الاربعاء, 07 نوفمبر 2018 02:21 مساءً 0 232 0
بصراحة
بصراحة

ود الجبل لم يتوفاه المرض

{يوم أن سافر فريق الهلال الي غانا لملاقاة فريق الحقول الذهبية كنت الصحفي الوحيد المرافق له على حساب صحيفة (الأيام) وكان سفرنا بالخطوط المصرية عن طريق القاهرة التي نزلنا بها في فندق المطار وكان في استقبالنا من أقطاب الهلال مولانا عوض البلولة والأمين عبد المنعم وكلاهما عمل في اإدارة الهلال مع الزعيم الطيب عبد الله وبعد وصولنا الي القاهرة علمنا من الأخ الأمين عبد المنعم أن صديقنا العزيز الحاج بابكر ود الجبل يرقد بأحد المستشفيات فذهبنا الي زيارته ورافقني رئيس بعثة الهلال يومها أحمد دولة .. ووجدنا ود الجبل معه أهله والهندي الذي كان يدير أعماله .. وأحسن استقبالنا وقال لي لولا مرضه لذهب لوداع الهلال ويومها كان يعاني من أحد أصابع قدمه وشفي بحمد الله وعاد الي السودان .
{ومن نفس أصبع قدمه ظل يعاني وسافر مؤخراً الي الأردن برفقة ابنه الكبير عادل ولحسن حظي أنني كنت في وداعه صدفة في مكتبه وقبل أن أن أغادره طلب مني أن أعقد الصلح بينه وبين الزميل طلحة الشفيع واجعل الفنان الشعبي القلع عبد الحفيظ يزوره في مكتبه .. وقبل أن أفعل شيئاً سمعت به يسافر الي الأردن برفقة ابنه عادل وكان حزننا وألمنا عليه كثيراً يوم أن قالوا لنا أن الله قد توفاه.
{وصديقي العزيز وأخي وأبي الحاج بابكر ود الجبل لم يتوفاه الله بالمرض بل بالأجل المكتوب هذا ما قاله ابنه عادل الذي رافقه بعد عودته فقد اكتمل شفاء ود الجبل وقرر العودة الي السودان واستجاب ابنه عادل لكل ما طلب منه فعله وتم الحجز لعودته في شركة الطيران وكان النحاس سيكون في استقباله بمطار الخرطوم .. ومعه عربة جديدة لتأخذه لأهله في جبيل الطينة.. وقال ابنه عادل أنه كان يجلس معه حين توفاه الله.
{هذا الرجل العظيم فقدناه .. هذه حقيقة فقد كان ملاذا لنا لحل كل مشاكلنا وظللت أزوره دائماً في مكتبه لأجلس معه نتحدث عن كل شيء وظل يطلعني على كل أسراره وقد قال لي ابنه عندما زارني في منزلي شاكراً ومقدرا وقوفي معهم في أيام العزاء أنني ذكرت في مقالاتي أشياء عن والدهم ليس لهم بها علم والحقيقة أن المرحوم ود الجبل ظل يحبني ويحترمني وزرته مرة في منزله بالطائف أول أيام العيد فأصر على أن نجلس في غرفته الخاصة ساعات طويلة رأيت فيها عطوره وأحذيته وقدمت لنا زوجته طعام الغداء وقال لي أنه من إعدادها وليس من إعداد طباخين.
{وعندما ذهبت الي صديقه عبد المنعم ملاح لأطلب أبنته المحامية سارة لابني هيثم وجدته معه ينتظرنا .. ويبارك لنا بل وضع تحت تصرفنا نادي الخرطوم الذي كان يتولي رئاسته.
{والحاج بابكر ود الجبل عقد الصلح بيني وبين الكثيرين جمال الوالي وصلاح أحمد إدريس والكاردينال أشرف سيد أحمد ومحمد على ضقل وعبد الله البشير شاعر مدد والغلط منك .. وهو بالمناسبة صديق عزيز بالنسبة لي ونسي ما كان بيننا بعد أن حقق الثراء وفعل معي نفس ما فعله مع حكيم الهلال طه على البشير ونسي أن طه على البشير وشقيقه مدثر وقفا معه في أيام الشدة كما قال لي هو ذلك ونحن في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية نقيم معاً في شقة ابن عمي جمال مختار.
{ورغم أعماله وأفعاله الطيبة وسمعته الكبيرة في أعمال الخير فان الكتاب الوحيد الذي تحدث عن حياته أصدره زميلي الأستاذ مبارك البلال دون اأن يقول للحاج بابكر أنه يريد شيئاً وفي آخر مرة زرت مكتب المرحوم ود الجبل اقترحت على أبنائه أن يجمعوا كل صوره ويصدروها في كتاب .
{قال لي المرحوم بابكر ود الجبل أنه كان يحب من الفنان القلع عبد الحفيظ أغنية (المدفع الرزان) لكن فنانه المفضل كمال ترباس وبعده حسين شندي وندي القلعة.
{كان موجعاً ومؤلماً أن تغني الفنانة ندي القلعة في فضائية أبو ظبي وهي ترتدي شعار المريخ الثوب أصفر والطرحة حمراء ونست الهلال الذي كانت تلون شعرها بلونه الأزرق.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق