السبت, 12 أكتوبر 2019 02:02 مساءً 0 273 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري

ملابسات ظهور اسم « أخبار اليوم »في مؤتمر صحافي بمقر آخر لاحد المعسكرين

قابل للكسر
أيديولوجياً،ليست مفردة عربية من بطون آى الذكر الحكيم ولغة الضاد، يونانية وكما يحلو لنا إغريقية،تعريفاتها شتى مستمدة من  البلد المنشأ،تجارب الأمم والشعوب كما الأفراد ليست واحدة تتغير وتتبدل وفقا لفقه الضرورة ومعطيات الحال بفعل نسقى جمعى يبتدره مفكرون قلة ويتبعه معتنقون أكثرية بينهما وشائج وروابط فطرية ومجتمعية تفضى لمقبولية الأفكار والمعتقدات المطروحة كمسلمات بها إيمانا بقدرات وصدقية مطلقينها ربما دون تفكير يبدو كأنه فرض كفاية فى الحالة السودانية موضع وموضوع قراءتنا  لأهم وقائع وأحداث الإسبوع المنداحة منذ بزوغ متغيرات أيديولوجية أفضت لواقع جديد ينذر الآن بتصادمات واصطراعات لاقبل لمجتمعنا بها بأرضيته الهشة جراء ذات الصراعات الأيدولوجية فى حقب ومراحل مختلفة ربما فى أرضيات أشد صلابة مما هى عليه الآن من هشاشة أفرزتها أخطر المراحل  على الإطلاق، مرحلة الإنقاذ البائدة فخخت بسياساتها وآيدولوجياتها الأرضين والأجواء والنفوس والشخوص، وحال البلد بعدها يحتاج لحمل وتعامل برفق مع خط بعنونة عريضة قابل للكسر.
الحالة التأليهية
مشروع الإنقاذ الموسوم لغة بالحضارى فشل فى تحقيق إضافات والمصيبة خصم من رصيد إعتدالية سودانية، لم يكن مشروعها واضح المعالم بل مسخا مشوها ضرب طائفة من قيم التسامح والترابط، أصلا لم تكن هناك رؤية جلية يهتدى بها من تحكموا ثلاثين سنة،أهدروا بدونها مكتسبات مادية وأدبية، لم يستغلوا إستثمار بترول الجنوب وماله الصعب بتسخيره لمشروعات تحيله لثروات جارية وليست ناضبة كالزراعية التى وأدوها كما وأدت الجاهلية المرأة الطفلة فسيلة التكاثر والتنامى، المؤسف أن أموال البترول كانت سببا لآفة الفساد والفتن الكبرى،حتى بعد  إتفاقية نيفاشا لاحت فرصٌ لتعزيز الوحدة وقيم التعايش والتسامح ضربوها بغباء قاصدين أو بجهالة ناسين وساهين إحساسا بالسلطوية والحالة التأليهية الحمل الكذوب وما دروها ولا خافوا عقباها، كانت إتفاقية نيفاشا بعلاتها سانحة لينهى الإنقاذيون حكمهم بفهم العودة مجددا من خلال مارثون إنتخابى تحقيقا لغاية وسودانية التداول السلمى للسلطة ولكنهم لم يفعلوا فاقدين الفرص واحدة تلو الأخرى لترجل آمن يكونوا به شركاء فى التغيير ولكنهم إختاروا النهاية الحتمية للسلطوية البشرية بعد أن أوصلوا البلد لحالة من التوهان دروب إعادتها فى مياه آسنة لسيرتها ما قبل المشروع الحضارى مسرطِن بيئتنا الدينية بتعصب وتطرف منبوذ من نبيه الكريم، نبى التبشير لا التنفير.
كرة الثلج
إحتقان أجواء ما بعد السقوط وأسابيع الإعتصام وحركاته الجماهيرية خلقت حالات إستقطابآت جديدة تصعد وتيرتها وتنخفض عطفا لإتجاه وقوة التيار وضعفه وحالتى المد والجزر، الإستقطاب الأبرز يتجلى دون عنونة صريحة بين معسكرين دينى محسوب على النظام الساقط وعلمانى  يشكل جل قوى إعلان الحرية والتغيير التى بينها مكونات مناهضة للعلمانية بيد أنها لا تطرح مشروعا وبرامج دينياً صُراحا مراعية شموله، شمول الدين بصورة أو أخرى لحركاتها وسكناتها،المجلس العسكرى الإنتقالى قبل حله متهما كان بالإستفادة من بروز تيار نصرة الشريعة لإحداث توازن يكفل له غطاء سياسى ليقابل ويضارع شركاءه الإضطراريين قوى إعلان الحرية والتغيير المتغطية سياسيا والمتسلحة بقوة الإعتصام والحراك الجماهيرى بمليونيات حققت نجاحات ساحقة، تيار نصرة الشريعة رويدا رويدا بدأ فى التصدى لقوى الحرية والتغيير وابتدأ كبار مشايخ بنقد إعلانه السياسى وخلو دستورها الإنتقالى من الإشارات وحتى التلميحات للشريعة مصدرا أو بعضا،وبدأت حالة الإستقطاب بين المعسكرين ككرة ثلج تنتفخ كلما تدحرجت تورمت حميدا سرعان ما تحول لخبيث لازال يتسيد المشهد والمعسكران أيهما يتصيد ويتسقط أخطاء وعثرات الآخر وكانت الغلبة لمعسكر التغيير الذى نجح فى خلق حالة  إنطباعية وذهنية شكلت رأيا عاما مضادا سالبا من قبل أنصار  قوى الحرية والتغيير ضد تيار نصرة الشريعة بتنسيبه لقوى الدولة الإنقادية المزعومة العميقة إستغلالا لقرائن أحوال لدمغ التيار، تيار نصرة الشريعة بتهمة موالاة النظام الساقط لإظهاره وكأنه ضد المزاج العام المنادى بالتغيير درجة الكسح والدوس لكل كوز وملتحى بكيفية دالة على الكوزنة المصطلح المجترح للإغتيال المعنوى فى معتركات السياسية التى يشتد إوارها ما آلت الأمور وبلغت خلافات أيديولوجية وعقدية على نحونا الراهن بالغ الدقة والتعقيد والخطورة ما مضت الأمور بذات السيناريو والمنوال ولم تتراض وتتراص كل المكونات بأضدادها خلف الحكومة الإنتقالية مشكلة غطاء سياسيا، غطاء سياسى من أنصار قوى إعلان الحرية والتغيير الحاكمة حتى للمكون العسكرى شريك التغيير القسرى، ذلك أن هذا الغطاء يمهد الطريق للشراكة المدنية العسكرية المطلوبة فى هذه المرحلة بعيدا عن الإستقطابات كلها خاصة الدينية العقدية الأيدولوجية المتجلية الآن بين معسكرين مصنفين بأنهما غطاءان هذا للعسكريين وذاك للمدنيين تصنيفا يهدد الشراكة ويظهرها مشاكسة متمظهرة فى مواقف مثالها إعلان مجلس وزراء قوى إعلان الحرية والتغيير كامل تضامنه مع أحد الأعضاء فى إشارة شبه صريحة للقضية القانونية المرفوعة من العضو المتضامن معه ضد أحد وأبرز زعماء تيار النصرة بل زعيمه المتفق عليه، ليخرج فى اليوم التالى أحد قيادات حكومة الشراكة الإنتقالية من مكونها العسكرى معتذرا لزعيم التيار إعتذارا يشف عن صحة التصنيف المفضى لسوءة الإستقطاب الأيدولوجى بين المعسكرين الدينى العلمانى والذى إشتد صراعه عقب الإعلان عن إفتتاح بطولة كرة القدم النسائية التى أكسبت الصراع الوجه الأخطر بين المعسكرين حتى بلغ ساحات القضاء وقاد لحالات تعبئة هنا وهناك، هى ليست قضية إنصرافية كما ردد بعض وزاد بالقول أن تيار النصرة إستدرج المعسكر الآخر لميدان يجيد صراعه وعراكه ليكسب تعاطفا ما كان يحلم به لطبيعة السودانيين وفطرتهم الدينية ،ليس صراعا إنصرافيا وكاسب رهانه  يخطط  ويرمي لما تكون عليه المرحلة السودانية كينونة نتمناها سلمية إنتخابية بعيدا عن الإستقطابية بكل أوجهها واقبحها الأيدولوجى النسقى العقدى.  
الجمع بين الضدين
المجتمع السودانى بسويته وفطرة تنشئته وسطيا لذا لم يستسغ ويستعطم مشروع إسلاميى الإنقاذ المتطرف لصالح فئة دون غيرها كوشت على كل شئ مستخدمة الدين كرباجا فى غير موضعه فارتد ضربة قاضية عليها،والصواب كما أرى عدم الجنوح لمعاداة الآخرين واحترام خياراتهم والإكتفاء بمناهضة المواقف وليس الأشخاص حتى يصح الصحيح، فليكن فهما عاما نعمل على ترسيخه بأن الأحزاب ومختلف القوى السياسية ليست عدوة  بعضها بعضا بل تكونت متعددة مجاراة للطبيعة البشرية لتتكامل، هذا يسد نقصه من تمام ذاك وآخر يسند ضعفه بظهر من به قوة، فلا الضعيف يبقى أبدا ضعيفا ولا القوى يظل هكذا، هى طبيعة الحياة والناس والأشياء، والناس فى بلادى وحدتهم الراهنة بالإنسانية ممكنة،وفى حقب تاليات ربما تكون ممكنة بالأديان والعقائد والحياة طبيعتها حراك وتغيير وتجميد طال في عام الرمادة الحدود إيقافا، أما الدين لدى أهل السودان أهلا وسهلا يغمر كل ما عداه دون تشدد وتطرف ووصايا، والناس بتقدير من عند الله لم يعتنقوا جميعهم ديانة واحدة، ولو أراد ربك لجعل الناس أمة واحدة ولأسلم كل من أدرك عصر الرسالة المحمدية، الرسالة الغالبة بحول الله دون إكراه، وبسط أصول الشريعة يتطلب قراءات وتقديرات للمواقف لتبشر سهلا ومتى كُرها، وسوية السودانيين وفطرتهم الدينية الغالبية قادرة على إمتصاص أية مظاهر خروج عن الدين، والناس لتتعلم الدين صحيحا ينبغى انفتاحها ومطالعتها للإجتهادات وحتى الشطحات مع الإستعانة بمن تثق من أهل العلم والمعرفة، لن تستطيع جهة مجموعة جماعة أن تؤثر فى سلامة إسلام السودانيين الذى لن يقوى ويشتد إلا بمقارعة الحجة بالحجة والعقل بالعقل، لن نكون يوما بالدين على قلب أجتهاد رجل  واحد كما نحن على قلب نبينا محمد بن عبدالله الذى فتح أبواب الإجتهاد مستثنيا النصوص القطعية، لست فقيها بل داع للمعايشة دون إكراه فى معتقد ودين، وتأسيا وتأسيا على نهج مهنية ووسطية هذه الصحيفة،اعتذرت رئيسا لتحريرها بالإنابة بعد تفكير وتغليب لوسيط عن إستضافة أحد معسكرى الإستقطاب بمنبرها فى غياب الطرف الآخر وجمع الضدين غاية حاليا صعبة ولكنها ليست مستحيلة يستبين بها الناس الصواب،تفهم الوسيط ولكن فى ما يبدو أن بوستر الندوة أبقيت فيه الإشارة لمقرها بــ(أخبار اليوم) وقدروا الإبقاء عليه رغم الإنتقال لمقر آخر ربما لضيق الوقت أو السهو والعمد كذلك وارد، ولأننا تلقينا إتصالات واستفسارات أشرت فى هذه القراءة خطفا لهذه الملابسات لكن الأهم أن نقول أننا منبر مفتوح للجميع بعيدا عن الإقصاء والإستقطاب والتأثير على أمر  العدالة والقضاء للبت والبراءة أو الإدانة معروض، هى مهنيتنا التى لا ندعى كمالها ووسطيتنا هى منهجنا وزوادتنا للجمع بين الضدين كما جمع عتيق بين الليل والقمرة في وجه حسناء .

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة