الأثنين, 04 نوفمبر 2019 06:18 مساءً 0 297 0
همس الخواطر
همس الخواطر

نوع من الزوجات

د. فاطمة عبدالله
عبدالرحيم زوجته نكدية من الطراز الأول لا تكف عن الشكوى ولعن سوء الحال ، عبدالرحيم رجل هادئ صبور قليل الكلام ، تعود على شكوى زوجه دون جدال ، حتى أنه كان يحفظ كلماتها لدرجة أغنته عن السمع ، فكان يؤمن على كلامها بهمهمة لا يسمع منها شئ ، هذا المشهد يتكرر بشكل يومي ، بنفس الصورة ، وبنفس النتائج ، الزوجة تتذمر والزوج لا يرد ، عبدالرحيم عامل يومية ، رزقه كفاف ، ولكنه يغنيه عن السؤال ويوفر له بعض ضروريات الحياة ، الزوجة تطلب المزيد ، وعبدالرحيم لا يستطيع مزيدا .
هذه الصورة تتكرر في بعض البيوت ، نقة الزوجة رغم علمها بكفاف الحال وظروف الزوج واجتهاد ما يستطيعه في توفير لقمة عيش شريفة ، فاذا لم تكن الزوجة هي الداعمة والمقدرة والمراعية لظروف الزوج ، فمن يراع ؟ خاصة اذا كان الزوج يبذل كل جهده ويومه لتوفير هذه اللقمة ، ورغم ذلك تحقر الزوجة مسعاه وتقلل من أهمية جهده، يرجع إلى بيته طلبا لراحة يطلبها جسده المنهك ولقمة تصرخ لها معدته الخاوية ، فتحمل عنه الزوجة الأكياس القليلة بوجه عابس ولسان منتقد : دا كل الجبتو معاك ؟ فيرد عليها الزوج بانفعال متألم : كان تعرسي ليك وزير .
جعل الله الزواج سكنا ومودة ورحمة ، وجعل الإنفاق على الزوجة أحد أوجب حقوقها على الزوج ولكن بما يستطيعه وعلى حسب كسبه الذي يكد في الحصول عليه ، والزوجة عرفت حال الزوج قبل الزواج ورضيت به ، فليس لها أن تطلب أكثر منه وخاصة حال علمها ببذل الزوج كل ما يستطيعه ليوفر لها عيشا كريما حلالا. أو قد تتغير حال الزوج من النعيم إلي الفاقة لظرف ما ، فيجب على الزوجة أن تتحمل معه الفاقة كما نعمت معه باليسار ، فالزوجة هي سكن الزوج وموضع حبه ، فلتجعل من بيته مصدرا للراحة والسرور مهما كان وضعه ، وهذا سيكون محفزا قويا له لمزيد من الجهد والإنتاج ، البيوت عمارها العشرة الطيبة وحلاوة الكلمة ، والتفهم والصبر ، و(النقة) (بطفش) الزوج . استبدليها أيتها الزوجة بالحوار الهادف البناء في الوقت المناسب .

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق