الاربعاء, 07 نوفمبر 2018 02:16 مساءً 0 178 0
سياسيون وأكاديميون يقرأون موقف الولايات المتحدة تجاه السودان
سياسيون وأكاديميون يقرأون موقف الولايات المتحدة تجاه السودان

 أمين محمد الأمين

أكد سياسيون أكاديميون بأن السودان يحتاج إلي مجهودات دبلوماسية كبيرة داخلية وخارجية لرفع ما تبقي من العقوبات ، في وقت أكدوا فيه أن تمديد حالة الطوارئ الوطنية جاء بضغط من لوبيات معادية للسودان في واشنطن التي تدعم حركات التمرد في دارفور،متوقعين أن يرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب في حال استمرار التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والتعامل بإيجابية مع مشروع صفقة القرن ، إلي جانب تسوية المشاكل الداخلية كقضية دارفور والمنطقتين،آراء متباينة لسياسيين وأكاديميين حول توقعاتهم ونتائج زيارة وزير الخارجية إلي الولايات المتحدة الأمريكية حيث جاءت آراؤهم في الأسطر التالية :ــ

 

أمن الشعب
ويقر القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي شمس الدين أحمد صالح (الأصل ) والمهتم بالعلاقات الأمريكية العربية أن أي عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية على السودان تضر بمصالح الشعب وأمنه القومي الوطني بغض النظر عن النظام القائم ، قائلا انه أمر لا يرضاه أي وطني غيور على بلده شعبا وأرضا.
ويوضح شمس الدين أن السياسة الخارجية الجيدة المتوازنة الندية البعيدة عن المحاور والأحلاف تخدم مصالح البلد وتكسبها احترام الآخرين،مؤكدا أنها تنعكس إيجابا على اقتصادها ومعاش مواطنيها.
أمن إسرائيل
ويشير إلي أن السياسة الأمريكية بالمنطقة وفى النظام الدولي الحالي تنطلق من موجهات قائمة على أمن إسرائيل وضمان تفوقها على دول الإقليم من الناحية العسكرية والعلمية والاقتصادية، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية  واللوبيات التي تقف وراء السياسة الأمريكية تعتبر إسرائيل أحد الولايات الأمريكية.
الحرب الباردة
ويؤكد شمس الدين أن الأمريكان يتعاملون بالعقلية الإمبراطورية مع دول الإقليم وعقلية القطب الأوحد عديمة المنافس بعد تراجع الإتحاد السوفيتي عن دوره كقطب عالمي آخر ما قبل نهاية الحرب الباردة ، وقال على ضوء هذه الحقائق السابقة نقرأ علاقات وتقارب السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية، سواء كان في عهد مصطفى عثمان أو غندور أو الدرديرى، وطوال سنين حكومة الإنقاذ استخدم الأمريكان مع السودان سياسة العصا والجزرة والابتزاز أحيانا مع النظام على الرغم من التنازلات التي قدمها النظام في تحسين علاقاتها مع الأمريكان وكان أغلاها فصل جنوب السودان والتعاون المخابراتى  في مجال الحرب على الإرهاب المزعوم من قبل الولايات المتحدة.
التطبيع الكامل
 ويتوقع شمس الدين أن تستمر سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه النظام كما هي دون تغيير يذكر، وأرجع ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية مقتنعة في غرار نفسها بأنها لن تجد في السودان نظام أفضل من نظام المؤتمر الوطني بحسب مصالحها وإستراتيجيتها بالمنطقة ، وقال من الجانب الأخر تخشى من أنصار المحكمة الجنائية الدولية بأن تتعامل مع هذا النظام والتطبيع الكامل معه بما فيه رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .
الجنائية الدولية
ويلفت شمس الدين إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت تستخدم بند  إبقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب من أجل تحسين صورتها أمام أنصار الجنائية الدولية أي أمام بعض دول الاتحاد الأوروبي وبعض اللوبيات ومنظمات حقوق الإنسان الأمريكية التي تتعاطف مع الحرب في دارفور وتداعياتها،وقال ومن جهة أخرى يستخدمها كعصا للحصول على المزيد من التنازلات من قبل النظام.
تطبيع الصهاينة
ويتوقع القيادي البعثي شمس الدين  أن يطرح هذه المرة على السيد الدرديرى على طاولة المفاوضات قضية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ،وقال هذه الأيام  ظهرت العلنية في التطبيع من بعض الدول العربية ضمن صفقة القرن الترامبية الأمريكية كخطوة عملية لتشكيل الشرق الأوسط الجديد،بعد تهيئة الظروف لذلك الهدف الشرير، من خلال تدمير العراق وسوريا وسرقة وتحريف ثورات الربيع العربي الشعبية .
تفاهمات الأمريكان
وتساءل شمس الدين قائلا هل سينجح السيد درديرى فيما فشل فيه البروف غندور؟. وقال البروف غندور بدأ حوارات مع الأمريكان وتوصل إلى تفاهمات كثيرة ساهمت في رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على السودان ،وأضاف ورسى في وقتها أن هناك تفاهمات بين الأمريكان وغندور غير معلنة ولكنها محفزة للأمريكان لتطوير علاقاتهم مع السودان،وزاد كان هذا الهمس اثر على مراكز القوة داخل حزب المؤتمر الوطني.
مراكز القوي
ويتساءل قائلا هل سينجح الدرديرى سيبدأ من حيث انتهى غندور أم سيبدأ من جديد وكيف سيتعامل مع تفاهمات غندور وهل ستوافق مراكز القوى داخل المؤتمر الوطني ؟أم هناك ظروف جديدة خاصة أن هذه المفاوضات تأتى بعد حسم المؤتمر الوطني لقضية ترشيح البشير في انتخابات 2020م؟ ،ويري شمس الدين في ختام حديثه أن هذه هي الظروف التي يتفاوض فيها السيد درديرى والتي على ضوئها سيتحدد فشله أو نجاحه.
إشارة خضراء
ويري نائب رئيس حزب اتحاد قوي الأمة (أقم) جمال أبو سيل أن زيارة وزيرة الخارجية دكتور الدر ديري إلي الولايات المتحدة الأمريكية  إشارة خضراء للعالم اجمع بأن السودان متجاوب في كل ما يساعد في حل الأزمة القائمة الآن واتهام السودان بأنه راعي للإرهاب ، وتساءل أبو سيل قائلا ما ذنب الشعب السوداني في هذا الاتهام  ولماذا تربط القضايا السياسية بمصير الشعوب، وقال الشعب السوداني مسالم ومترابط ومتماسك فلماذا تحدد مصيرنا الحكومات، معتبرا انه إرهاب للشعب بصورة مباشرة وغير مباشرة .
الشعب البريء
وأبدي أبو سيل تفاؤله في نجاح السيد وزير الخارجية الدير ديري لإزاحة هذا الكابوس الجاسم علي صدر هذا الشعب البريء ، متمنيا أن تتفهم الإدارة الأمريكية بأن هذا القرار المتضرر منه الوحيد هو الشعب السوداني .
توفير السلم
ويري أبو سيل ضرورة تغيير سياسة الحكومة السودانية مع شعبها لرفع اسم السودان من هذه القائمة ،وقال يجب أن تمهد للشعب بأن يعيش في ظل أمني متكامل و فض معسكرات النازحين مع إرجاعهم إلي مناطقهم إلي جانب توفير السلم والأمان والخدمات لهم ، وأضاف كما ينبغي للمواطن السوداني  أن يحس بأنه يعيش في ظل عيش كريم مع توفير سبل الحياة.
إذلال الشعوب
ويقول بأن الإدارة الأمريكية في سبيل مصالحها تلعب علي أي حبل ، مطالبا بضرورة البحث ومعرفة سبب تمديد  حالة الطوارئ والعمل على إزالتها حتى لا يستمر التمديد ، أملا أن لا تجعل إدارة ترامب  خلافتها مع الأنظمة العربية والإسلامية ذريعة لإذلال الشعوب لجهة أن الشعوب لا ذنب لهم فيما يحاك وينسج من قبل الأنظمة الحاكمة.
مساهمة السودان
إلي ذلك أعتبر الباحث بالمركز الدولي لدراسات المستقبل محي الدين محمد محي الدين   بدء المرحلة الثانية من إستراتيجية إعادة الارتباط مع أمريكا مؤشر ايجابي، وبرر ذلك لدلالة جدية إدارة ترمب في المضي في هذا المشوار على خطى إدارة الرئيس أوباما ،وقال أن أميركا تبحث عن مصالحها بالدرجة الأولى ، مضيفا بأن الأمر يتضح من المسارات الخمسة التي تأسس عليها الحوار في مرحلته الأولى ، والتي من أهمها  محاورة استمرار مساهمة السودان في حراسة الأمن القومي الأمريكي من خلال دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز استقرار المنطقة عبر رعاية سلام جنوب السودان.
مساعدة السودان
ويقول محي الدين أن أصدقاء أميركا الأوربيين لهم  مشاغلهم التي يريدون مساعدة السودان لتسكينها وأهمها الحد من زحف المهاجرين إلي أوروبا، موضحا أن هذه القضية تثير جدلا كثيفا سيما أن الانتخابات المحلية في ألمانيا عكست رفض الناخبين لموقف حكومة أنجيلا ميركل الذي يوصف بالتعاطف مع المهاجرين الإنسانيين.
تسوية القضية
ويشير محي الدين إلي أن نمو التيارات الشعبوية ذات النزعات اليمينية تضع هذه القضية على رأس أولوياتها ،لافتا إلي أن ترامب المدعوم من قبل المجموعات اليمينية يتعاطف مع شركائه الأوروبيين في هذا الاتجاه ، متوقعا أن تضغط الولايات المتحدة على السودان ليبدي مرونة في موقفه من خطوات تسوية القضية الفلسطينية وفق ما بات يعرف بصفقة القرن وما يتبعها من تطبيع عربي مع إسرائيل.
حركات التمرد
ويري الباحث محي الدين أن تمديد حالة الطوارئ الوطنية جاء بضغط من لوبيات معادية للسودان في واشنطن تدعم حركات التمرد في دارفور،وقال أن تأثير مجموعات save Darfur ومشروع كفاية كان كبيرا خاصة وان جون برندر قاست مدير كفاية وإسماعيل بلدو مسؤول السياسات فيها عقدوا قبل قرار رفع العقوبات وبعده لقاءات مع أعضاء بارزين في الكونقرس كما خاطبوا جلسات إستماع وصبوا نقدا لاذعا لحكومة بلادهم لأنها تتجاهل ما يصفونه بمعاناة أهل دارفور .
حافز للحكومة
 ويقول أنهم يروجون معلومات مضللة حول انتهاكات ترتكب في دارفور، موضحا أنها مزاعم تنفيها الوقائع وتقارير يوناميد ، كما قال أن السبب الآخر هو أن الإدارة الأمريكية التي تنتهج أسلوب الجزرة والعصا تريد الاحتفاظ بهذا الكرت لتقديمه في وقت لاحق كحافز للحكومة السودانية في مسار التفاوض والحوار ،قائلا انه  أسلوب وتكتيك مفهوم في استراتيجيات التفاوض .
استمرار التعاون
ويتوقع محي الدين في شأن رفع السودان من قائمة الإرهاب  أن أول المطلوبات ستكون استمرار التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والتعامل بإيجابية مع مشروع صفقة القرن ، إلي جانب تسوية المشاكل الداخلية كقضية دارفور والمنطقتين التي تنشط مجموعات الضغط في وضعها على طاولة متخذى القرار في واشنطن.
المنظومة الدولية
 وقالت المتخصصة في العلاقات الدولية أسمهان إسماعيل إن الزيارة الحالية تأتي  لمواصلة الجهود من جانب السودان  الذي بذل مجهودات مقدرة في مجال مكافحة الإرهاب علي كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، وأضافت بأن  السودان يصنف ضمن المنظومة الدولية لمكافحة الإرهاب .
المرحلة المقبلة
وتري أسمهان بحسب البيان الأخير لم توجه الولايات المتحدة اتهام مباشر بالإرهاب ، موضحة بأنها أشارت إلي تحديات بسبب مساحة السودان الواسعة والتقنية وإجراءات فنية ، متوقعا أن تكون هي المرحلة المقبلة في الحوار الأمريكي السوداني.
جهود السودان
وقالت أن السودان ابدي تعاونا كبيرا في مكافحة الإرهاب بجانب إقرار التقرير الأخير لواشنطون  بجهود السودان في مكافحة الإرهاب ومشاركته الإقليمية في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية ، بالإضافة إلي دوره في إحلال السلام في جنوب السودان بتفويض من إيقاد وكذلك الحال بالنسبة للسلام في دولة أفريقيا الوسطي .
مهمة المراقب
وتؤكد المتخصصة في العلاقات الدولية أن السودان علي الصعيد الداخلي أوفي بمطلوبات رفعه من القائمة السوداء لوزارة الخارجية الأمريكية ، موضحة أن  التقارير تشير إلي تحسن أوضاع حقوق الإنسان وفقا لمجلس حقوق الإنسان والذي يتجه لإنهاء مهمة المراقب المستقل في مدة لا تتجاوز العام .
عودة النازحين
وتواصل حديثها قائلة كذلك اتجاه يوناميد للانسحاب من دارفور باعتبار الوضع أصبح طبيعيا وانحصر النزاع في جيوب صغيرة في منطقة جبل مرة بحسب تقرير مجلس الأمن رقم ٢٣٦٣..قاطعة بأنه سيتم تسليم الفريق القطري المهام فيما يتعلق بإعادة الأعمار والتعاون مع الحكومة لتامين الخدمات الضرورية لمناطق عودة النازحين .
المشكلة الأساسية
وتري أسمهان أن كل هذه المؤشرات تدل علي مدي تعاون السودان والذي أشاد به التقرير السنوي لوزارة الخارجية  بمكافحة الإرهاب ووقف دعم الجماعات الإرهابية ووصفته كشريك متعاون ،وتشير إلي أن المشكلة الأساسية هي وضع الدول أو المنظمات في لائحة الدول الراعية للإرهاب من الولايات المتحدة يتم وفقا لمعايير محددة تستند في الغالب علي اعتبارات سياسية أكثر من كونها مهددة لأمنها القومي.
النزاعات الداخلية
وقالت أسمهان  يصعب تحديد ما هي مطلوبات الولايات المتحدة  خاصة وأن السودان أبدي تعاونا كبيرا في مكافحة الإرهاب ومجال حقوق الإنسان والسعي لإنهاء النزاعات الداخلية في كل أنحاء السودان ، إلي جانب قبوله إيصال الإغاثة لمناطق النزاعات المتضررة في جبال النوبة.
مؤسسات التمويل
ولفتت أسمهان إلي أن  قرار تمديد حالة الطوارئ لا يخدم السودان ويقلل فائدة رفع العقوبات الاقتصادية ،بجانب أن فيه تقييد شديد لنمو الاقتصاد ويمنع التعامل بصورة طبيعية مع مؤسسات التمويل الدولية والاستثمارات الخارجية كما يقف حجر عثرة أمام انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية والاستفادة من مبادرة إعفاء الديون الذي أثر علي العديد من القطاعات علي رأسها الصحة والتعليم والنقل والاتصالات .
مجهودات دبلوماسية
وتقول في ختام حديثها أن العقوبات الأحادية التي تصدر من الولايات المتحدة خارج مجلس الأمن لا تدعمها أي شرعية دولية ، وتضيف بأن لها آثار مدمرة علي اقتصاد الدول ، مشيرة إلي أن السودان يحتاج إلي مجهودات دبلوماسية كبيرة داخليا ومن قبل الدول الأفريقية والعربية لرفع ما تبقي من العقوبات علي السودان مثل موقف البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا الداعم لذات الاتجاه.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق