الثلاثاء, 05 نوفمبر 2019 00:55 مساءً 0 299 0
البصمة
البصمة

الفريق البرهان .. الفيلم في نسخته الثانية 1-2

بقلم :-علاء الدين محمد عثمان

هيا بنا نكرر ذات الأخطاء ونتحرك دائرياً لنعيد إنتاج الأزمة بشكل أكثر دقة،لدينا من المخرجين والمنتجين والمصورين ما يكفي للقيام بالمهمة علي أكمل وجه وبسرعة فائقة،نصدر الفيلم في نسخته الثانية،نستبدل الأبيض والأسود بالتصوير الملون،الفيلم لا يحتاج لمجهود ضخم،قرار من الفريق البرهان وسوف تتولي قوي الحرية والتغيير كافة ما تبقي من إعمال بخصوص الإنتاج والإخراج،الحزب الشيوعي قطعاً سوف يساند،كثير من الدول سوف تصبح راعية وتدفع جل المنصرفات اللازمة،قبل البدء في الإنتاج لابد من إلقاء نظرة علي ألنسخه الأولي...

 في مايو من العام 1985 عندما سقطت حكومة مايو بقيادة المشير جعفر محمد نميري،كان أول قرار قامت به أحزاب المعارضة وقتها هو الضغط علي المجلس العسكري لحل جهاز امن الدولة، وتقدمت المعارضة بمبررات واهية وهي تجاوزات وممارسات بعض إفراد جهاز الأمن الخاطئة، بالفعل قام المجلس بحل جهاز الأمن ليتضح لاحقاً إن المعارضة في ذاك الوقت قدمت معلومات خاطئة خوفاً من كشف المستور،أرادت المعارضة بهذه المعلومات إن تقوم بقطع الطريق أمام امن الدولة الذي كان يمكن إن يؤكد بالدليل القاطع تعاون قيادات الأحزاب مع نظام مايو،في ذاك الوقت انهارت الدولة السودانية وأصبحت مكشوفة إمام الجميع،انكشفت الملفات وانكشف ظهر السودان،حدثت اختراقات كثيرة كلفت الوطن وكبدته خسائر فادحة،تضاعفت حركات التمرد،واستطاع جون قرن قائد حركة تمرد الجنوب وقتها من الاستيلاء علي العديد من المناطق وقام باحتلالها حتى وصل منطقة ألكرمك وقيسان وكان يمكن إن يدخل وقتها الخرطوم،بالإضافة لخروج الكثير من الملفات الهامة والحساسة التي وصلت للمخابرات الخارجية والتي يدفع السودان ثمنها حتى تاريخ اللحظة...
كانت هذه هي النسخة الأولي للفيلم،النسخة الثانية ربما تختلف كثيراً،سيناريو من سيناريوهات الفيلم كان بالأمس عندما اصدر وزير الإعلام قراره القاضي بإغلاق مكتب جهاز المخابرات العامة بمباني وزارة الإعلام،هذا المكتب الذي يعمل في منح الاوذونات لأجهزة الإعلام الخارجية القادمة للسودان بدعوة رسمية من الدولة أو عبر أجهزة الإعلام والشركات والمؤسسات الخاصة  أو قادمة من تلقاء نفسها لعمل أعلامي أو سياسي أو ثقافي وغير ذلك من هذا القبيل،بمعني إن هذا المكتب يعمل علي فحص هذه المؤسسات الأجنبية عبر الإدارات المختصة للتأكد من سلامة نوايا هذه الزيارة،وهنا يمكننا الإشارة لثورة ابريل من العام الجاري والتي اتخذت مقر القوات المسلحة ساتراً لها حتى انحازت القوات المسلحة وقامت بحماية الثوار والثورة،في هذا الوقت حضرت العديد من القنوات والإذاعات والصحف لتغطية ما يدور في الساحة السياسية بالسودان،وما يجب الإشارة إليه هنا إن إذاعة البي بي سي فقط قد حضر منها عدد 45 مراسلاً في شهر ابريل ومايو،فكم عدد الذين حضروا من مختلف هذه القنوات والإذاعات ؟؟؟ وهل نستطيع إن نجزم بان كل من حضر تحت ستار هذه الأجهزة الإعلامية كان إعلامياً أراد إن يغطي الثورة ولا وجود لأي عمل مخابراتي من فئة التجسس ؟؟؟؟؟
الفريق البرهان، جهاز المخابرات العامة هو تلك المؤسسة التي فرضت نفسها كضرورة قصوى في الحياة البشرية ،كما يعد ويعرف الجهاز الأمني في كافة دول العالم بأنه العمود الفقري الذي ترتكز عليه الدول في سياساتها الداخلية والخارجية ،وذلك لأنه الجهاز الذي يعمل بشكل يومي ودقيق من خلال منسوبيه في رصد وتحليل المعلومات والسياسات بناء علي معلومات وتحليل من الساحة السياسية الداخلية والخارجية،كما يعمل جهاز الأمن في الكثير من الملفات الداخلية كتامين حياة البشرية والدولة من خلال بسط الأمن وتوفير السلع ومحاربة الجرائم وجمع المعلومات والتعامل مع المعلومات التي يمكن إن يكون خلفها مهدد امني،إما الملفات الخارجية نجد أيضا ملفات كثيرة يمكن تلخصيها في أمرين،الأول هو تامين البلاد من جميع المهددات الخارجية التي يمكن إن تهدد أمنها واستقرارها ،إما الأمر الثاني فنجده في القضايا الدولية التي دائما ما تكون هماً مشتركاً تعمل فيه كافة الدول وعلي سبيل المثال ملف الإرهاب والاتجار بالبشر وتامين الحدود،وقطعا لا يتلخص دور المؤسسة الأمنية فيما ذكرت ولكن هذه ملامح عامة،فهل نسمح لقوي الحرية والتغيير وغيرهم من إخراج الفيلم في نسخته الثانية ونهدم هذا الجهاز الأمني الذي يعمل بكل مهنية عبر وسائلة الحديثة ومنسوبيه الذين لديهم من الخبرة ما يكفي لإخراج السودان من النفق المظلم الذي يعبر به؟أم نزرع فيهم الثقة ونبعد عنهم المتربصين والجهلاء أصحاب الأجندات والمصالح الضيقة ونجنب البلاد الكثير من الفتن الداخلية والخارجية ؟؟
(0900909299)

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق