسودان

يعتبر السودان أكبر منتج للصمغ العربي فى العالم حيث ينتج 85% من الانتاج العالمى، وينتج معظم الصمغ العربي من شجرة الهشاب في مساحة تعادل حوالي 46مليون هكتار ( ربع مساحة البلاد  في  حزام الصمغ العربي  والذي يقطنه حوالي  35 مليون مواطن وللسودان ميزات تفضيلية تشمل  تميز السودان في مجال انتاج الصمغ العربي تشمل وجود قاعدة انتاجية قوامها الملايين من العنصر البشري ذو الخبرة في انتاج الصمغ بجانب البيئة الجافة القاسية الملائمة للانتاج وصدارة السودان في إنتاج وتصدير أجود وأنقى أصناف الصمغ المنتج من الهشاب كما يعتبر صمغ الهشاب المعيار لقياس جودة أصماغ البلدان الأخرى ووجود شجرة الهشاب في شكل مساحات شاسعة وجنائن متصلة من الهشاب الصرف دون اختلاط بالأنواع الأخرى واستقرار المزارع لميزة الأرض المكتسبة والمعترف بها  
استخدامات عديدة
وللصمغ   العربيّ  استخدامات عديدة   لتصنيفه من منظمة الصحة العالمية ضمن المواد الآمنة والصالحة للاستهلاك الآدمي فهو يستخدم  في صناعة الخبز والمعجنات والحلويات وصناعة المشروبات الغازية و العطور والحلويات  والمواد اللاصقة ،ويدخل فى تركيب بعض الأدوية العلاجية ، ومن فوائده أيضا أنه يستخدم كمثبت كيميائي . وهو عنصر أساسي تقليدي في الطباعة الحجرية ويستخدم في طباعة وإنتاج الطلاء، ومستحضرات التجميل والتطبيقات الصناعية المختلفة. ويستعمل في المواد الغذائية والمشروبات كمحلي. ويستعمل أيضا في صناعة الألوان كرابط وكذلك الورق كمغلف ويستعمله الرسامون لخلط الألوان، ويُسمّى الصّمغ العربيّ أحياناً باسم صمغ السّنْط.كما يستخدم في صناعة الملابس والنسيج وصناعة زجاج السيارات الآمنة وإنتاج الألعاب النارية ويرى المختصون أن حزام الصمغ العربي الشهير الذي فقد نحو 50 % من مساحته المنتجة خلال العقود الخمسة الماضية وأرجعوا  أهم أسباب تدهور إنتاج الصمغ  إلى أنه سلعة عالمية نادرة الأمر الذي أدى إلى تضارب المصالح العالمية حولها ومحاولة الاستحواذ عليه في الأسواق العالمية وتذبذب الأسعار وعدم استقرارها إضافة إلى عدم الاهتمام بحزام الصمغ في السودان وحدة الفقر في حزام الصمغ العربي وعدم مساعدة المنتجين في كيفية تجهيز المحصول.
على الرغم من العدد المتزايد من المصانع التي تعتمد على تصدير سلعة الصمغ العربي ويفقد السودان دوره المتقدم في هذه السلعة وهناك مشكلة داخلية تتعلق بعدم الاستفادة من هذه السلعة على أهميتها الغذائية والصناعية في داخل البلاد،  ورغم امتلاك السودان لهذه الثروة فقد سجل   الصمغ العربي غيابا عن الدخول في أى صناعة أو غذاء بالسودان وظل استعماله محدودا جدا وهو السلعة المنتجة الوحيدة التي تصدر كلها للخارج، ولعل التوسع في الصناعات الدوائية قد يخلق طلبًا محليا على هذه السلعة في المستقبل.
كسر طوق الاحتكار
   ورهن الأمين العام لمجلس الصمغ العربى دكتور عبد الماجد عبد القادر  في  ورشة عمل حول «الوضع الراهن للصمغ العربى في السودان وآفاق المستقبل» والتي نظمتها سودان فاونديشن مؤخرا  زيادة صادرات منتجات الصمغ العربي المصنع  بوجود مخزون استراتيجي وقائي وفق خطة ترويجية محكمة ومعايير محددة ومدروسة والاعتماد على مخرجات البحوث التطبيقية المحلية عند وضع لاستراتيجيات والسياسات والبرامج والمشاريع أو المواصفات القياسية ، ودعا لكسر طوق الاحتكار السلبي بواسطة الكارتيلات الدولية والمحلية بالاضافة الى السعي الحثيث لمعالجة المواصفة العالمية الحالية للصمغ العربي وفق توجيهات الدولة السودانية باستراتيجية حكيمة ودبلوماسية مع هيئة دستور الغذاء العالمي بجانب السعي الجاد والممنهج لإعادة مكانة السودان وريادته في السوق العالمي.
وشدد في ورقته بعنوان  ( الصمغ العربى فى السودان أهميتة الاقتصادية والمناخية ) على ضرورة معالجة وتقويم الوضع الحالي للمصانع والشركات المرخص لها بالتصنيع توطئة لاتخاذ الاجراءات اللازمة بشأنها وربط حجم وعدد المصانع الجديدة ومستوى التكنلوجيا المستوردة بالسياسات الزراعية والصناعية القومية عبر الخارطة الاستثمارية لوزارة الصناعة داعيا الي الاستثمار في الصمغ العربي وتضافر الجهود والتعاون بين الجهات التي تعمل في مجال الصمغ العربي   
مخزون استراتيجي  
من جهته أكد مدير شركة الصمغ العربي  عوض الله ابراهيم  فى ورقته  حول ( الرؤية المستقبلية حول تطوير إنتاج سلعة الأصماغ الطبيعية وتسويقها ) الى  أهمية تنظيم مهنة الصمغ العربي داخليا وخارجيا لزيادة عائد الصادر والاحتفاظ بمخزون استراتيجي. ودعا الى انشاء بنك متخصص يمول القطاع انتاجا وتصديرا، وإنشاء شركة سودانية في إحدي الدول الأوروبية للتسويق الخارجي. واستعرض عوض الله عددا من التحديات ومنها تزايد عمليات التهريب بسبب الأسعار غير المجزية للمنتج، عدم القدرة علي توفير الخدمات الأساسية في مناطق الانتاج وعدم تشجيع التصنيع المحلي للصمغ العربي وتعدد الرسوم والجبايات وغياب المخزون الاستراتيجي الوقائي الذي ينظم امداد الصمغ للسوق العالمي.
رعاية خاصة
وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية الأسبق بالبرلمان  دكتور بابكر محمد توم أهمية الصمغ العربي في دعم الاقتصاد باعتباره سلعة قيمة وتحتاج إلى رعاية خاصة بدءا من الزراعة وحتى مرحلة التسويق . ودعا د.بابكر إلى الاهتمام بها وإعطاء قيمة مضافة بتصنيع الصمغ العربي مما يعود بفوائد إقتصادية بدلا عن تصديرها كخام والذي يقلل من قيمتها عند التصدير ، مشيرا الى أن القيمة المضافة تعود بسعر أعلى، مبينا استخداماته المتعددة في عدد من المجالات  
 رؤى آنية واستراتجية
 وطرحت الخبيرة فى الهيئة القومية والغابات دكتورة فائزة صديق محمد أحمد  في  ورقتها ( نموذج مشروعات العون الأجنبى مشروع دعم هيكلة قطاع الصمغ العربي )  لمقدمتها التحديات التى تواجه قطاع الصمغ العربي لايجاد رؤى آنية وأستراتيجية لحل المشكلات وتنتهى بالمهرجانات الدولية التى تستهدف المستثمرين بالداخل والخارج  بجانب  جذب  المزيد من الاستثمارات فى مجال الصمغ العربى ودعم وتمويل المنتجين وفتح أسواق جديدة وتوطين صناعة الصمغ العربى وتصديره كمنتج نهائى وإدخاله البورصة العالمية والتجارة العادلة وإقامة منطقة حرة للصمغ العربى .
 ودعت الى ضرورة  وضع كافة الحلول لمعالجة مشاكل الإنتاج والمنتج بالقطاع وتبنى المزيد من السياسات التي تساعد فى إصلاح وتطوير السلعة . وأشارت إلى تبنى المشروع لإنشاء بنك إستثماري لسلعة الصمغ العربي بشمال كردفان ومنطقة حرة للصادرات ببورتسودان مؤكدة علي أهمية الترويج للسلعة خارج السودان وأستقطاب الدعم والتمويل لدعم الاستثمار في مجال تصنيع سلعة الصمغ العربي وضرورة إيقاف تهريبها وإنشاء بورصة للتحكم في السلعة.
وأضافت د.فائزة أن العمل الأساسي لإنتاج الصمغ العربي يرتكز على الجهد السوداني في زراعته من المزارعين والمنتجين .  ودعت    الى المزيد من الجهود للبحث العلمي الذي يسبق التصنيع، لاستكشاف المستقبل في مجال صناعة الصمغ العربي . وأكدت إرتباط الصناعة بالإنتاج والتجارة مبينة أهمية التنسيق لتطوير صناعة الصمغ العربي ومواصلة الجهود للتعريف بالسلعة عالميا والحد من منافسة دول الجوار .وثمنت دور الجهد الأكاديمي والمالي للمانحيين الدوليين والبنك الدولي لإدراج القيمة المضافة لسلعة الصمغ العربي، وجهد الخبراء المحليين لإنشاء بنك إستثماري يساهم في إستكمال جهود التصنيع. مؤكدة  أهمية دعم وتمويل المنتجين وجلب المستثمرين وفتح أسواق جديدة وتوطين صناعة الصمغ وتصديره كمنتج نهائي للمستخدم النهائي، وإدخاله في البورصة العالمية وإقامة منطقة حرة للصمغ وبنك استثماري للأصماغ.
بنك استثماري
 ودعا الخبراء  ضرورة   إنشاء بنك إستثمارى لسلعة الصمغ العربى يعد فكرة جيدة لقيادة عملية التمويل من الخارج لوجود مستثمرين يرغبون فى الدخول الى هذا القطاع . وأشاروا  الى توفر الآليات للتمويل الحر ووجود فرص لحشد الموارد خارج النظام المصرفى للتمويل . وأضافوا أن فائدة إنشاء بنك لسلعة الصمغ العربى يعد إختصارا للمخاطر ويتيح الاكتتاب للجمهور عبر سوق الأوراق المالية .   المختلفة التي تمثل الكيانات الرسمية في مجال الصمغ العربي .   
 ودعت الورشة الى الخروج برؤية مستقبلية كاملة حول تطوير انتاج سلعة الأصماغ الطبيعية وتسويقها وإنشاء بنك إستثمارى لسلعة الصمغ العربي وإقامة منطقة حرة للصمغ العربى بجانب ترقية وتطوير صادر الصمغ العربي كما ونوعا مما يساهم في فتح أسواق جديدة عالميا واقليميا ويزيد من القدرة التنافسية وزيادة إنتاج الصمغ العربي وعائداته لصغار المنتجين في مناطق مختارة من حزام الصمغ العربي من خلال تحسين وتطوير نظم الإنتاج والتسويق وضرورة التركيز على التصنيع ورفع جودة الصمغ العربي وانتهاج السياسات التشجيعية والتحفيزية للمنتجين وارتباط ذلك بالتسويق الذي من شأنه أن يسهم في زيادة صادرات البلاد من الصمغ العربي، وكذلك التركيز عليه كمُنتج غذائي من أجل تحقيق العائد الأكبر منه وضرورة توفير التمويل الكافى  لانتاج الصمغ العربى عبرمؤسسات التمويل المختلفة ، كمحفظة البنوك وإتحاد المصارف باستراتيجية قومية وبرعاية بنك السودان المركزى تستهدف صغار المنتجين مباشر بجانب إلزام الشركات العاملة فى الصمغ العربى بتقديم الخدمات الأساسية (مياه ، صحة ، تعليم ،طرق ...الخ)  عبر التوزيع النسبي من قبل الدولة لأعباء المسؤولية الاجتماعية وفقاً لأولويات المنتجين و ضرورة تطوير أدوات الإنتاج ،ودعم مراكز بحوث الصمغ العربي اضافة الى إنشاء منطقة حرة صناعية وتجارية للصمغ العربي و الإعلان المبكر لأسعار التركيز.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق