السبت, 28 سبتمبر 2019 01:04 مساءً 0 344 0
براءة الطالب مصعب من تهمة قتل شرطي أثناء التظاهرات
براءة الطالب مصعب من تهمة قتل شرطي أثناء التظاهرات

ذرفوا دموع الغضب : أسرة القتيل تصف الحكم بالظالم

الخرطوم : ميادة علي
ذرف الدموع وسجد شكرا لله هكذا استقبل الطالب الجامعي مصعب قرار إعلان براءة من تهمه قتل شرطي يتبع الي الشرطة الشعبية ضربا بحجر انترلوك بمنطقه الصحافة وشاركته أسرته بالتهليل والتكبير ودموع والدته التي انهمرت فرحا ببراءة ابنها ، وبالاتجاه المعاكس ثأر ذوي المجني عليه وذرفوا دموع الغضب رافضين لقرار المحكمة واصفين ايه بالظالم والجائر وغير المنصف.
** تأمين مكثف:
وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة العمليات وشرطة محكمة الخرطوم شمال التي شهدت أمس حضور كبير من ذوي المتهم بقتل شرطي يتبع الي الشرطة الشعبية والذي قتل أثناء التظاهرات التي احتاجت البلاد بمطلع ديسمبر بالعام الماضي بالخرطوم والتي أسقطت النظام السابق بجانب حضور أولياء دمه وأسرته الذين حضروا باكر للحضور جلسه النطق بالحكم ولكثافة الحضور الذي تتدافع لدخول القاعة الكبرى التي ضاقت بهم ، وتصببوا عرقا من سخانه الجو بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي حرم الحاضرين من سماع الحيثيات الأولى للقرار نسبه لانخفاض صوت القاضي راشد محمد الذي علي صوته ووصول إلي أذان الجميع بعد عودة التيار الكهربائي .
** القتل العمد :
واستهل قاضي محكمة جنايات الامتداد راشد محمد الذي انتقل الي محكمة جنايات الخرطوم شمال لمحاكمه المتهم ،تلاوة قراره باستعراض الوقائع الأولى لهذا البلاغ أنه بتاريخ البلاغ اندلعت بعض التظاهرات الاحتجاجية بمنطقه الصحافة جنوب الخرطوم وأثناء ذلك أتت عربة بوكس تقل مجموعه من أفراد الشرطة الشعبية في طريق عودتهم من دورة تدريبية وعند مشاهدتهم  للمظاهرات واقترابهم من المتظاهرين تم رشقهم بالحجارة مما أدى لإصابة أحد منهم بحجر انترولوك صادف صدره أدى لوفاته متأثر بها وبموجب هذه الوقائع توصلت الشرطة  للقبض علي بعض من المشتبه بهم وكان من ضمنهم المتهم الذي وجهت إليه النيابة تهمه القتل العمد وقدم بموجبها للمحاكمة.
** سماع البينات
لدواعي أمنية تم نقل المحاكمة من محكمة جنايات الامتداد دائرة الاختصاص إلى محكمة جنايات الخرطوم شمال التي انعقدت فيها جلسات المحاكمة حيث استمعت المحكمة إلى اثنين من المتحرين ومن ثم ثمانية من شهود الاتهام جلهم زملاء  الشرطي القتيل وتلي ذلك قفل قضية الاتهام واستجواب المتهم الذي أنكر ما نسب إليه من اتهام إلا أن المحكمة وجدت بينه مبدئية تبرر توجيه تهمة القتل له ،وبعدها قدمت هيئه الدفاع قضيتها ودفعت بسبع شهود دفاع  وعقب ذلك أودع كل من الاتهام والدفاع مرافعاته الختامية وبهذا حجز القاضي ملف الدعوى للنطق بالحكم.  
**مناقشة المواد:
ولكي يصل القاضي الى قرار صائب لابد من مناقشه مواد عن طريق الإجابة بعض الأسئلة المتعلقة باركان مادة الاتهام للوصول لإجابات وافيه أستعرض القاضي أقوال شهود الاتهام الثمانية ومن خلالها اتضح له بالرغم من التضارب في أقوالهم بأن المجني عليه أصيب بحجر انترلوك وهذا أكده التقرير الطبي بأن المجني عليه أصيب بجسم صلب مما أدي إلي تهتك الطحال ونزيف دموي أدي لصدمة نصفية غير مرتجعة تسببت في وفاته وهذا يؤكد علاقة السببية بالفعل ولكن يبقي السؤال هل قام المتهم بضرب المجني عليه وتمت الإجابة علي هذا السؤال بعد مناقشه جميع أقوال الشهود
** شكوك
وأفاد القاضي بأن طابور الشخصية من البينات المعضدة لإثبات الجريمة لكن لا يمكن ان تأسس عليها الإدانة لوحدها مشيرا الي ان المتهم تم عرضه بطابور شخصية لتعرف عليه من قبل أفراد الشرطة الذين كانوا مع المجني عليه وتعرفوا عليه وقاموا بإخراجه من الطابور وأوضح القاضي بأن هذه البينة ضعيفة وبها اضطراب وذلك لأن من تعرفوا علي المتهم هم أفراد شرطة وزملاء للمجني عليه بجانب أنهم كانوا داخل قسم الشرطة التي يوجد به المتهم ومن المحتمل أن يكونوا قد شاهداه  داخل الحراسة بالإضافة الي ان الشرطة هي جهة الاتهام  لذا كان من الأجدى ان يتم عمل طابور الشخصية بمكان محايد ،وأشار القاضي الي وجود ارتباك وعدم تمييز واضح من قبل الشهود في إخراج المتهم من الطابور وان بعض منهم شاهد المتهم بالحراسة مما سهل عليهم التعرف فيما قام بعض الشهود بإعطاء زملاءهم أوصاف حتى يتمكنوا من إخراجه من ضمن المشتبه بهم ،وهذا ما فعله شاهد الاتهام الأخير الذي تلقي من الشاهد الأول أوصاف المتهم كل هذا جعل المحكمة غير مطمئنة لبينة طابور الشخصية الذي تم إجرائه بطريقه غير صحيحة وأوضحت كذب وعدم صدق أفراد الشرطة الذين جاءت بينتهم مختلقه وبها شكوك كثيفة لذا لا يمكن للمحكمة الأخذ بها كبينه ضد المتهم فهي غير مقبولة.
**كذب وتلفيق
وأوصل القاضي أستعرض أقوال شهود الإتهام  وقال إنها جاءت متضاربة وغير متناسقة وبها كثير من الشكوك مشيرا إلى تضارب واختلاف في شهادة الشاهد الواحد حيث تضاربت أقوال جميع الشهود في تحديد أوصاف المتهم نفسه وما يرتديه من ملابس فاختلط الحبال بالنابل عند بعضهم في وصف فلنة المتهم من حيث اللون والشكل كم اختلفوا بوصف شعرة وبينته الجسمانية ومكان تواجده بمكان الحادث بجانب تضارب أقوالهم في تحديد المنطقة التي أصيب بها الشرطي فالبعض قال انه أصيب في ظهره وآخر قال في جنبه الأيسر وأخر ذهب إلى رأسه والثبات من خلال التقرير الطبي ان الإصابة كانت بالبطن وهذا يؤكد كذب وتلفيق إفادات الشهود الذين غلب عليهم ولاءهم الي زملاءهم ورفيق دربهم ،كم اختلف الشهود في تحديد الاتجاه الذي أتي منه الحجر ،وكل هذا يشير ويؤكد بأن بينه شهود الاتهام جاءت متضاربة في جميع المراحل  لذا فإن المحكمة لا يمكن أن تعول عليها لما بها من شكوك تفسر لصالح المتهم ،كم تتطرق القاضي الي مناقشه أقوال شهود الدفاع حيث أفاد احدهم بأنه تم إخراجه من طابور الشخصية كمتهم وأكد شاهد أخر عدم ضرب المتهم للمجني عليه وعدم أخذه للحجارة بيوم الحادث .
**إعلان البراءة
ولكل ما تقدم من إيضاح وتفسير توصلت المحكمة الي عدم إثبات ان المتهم هو من قام بضرب المجني عليه ولا توجد علاقة سببيه وبهذا انتفى ثبوت الركن المادي في الجريمة وبسقوطه لا يوجد ضرورة للمناقشة الركن المعنوي ولوجود الشك الكثيف الذي صاحب قضيه الاتهام والذي يسفر لصالح المتهم وعليه وبناء علي كل ما تقدم من أسباب رأت المحكمة بأن بينه الاتهام المقدمة جاءت ضعيفة ولم تثبت بأن المتهم هو من ارتكب الجريمة لذا أعلن القاضي براءة الطالب مصعب من تهمة قتل العمد.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق