الأثنين, 07 أكتوبر 2019 01:19 مساءً 0 372 0
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل
آفاق جديدة لسودان جديد.. حوارات مع نجوم سودان المستقبل

 حوار مع الأستاذ خالد إبراهيم عبدالله المستشار الاقتصادي وخبير النفط والغاز (2-2)

على امتداد قارات الدنيا الست توجد كفاءات وخبرات سودانية تسد عين الشمس كما يقولون حيث إن بلادنا في عهدها الجديد تحتاج إلى أبنائنا خاصة الكفاءات والخبرات والشباب، عبر هذه الصفحة من (أخبار اليوم)  نسعى جاهدين إلى تقديم عدد من هؤلاء النجوم أو الكفاءات لكي يُستفاد منها كل في مجاله وفق تخصصه  وأعماله  وقدراته.
 نجم هذا الحوار هو الشاب خالد إبراهيم عبد الله  عبدالرحيم، أحد شبابنا (المدهشين) الذي أدهشني حقًا وأنا أجري معه الحوار في مقهى هادئ في (نيو) قوانزو.. وكان خالد قد جاءني بسيارته الفارهة عند الفندق حيث أقيم، ومعرفتي الشخصية بخالد عمرها نحو ثلاث سنوات حيث تعرفت عليه هنا في قوانزو ضمن شباب الجالية السودانية المميزين وعبر قروب الجالية، كان خالد معارضًا لا يخفي معارضته للنظام البائد في كتاباته وفي اللقاءات المتفرقة، ولكن  حب الوطن عنده مقدس والحفاظ على مصالحه وعدم محاربة الشعب في قوته ووقوده واحتياجاته يجب عدم التفريط فيها.
ولكن المدهش بعد حوارنا أن خالد على وشك أن يتوج دراساته بنيل شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الصينية، وهو في بداية عقده الثالث يُعد من الخبراء والمستشارين في مجال النفط والغاز مع عدد من شركات النفط العالمية المرموقة وفي مجالات الإنشاءات مع عدد من شركات الصينية، وتمكن خلال السنوات التسع من عمر استقراره في الصين من تكوين  ثروة مناسبة  من نجاحات مدهشة حققها بذكائه وإصراره وشغفه بالأبحاث والدراسات والتخطيط  وتفكيره العميق.
 في هذا الجزء  الثاني والأخير من حوارنا مع الأستاذ خالد تحدثنا حول هموم الوطن وكيفية العمل من أجل  تجاوز محنه وإخفاقاته وتذيله قائمة الدول حتى على مستوى قارتنا الأم إفريقيا.. وكيف ننجح في تنمية ونهضة وتطوير السودان وفي وقت مناسب؟  
أخبار اليوم- قوانزو- علي سلطان

على الدولة أن تؤسس مجلسا أعلى لرعاية الموهوبين وتشرك القطاع الخاص في الرعاية

عين الشركات الأجنبية خاصة الغربية على السودان والآن بشكل أكبر بل بلهفة وتعجل

تلك أسئلة ربما يرددها كل سوداني، ولحسن الحظ عقول وقلوب السودانيين خارج السودان كلها مع الوطن وكلها تعمل جاهدة لتقدم ما لديها من خبرات وإمكانات لبلدها وشعبها.
قال خالد معلقا عل ذلك.. لقد كنا نعارض النظام البائد ونعمل على ان يزول.. ولم يكن الوقت مناسبا للتفكير في البناء بل كان الهم الاكبر هو ازالة النظام الذي جثم على صدورنا 30 عاما منعنا فيها التنفس... وكيف ننجح في تنمية ونهضة وتطوير السودان وفي وقت مناسب..؟  وتلك اسئلة ربما يرددها كل سوداني.. ولحسن الحظ فإن عقول وقلوب السودانيين خارج السودان كلها مع الوطن وكلها تعمل جاهدة على ان تقدم مالديها من خبرات وامكانيات لبلدها وشعبها.
قال خالد معلقا عل ذلك..إن حب الوطن فطرة نشأنا عليه ، وظللت ادافع عن وطني منذ الصغر واكثر ما اكرهه في هذه الحياة ان يمس بلادي سوء او اذى,، إنني عشت الأمرين مرارة إلابادة الجماعية ومرارة الغربة والاثنين  مؤلمتين لذا فقد كانتا عاملين  أساسيين  في حياتي السياسية والثورية ، اؤمن تماما   بالثورة والتغيير و اكره التغييرات الجزئية التي تجعل الثورة تنقلب على عقبيها فترتد الدائرة الشريرة ذلك الطاعون اللعين الذي ظل ملازما للثورات جزئيا  فقد حان الوقت لنفكر ونعمل من اجل نهضة  بلدنا وتطويرها وان نستفيد من كل سوداني في اي موقع كان داخل البلاد او خارجها لكن بعد احقاق السلام العادل وإسكات صوت البندقية فهي مفتاح لكي ننجح في تنمية ونهضة وتطوير السودان .
 } ما الذي يمكن أن نقدمه للسودان سؤال صعب ولكنه مهم جدًا؟
لكي نجيب عن السؤال بدقة يجب أن ننظر إلى وضع السودان وأن نحدد ما الذي يحتاجه السودان الآن.. بل كيف هو حال السودان الآن؟
واضح كما نعلم جميعًا أن السودان في حالة تدهور واضح وفي ظرف استثنائي يحتاج إلى خطة طوارئ وخطة إسعافية تنتشله من وضعه الحالي الذي لا يسرنا كسودانيين.. لقد ورثت هذه الثورة وضعًا مترديًا هالكًا لا أمل فيه.. السودان الآن يترنح حيث يفتقد الناس مقومات الحياة الأساسية.. لقد خرج السودانيون في مظاهرات 19 ديسمبر وما بعدها بعد أن بلغ بهم سوء الحال مبلغًا عظيمًا.. فلا طعام ولا وقود ولا مواصلات ولا علاج ولا حياة أصلًا. حتى أصحاب الأموال لم يستطيعوا الحصول على أموالهم من البنوك.. لقد توقفت الحياة كلية.
الآن بعد الثورة الناس استشعروا قيمة الحرية وقيمة الحياة نفسها بعد زوال نظام  بغيض كمم الأفواه.. واضطهد الناس..هذه الحرية والراحة النفسية التي أحدثتها الثورة هي التي جعلت الناس يتقبلون وضعهم السيئ وظروفهم الصعبة أملًا في إصلاح قادم.. ولكن المشكلات ما تزال باقية.
} نعود للسؤال ما الذي يمكن أن نقدمه؟
أولًا ندعو الحكومة الجديدة للانتباه لمعايش الناس فذاك هو الأهم.. الانصراف عن قضايا الناس الأساسية والتخبط في موضوعات أخرى غير ذات قيمة أصلًا سيكون نذير شؤم وخيبة أمل للشعب وللثوار.. مازال الناس يعانون من انقطاع الكهرباء وبصورة أسوأ مما كانت عليه.. والناس يعانون من شح المياه في مناطق كثيرة في ولايات السودان.. ماتزال السلع الأساسية قوت الشعب في غلاء وتصاعد فلكي مجنون.. ماتزال هناك مشكلات في المواصلات  فهي  معدومة أصلًا.. ماتزال البنية التحتية في تدهور مريع.. مازال المواطن صابرًا ومنتظرًا خيرًا.. وما تزال حكومتنا الجديدة بعيدة عن هم الناس.
إذا اتجهت الحكومة نحو حل هذه المشكلات المزمنة وبدأت في حلول ناجعة نستطيع فعلًا أن نقول إننا الآن في بداية الطريق الصحيح الموصل إلى الأهداف.
 ولكن على المدى الطويل وبالنفس الطويل نحتاج إلى أولويات تضعنا على الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه، وأشير إلى بعض منها في اختصار:
أولًا: تنمية الموارد البشرية وتفجير طاقات الشباب والقضاء على  البطالة: لقد نجحت ثورتنا هذه بالشباب، فهم وقودها وشهداؤها بل وقادتها ولولا الشباب السوداني بنات وأولاد لما نجحت هذه الثورة بل ما كان لها أن تقوم.
لكي ننهض بالسودان يجب أولًا أن نرعى شباب السودان في كل الولايات.. وتوفير فرص عمل للجميع كل في تخصصه ومجاله.. أفضل مؤشر في الدول المتقدمة هو انخفاض مؤشر البطالة بتوفير فرص العمل وأن  يكون التوظيف عادلًا وشفافًا بدون حزبية وجهوية وقبيلة لقد انتهى عهد المحسوبية.. التوظيف يحقق استقرار الشباب ويحقق الإنتاج كل في مجاله وحسب تخصصه ودراساته.
ثانيًا: المناهج الدراسية من الروضة إلى الجامعة
حتى يكون لدينا شباب منتج ومساهم في تنمية المجتمع.. لابد من إعادة النظر في المناهج الدراسية منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية.
عندما كنا ندرس الاقتصاد في الجامعة كنت  كثيرًا ما أناقش أساتذتي حول المنهج وأقول لهم إن المواد التي ندرسها عقيمة ولا علاقة لها بالحياة والاقتصاد الفعلي.. نحن ندرس تاريخ  الاقتصاد حول العالم ولكن لا نقرأ عن  الاقتصاد نفسه.. والحصيلة حشو معلومات لا فائدة منها وحين تدخل سوق العمل والحياة لن تفيدك بشيء.. لذلك أرى أنه مهم جدًا النظر في المناهج والاستفادة من تجارب دول متقدمة في هذا المجال.. نحن في عصر تكنولوجي ديناميكي ولابد من المواكبة والتجديد والتطوير المستمر.
ثالثًا: البحوث والدراسات:
لقد تقدمت دول كثيرة وحققت نهضة عظيمة بفضل البحوث والدراسات.
ما تنفقه إسرائيل على الدراسات يفوق ما تنفقه الدول العربية مجتمعة.. كما أن ماليزيا حققت نهضتها بالبحوث والدراسات حيث أعطى الزعيم  مهاتير محمد الأولوية في الميزانية للبحوث والدراسات. بحيث تشمل البحوث والدراسات كل مناحي الحياة خاصة في المدارس والجامعات.. ويجب أن نعلي من قيمة البحوث في الجامعات وأن تكون هناك  منافسات ومسابقات بحثية بين الطلبة كل في تخصصه.. وأن لا ترمى البحوث بعد تقديمها وتتطاير أوراقها في الهواء بل يجب أن نستفيد منها.. ونستفيد من جهد هؤلاء الباحثين  وتشجيعهم.. وأن يحتفظ بهذه البحوث في مكتبة الجامعة وتكون ضمن المراجع المهمة.. لدينا الآن جامعات عديدة وآلاف الطلاب في تلك الجامعات.. نستطيع عبر تفعيل آليات البحث العلمي تحقيق الكثير.. وعندما تنطلق جيوش الباحثين من شبابنا سنحقق الكثير  وننهض بخطى ثابتة وعلى أرض صلبة.
رابعًا: رعاية المواهب
لا تنفصل البحوث عن رعاية المواهب وقبل ذلك اكتشافها.. كثير من الموهوبين لا تكتشف مواهبهم حتى مماتهم.. لابد من كشف مبكر عن المواهب منذ رياض الأطفال وفي المدارس.. وحتى في الجامعات.. ثم بعد ذلك رعاية الموهوبين لأن معرفة المواهب ورعايتها منذ البداية يحقق لنا الكثير على طريق التنمية والتطور.. رائد الفضاء الإماراتي الأول هزاع المنصوري منذ أن كان طفلًا كان يحلم أن يكون رائد فضاء وقد تحقق حلمه في دولة متقدمة حققت له الرعاية منذ صغره.... لدينا بلا شك موهوبون في الرياضة والموسيقى والفنون والآداب والعلوم يحتاجون إلى رعاية حقيقة من الدولة.. وعلى الدولة أن تؤسس مجلسًا أعلى لرعاية الموهوبين وتشرك القطاع الخاص في الرعاية وتنظم مسابقات ومنافسات قومية لاكتشاف المواهب وتشجيعها.
خامسًا: استغلال موارد السودان الاستغلال الأمثل
بحكم علمي كخبير في مجال النفط والغاز وقريبًا من المعادن.. عين الشركات الأجنبية خاصة الغربية على السودان والآن بشكل أكبر بل بلهفة وتعجل.. يجب أن نعلم أن ما لدينا من ثروات معروف تمامًا للشركات الأجنبية العملاقة... وما لدى السودان من ثروات وموقع  معلوم تمامًا.. فقد نجحت الشركات الغربية والشرقية منذ عقود  طويلة في كشف إمكانات السودان الهائلة من الثروات.. كما أن وكالة الفضاء ناسا قامت بدور كبير في مسح ثروات السودان والدول الأخرى والروس مثلًا لديهم معلومات مذهلة عن ثروات السودان في باطن الأرض.
ظلت ثروات السودان خلال الثلاثين عامًا الماضية تتعرض للنهب والسرقات من خلال عمليات سرقة منظمة ومعترف بها هذا غير ما يتعرض له السودان من نهب لثرواته عبر حدوده الشاسعة.. وكذلك نهب ثرواته السياحية الأثرية منذ قرون.
على الدولة في العهد الجديد أن تضطلع بمسؤولياتها كاملة وأن  تكمل وضع خريطة السودان للثروات المعدنية من خلال الخبرات السودانية والاستعانة ببيوت الخبرة العالمية وهذه خطوة مهمة لنتعرف على ثرواتنا الهائلة وأين توجد.. وسيساعدنا ذلك في التنقيب عن المعادن وجذب المستثمرين للاستثمار.
سادسًا: الكهرباء والطاقة
من أكبر مشكلاتنا وأكبر معاناتنا في السودان قطع التيار الكهربائي وشح الكهرباء وشح المياه.. في بلد يتدفق فيه نهر النيل.. لابد من حلول جذرية لهاتين المشكلتين لأنه لا حياة ولا تنمية ولا مستقبل دون الكهرباء والماء.. الآن كثير من دول العالم تستخدم طرقًا عديدة ومتنوعة للحصول على الكهرباء وتوفيرها فهي عماد الصناعة.. ليس الاعتماد على المياه في الكهرباء كافيًا.. ولكن يمكن الحصول على الكهرباء من الطاقة النووية ومن البحر ومن الطاقة الشمسية.. والغاز  والديزل.. وعلينا في كل ولاية أن نوفر مصدرًا للطاقة.. وهناك خطط  إسعافية كثيرة لتوفير الكهرباء.. يمكننا من خلال علاقاتنا الوثيقة في هذا المجال مع شركات كبيرة عالمية المساهمة في توفير الطاقة الكهربائية يجب أن يفتح باب الاستثمار في هذا المجال الحيوي الذي نحتاج إليه حاجة ماسة وكل خلل فيه يؤثر على مجمل حياتنا.
سابعًا البيئة والمناخ:
يغفل كثيرون أمر المناخ والبيئة في السودان بل لا يتذكرونه رغم أهميته في أدق تفاصيل حياتنا.. أصبحنا نعاني من الزحف الصحراوي الذي أثر كثيرًا على الجو والمناخ.. وأصبحنا نعيش  تحت ظروف مناخ صحراوي.. وليس هناك اهتمام ملحوظ بالتشجير.. بل مازلنا نمارس قطع الأشجار واستخدامها في الوقود.. جيراننا في إثيوبيا تمكنوا في نفرة شعبية شاملة من زرع  أكثر من ثلاثة ملايين شجرة  في أيام معدودات.. لدينا ميزانيات ضخمة من الغرب لمحاربة الزحف الصحراوي والتشجير ضمن جهود عالمية من أجل تحسين المناخ ولكنها لا تصل إلى حيث يجب أن تصل.. وتختفي.
على شباب الثورة الالتفات لهذا الأمر المهم.. وتشجيع الزراعة والتشجير على امتداد القطر وتوظيف طلبة الخدمة الوطنية في هذا الاتجاه.
ثامنًا: الثروة الحيوانية والسمكية
نحن في مقدمة الدول العربية من حيث الثروة الحيوانية وقد نكون في المرتبة الأولى.. ولكن سعر كيلو اللحم أغلى مقارنة بدول أخرى نصدر إليها لحومنا.
مجال الثروة الحيوانية والسمكية فيه خلل كبير وظاهر.. أولًا نحن مازلنا نصدر الماشية حية وهذا خطأ إستراتيجي انتبه إليه السيد رئيس الوزراء حمدوك في خطابه الاستهلالي.. نحن نُضيع مبالغ كثيرة جدًا من تصدير الماشية الحية, العائد من جلود هذه الماشية ومخالفاتها يدر مالًا أكثر من مال تصديرها.. مخلفات الماشية من أمعاء وقرون وغيرها لها سوق كبير في دول عديدة منها الصين.. لابد من إنشاء مسالخ في مناطق الإنتاج وتسهيل نقلها عبر المطارات المحلية في  الولايات.
وفيما يلي الثروة السمكية فهي إنتاج مهمل لا يحظى بالعناية رغم أنه مورد مالي وغذائي ضخم.. وقد كانت لي تجربة سابقة وعملت في هذا المجال مع المغرب ومصر.. ورغم أن المنتجات التي كنت أصدرها للصين متوافرة وبكثرة في البحر الأحمر إلا أننا لم نتمكن من تصديرها لعدم توفر برادات وبرنامج التصدير مختل للأسف.. ولهذا لابد أن نعمل على حل كل المشكلات العالقة في طريق تصدير  منتجاتنا البحرية بل والاستفادة منها داخل السودان حيث يمكن أن تحل كثيرًا من مشكلات اللحوم وغلاء الأسعار.
تاسعًا: النفط والغاز
لابد من حل مشكلات النفط والغاز المزمنة في السودان من خلال الشفافية والوضوح.. وبحكم علاقاتي في هذا المجال فقد تعرض السودان لكثير من الإخفاقات في توفير البترول من ديزل وبنزين خلال السنوات الماضية بحكم الفساد والسياسيات الخاطئة والتأرجح السياسي بين الأحلاف إقليميًا أو عالميًا.. شراء النفط من الخارج يعتمد على  توفير المال اللازم.. وأي إخفاق فيه لا يوفر لك الوقود.
على الدولة أن توفر المال اللازم سنويًا لشراء الوقود وأن لا يكون النفط سلعة سياسية يتضرر الشعب منها في كل وقت.
عاشرًا: الشفافية والعدالة
 أعتقد موقنًا أننا في المرحلة الحالية وكل مراحل السودان القادمة يجب أن تكون هناك شفافية وأن يكون كل شيء واضحًا كالماء في كوب زجاجي ناصع البياض.. لن يتقبل الشعب بعد اليوم أي فساد أو أي إخفاء للفساد أو أي تدليس أو أي محسوبيات أو وساطات أو جهوية أو قبلية.. نريد أن نكون متساويين في كل شيء في الحقوق والواجبات.. وأن يتساوى أهل الهامش الذين ناضلنا معهم ومن أجلهم مع غيرهم من أهل الداخل.. وأن تكون التنمية في العاصمة كما هي  في الولايات.. وأن لا تكون هناك ولايات على الهامش.
حادي عشر: السودان  والصين
كلنا نعلم أن علاقات الصين مع السودان علاقات قديمة.. وهناك قواسم ثقافية مشتركة إضافة إلى علاقات ازدهرت منذ خمسينيات القرن الماضي بعد استقلال السودان.. وكان السودان ومازال مدخلًا  مهمًا للصين في إفريقيا بحكم موقعه الجغرافي.. كما أن استخراج الصين للنفط السوداني كان له تأثير إيجابي كبير على علاقات الصين مع إفريقيا.. وللصين اهتمام متعاظم بإفريقيا.. نحن بحكم وجودنا في الصين وعملنا فيها لدينا علاقاتنا متميزة ونريد أن تكون علاقات البلدين أقوى مما كانت عليه.. وأن نتعامل مع الصين ككتاب مفتوح وأن نحدد احتياجاتنا الفعلية ومشروعاتنا.. لأن العهد البائد أفسد تلك العلاقات بالمشروعات الهزيلة وعدم الجدية والديون.. يمكن للصين كشريك إستراتيجي أن  تقدم لنا الكثير إذا كنا حريصين فعلًا على الاستفادة منها.
 كما أود لفت النظر والانتباه إلى موضوع التدريب في الصين لأننا ظللنا نلاحظ أن فرص التدريب متاحة لموظفي الحكومة والخدمة المدنية في موضوعات تدريب غير مفيدة وغير مجدية للبلد بل كان واضحًا أنها رحلة سفر من أجل نثريات السفر والمنفعة الشخصية.
ثاني عشر: دور المهاجرين والمغتربين
للمهاجرين والمغتربين السودانيين حول العالم دور كبير في إنجاح هذه الثورة منذ شرارة  شعلتها الأولى.. كان لهم دور أساسي.. الآن الآمال معلقة عليهم أكثر مما مضى في مجالات وجوانب شتى..  ولاشك أنهم جميعًا عقدوا العزم على رعاية هذه الثورة وإنجاحها وتنمية البلاد وتطويرها من خلال خبراتهم وإمكاناتهم كل في مجاله.. وآن الأوان لكي نسهم جميعًا في تطوير السودان والخروج به من هذه الهوة العميقة. للسودانيين في الخارج علاقات ممتازة على مستوى الدول ورجال الأعمال والشركات فضلًا عن إمكاناتهم العلمية والمالية.. وسيكون لهم دور مهم في هذه المرحلة وقد بدأ ذلك يظهر واضحًا الآن.. المهم يجب مساعدتنا بقوانين الاستثمار الجاذبة والمشروعات الممتازة ودراسات الجدوى.
}  قلت للأستاذ خالد تلك روشتة عمل دولة.
أجاب بنعم وقال: هناك المزيد ربما المجال هنا لا يتسع لكل شيء ولكن نأمل أن تتاح لنا فرصة أخرى في صحيفتكم الغراء أخبار اليوم.

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق