الأحد, 11 نوفمبر 2018 03:24 مساءً 0 240 0
أيام وليالي
أيام وليالي

فاعل خير

 

قابلت نهار امس الاخ (عبد المطلب) الذى كتبت عنه يوم الخميس الماضي انه استعان بخشب مكتب قديم ليشعله من اجل وجبة العشاء لاطفاله الذين كانوا ينتظرون اوبته للبيت للعشاء..!قال لي ضاحكا وقد تهلل وجه..الحمد لله عندما وصلت البيت وجدت العشاء جاهزا والاطفال قد ناموا بعد ان شبعوا... و وجدت ان شخصا لا نعرفه وزع على اهل  (الحِلة) شوالات من الفحم كل بيت كان نصيبه  كيسين او ثلاثة من الفحم ثم وزع  قمحا وذرة كل بيت ربع من الدخن وربع من الذرة.
قلت له ماشاء الله..جمعية او منظمة خيرية فعلت ذلك..وقال لا اعرف من فعل ذلك..ولكن قالوا انه (فاعل خير ) تاجر  من سوق ام درمان...ضحكت فرحا وقلت جزاه الله خيرا.. وماذا فعلت بالحطبات؟قال ضاحكا ادخرتها ليوم آخر..!
(الخير في وفي امتي الى يوم القيامة)..صدق المصطفى المجتبى عليه افضل الصلاة واتم التسليم..مازال الخير  فينا موجودا ومازال في بلادنا على امتدادها رجال ونساء يقدمون الخير بذلا وعطاءا  جميلا دون من ولا اذى..لم يعرفهم احد ولم يسمع بهم احد  الا نفر قليل..بعض
 منهم انتقلوا الى رحمة الله فعرف بعض الناس بعد موتهم  انهم كانوا يمدون يد  الخير للناس دون ان يعرف احد ماذا يفعلون.
في بلادنا رجال ونساء ينافسون المنظمات والجمعيات الخيرية ويتفوقون عليها.. بلا موظفين وعاملين...!
(فاعل الخير) في بلادي ليس تاجرا غنيا او  رجل اعمال كبيرا ولكنه ايضا رجل فقير ..موظف محدود الدخل..ولكن هناك من يجود بقوت يوم لمن لا قوت له..و من يجود بما يملك لمن لا يملك..فينا رجال ونساء يحبون الايثار..يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة.
سيرة وكتاب الحياة في السودان ومن قديم الزمان يحكى عن الكرم والجود والبذل والانفاق..ذلك ارث اسلامي تليد مازال حاضرا في عمق المجتمع السوداني  في كل بقعة من بقاع السودان..ولذلك فإن هذا البلد الطيب تنداح فيه البركات والخيرات دون انقطاع.
صحيح ان الضائقة الاقتصاديةخانقة ومسكت باعناق الجميع رجالا ونساء ولكن مع كل الصعوبات وقلة المال الا ان المحبة والايثار وبذل الخير لم ينقطع ابدا..ونرى ونعيش صورا من صور التكافل الاجتماعي التي ربما يقل نظيرها في دول اخرى.
واجد نفسي متفقا مع دعوة الاستاذ الطيب مصطفى التي نشرها في عموده (زفرات حرى)في صحيفته الصدى ومفاده أن يساهم الاغنياء والاثرياء خاصة اعضاء المؤتمر  الوطني الحاكم والذين اثروا  باقراض الدولة  من اموالهم لصالح الدولة تأسيا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قدموا اموالهم وتجارتهم لنصرةالاسلام في غزوة تبوك او غزوة العسرة ..وسجلوا اروع المواقف في الانفاق والايثار ..فهل يمكن ان يعيد التاريخ تفسه وتبذل الاموال وتنفق من اجل اخراج السودان من عثراته المالية التي ادخلت البلاد الى نفق مسدود.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق