الأثنين, 04 نوفمبر 2019 01:25 مساءً 0 323 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

فمتى تغدو الخرطوم براغا؟

 التشيكية الغامضة
دنانها نشوة جمالها ولذة حلالها، تلك التشيكية الشقراء،نزلتها  نهارا مستبسطا فاستفخمتنى براغ وافحمتنى لما جن ليلها، زرتها فى تسعين القرن الماضى ورائحتها وشوايتها وعطر أنفاسها بعد لم ينقضِ يغلبنى كما نومة لا أطالها، السحر والغموض يكتنفانك وذوات الحسن البديع والوجه الصبيح لا يشغلانك عن بهاء من غير إنتظام متناثر، مدينة من وهلتها الأولى شفاء وصحة ودواء، صوروا لنا الشرق الأروبى إشتراكية متخلفة وبئس ما صوروا، هوساك  وشاوسيسكو وتيتو رموزا للقهر والسحل والعهر،وأسماء برزت فى أتون الصراع الإشتراكى الرأسمالى الذى أخر وخلف الشرق الأروبى من ركب الغربى ولكن نهضت دول ومدن وكانت براغ الساحرة والتشكية الغامضة الجاذبة بصباحات ندية مرشوشة بشكشكات مطرية وبليال إنفعالها ثباتى ثقافى  مغمورة بأنوار كأنها من نهيراتها ساطعة، هى براغ بلا تزاويق ومساحيق وتصاوير خرافية، تستعذبها من أول وطأة.
بجعات عائمات
بعيدا عن علوية رمزية وروحية مدن ،براغ مدينة فى خاطرى أعيشها وتعيشنى،لا أنفاس فيها تتخالط باخطوبطية الثلوث، التشيكيون يمشون ناهبين لفجاج أرضينهم وقليلهم راكبون، منتصف براغ مأمون من أبخرة السيارات، ممنوع دخول ذوات المحركات والمحروقات خلا الترماى يشقها بلا ضوضاء وازعاج، لا وجود لمصطلح عجزة ومسنين، المنتجعات الصحية بجعات عائمات تجذب الشيب والشبيبة، قادة التشيك من لدن  الإقتران بنظرائهم السلوفاك أرسوا دعائم دولة المواطنة، الإنسان فيها قيمة مضافة لا متاجرة ولا مزايدة فيها، الإنسان فى بلادنا كرمه الله وأهانه إنسان باللؤم والحرمان من أبسط المقومات وحوله سلعة ليفرض عليه قيمة مضافة مثله كالخراف وجوالات السكر تسوّق بفقه القيمة المضافة ليتكسب متعطلون ومتنطعون كل منهم يضيف على سعر الخروف الأول مبلغا وعلى تمنة السكر ليمررها لجشع آخر تحت ستار بناء إقتصادى فى حقيقته هدام وجراف للإنسان والحيوان والنبات والتربة، لست بضارب المثل لنكون دولة باشتراكية مؤسسية كفلت للإنسان براغ مدينة للرياضة للجميع فيها شبكة مواصلات مشيا، جاريت إذ جاريت تشيكية فى عقدها السادس مشيا كأنه السادس، تعدو فرسا جامحا تشق ذات الشوارع كما الترماى،لديها القدرة لشراء عربة لكنها لاتفعل، لاحاجة لها بها، إحساسها بالمساهمة فى عدم تلويث المدينة مقدس، دعم لشبكة المواصلات رياضة للجميع، دعم للصحة والعافية فى بلادها  والحياة النقية.
سلق البيض
لانبحث نحن الضائعين ينتظرنّهم الضائعات  عن مدينة هي براغ من ضواحى أروبا غربية وشرقية،نبحث عن ذاتنا ولا السادات الذي أضناه بحثه فألف سِفرا بديعا عنونه «البحث عن الذات» محاكيا ذاك العبقري الأبصر طه حسين في أيامه مع فارق وفارق ، نبحث وحياتنا الفانية يعملون لا لإعمارها بل إفنائها على النحو المتداول عنفا لفظيا وجسديا، حكومات إفناء لا إبقاء تبرع فى سلق بعضها بيضا قابل للبوظان، أى بلد يحكمها من يفنيها، لبن حليب الرضيع بلغ وشارف الألف جنيه، ماذا يفعل بربكم زميلنا نادر حلفاوى سكرتير تحرير هذه المحروسة أكثر من السعى حتى ساعات الصباح الأولى محتطبا حلالا يغنيه ولايكفيه، ماذا يفعل ليقوم في أسبوع بشراء نحو ثلاث علب لبن حليب لرضيعه القادم الجديد، حلفاوى المتوكل له الله الذى وهبه طفلا عوضا وخلفا له وجيهان وقد نجحا فى إختبار فقد فلذة كبدهما، بصبر السودانيين المُثّل والبُسّل، حلفاوى واحد من ملايين السودانيين حامدين شاكرين يضربون أخماسا فى أسداس لتوفير لبن الصغير وإن كان حتى البديل الطبيعى لبن الغنم، من يعيشون على تجارة لبن الغنم يقدمون خدمة جليلة، فالغنم درها للبن محدود يا لدرها، لا حاكم ولا معارض يوفر لها علفا وهمه القيمة المضافة، فى مصر القريبة وقاهرتها يتفنون على الصعاب بفقه المقدور عليه، غالبوا ذات مصاعب حصول الآباء والأمهات على حليب رضعهم، ضبطوا السعر حتى يكون الحليب لكل صغير وجبة وليس حلما وبعد لم يبلغ الحلم،اشترطوا بيع الحليب بثمن بخس وهم ليسو بأحسن حالٍ منا بوصفة من أطباء التغذية والأطفال، لم لا تكون الوصفة يا أكرم هاهنا إدخارا لدراسات وسمنارات.
وبالله التوفيق

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة