الأحد, 08 ديسمبر 2019 00:52 مساءً 0 345 0
المهدي في الجزيرة أبا: ندعم الحكومة الانتقالية ونعادي من يعاديها
المهدي في الجزيرة أبا: ندعم الحكومة الانتقالية ونعادي من يعاديها

عاد الى حظيرة الحرية والتغيير وتنازل عن الحديث حول الانتخابات المبكرة

الجزيرة أبا: تاج السر بقادي
جاءت زيارة الامام الصادق المهدي لمدينة الجزيرة أبا التاريخية ومعقل الأنصار على واقع يختلف من الزيارات السابقة فهي الأولى من نوعها بعد قيام الثورة وحدوث تطورات سياسية لافتة في الخريطة السياسية للبلاد. حرص رئيس حزب الأمة القومي على الوصول للمدينة بمعية وفد رفيع المستوى من قيادات حزبه من بينهم بعض نوابه والأمين العام للحزب ورؤساء الحزب بالولايات وعدد من القيادات الفاعلة في الهيكل التنظيمي للحزب.
بدأت الزيارة من المقر الرئيسي للحزب بام درمان على قافلة "برية" قوامها اكثر من عشرون سيارة الا ان الوضع ظل في تزايد لسيارات القافلة حتى بلغت مشارف مدينة الجزيرة أبا بأكثر من "مائة" سيارة من ام درمان وحتى الجزيرة أبا وجد الترحاب وتبادل الوفاء والشوق من احبابه على مدى الطريق المؤدي اليها دون استثناء. وكان والي الولاية وعدد من قياداتها الرسميين في استقباله على مشارف المدينة حيث شق طريقه بصعوبة من مدخل المدينة على الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة ربك للوصول الى ساحة الاحتفال وهي ميدان فسيح امام "سراي" جده عبدالرحمن المهدي وهي بناية فخيمة تعكس مجد الأمة والأنصار عبر التاريخ. كان مرشح الحزب لمنصب الوالي مرافقاً في الرحلة وهو ينحدر من اسرة "هباني" المعروفة بمدينة الدويم وكان العديد من اللافتات في الطريق تطالب به والياً. تأخير وصول الركب "الاموي" للمدينة جراء التوقف في الطريق والتلاحم مع المستقبلين على امتداد الطريق وتعطل سيارة الامام لأسباب فنية اثر على البرنامج حيث اختصر كل من رئيس حزب الأمة في الجزيرة أبا عبدالرحمن آدم بشر حديثه ولعل اهم ما قاله ان الجزيرة ابا اعادت مجدها وسيرتها الأولى باحتشاد الجماهير من داخل وخارج الولاية بها مشيداً بصمود الجزيرة أبا طوال 30 عاماً الماضية وحيا شهداء المدينة "الصادق ومحمد اسماعيل" كما تحدث ايضاً باقتضاب رئيس الحزب بالولاية واكد عزمهم على المضي قدماً لتحقيق الديمقراطية اما رئيس هيئة شئون الانصار بالجزيرة ابا مولانا النور عبدالمحمود قال ان محبة الناس للامام الصادق المهدي جاءت من المولى عز وجل واشاد بجهوده في التغيير الذي حدث بالبلاد بما اسماه استخدامه للقوة الناعمة والجهاد المدني حتى وصلت البلاد لبر الأمان فيما قام الأستاذ بشرى عبدالحميد بتقديمه للجماهير المحتشدة..
بين الامام وجماهير الجزيرة أبا والولاية
وصف استقباله بحماسة وشجاعة وقوة والطوفان الكبير مشيداً بأن ما تم من استقبال سبق وان كان عندما كان الطاغية "بندقيتو معمرة وعينو حمرة" واشاد بصمود وشجاعة الانصار منذ تصديهم للغزاة واعتبر ان زعماء كيان الانصار جمرهم الابتلاء منهم من تعرض للموت بالرصاص ومنهم من مات شاباً بثقل الامانة وكشف عن تعرضه للاغتيال ثلاث مرات ورفعت عليه دعاوى اغتيال قانوني مرتين ثم عشر بلاغات بعضها عقوبته الاعدام استمر الموقف الى ان سقط النظام وقال "حقاً المزايا في طي البلايا والمحن في طي المحن" وابان لم نشارك في النظام حتى سقط..
فراسة المؤمن
كشف انه عندما تم سجنه في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري جاءه "هاتف" فحواه ان نظام نميري سوف ينتهي يوم كذا وشهر كذا وقد كان كما تحدث عن رؤية اخرى فحواها ان نظام الانقاذ سوف ينتهي بتفجير من داخله وقال هذا ما قيل لدى الصالحين "اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله" مبيناً ان النميري عندما قرر ارجاع املاك آل المهدي احضر لي كل الاوراق "دوسيه" وقال لي هذه اموالكم استلموها فرديت عليه "أنا ما جاي للورثة وهذه ورثة آل المهدي" كون لجنة فنية برئاسة المراجع العام ورد الجزيرة أبا لاهلها نحن ورثة الامام عبدالرحمن ما عندنا فيها حاجة نحن مواطنين فقط فيها..
هكذا كنت أريد للجزيرة أبا
تحدث عن تطلعاته تجاه الجزيرة أبا وقال للمواطنين انه عندما كان في الحكم اتفق مع العون الايطالي لتمويل مشروع المدينة الفاضلة "الجزيرة أبا" في الزراعة والنهضة المتكاملة وكذلك العون اليوغسلافي لتوريد الكهرباء من سد الروصيرص لدعم الماء في الجزيرة لاحدث النهضة الزراعية الا ان انقلاب الانقاذ افسد عليه برنامجه واكد انه سوف يعمل على تسجيل كل اهل الجزيرة أبا كي يتم تسجيل الاراضي باسمهم وتكوين هيئة عليا لتطوير الجزيرة أبا وانه سوف يبحث عن تمويل لتكون المدينة الفاضلة المطلوبة مؤكداً ان المحالج والمصانع والمشاريع الاستثمارية ككله سوف يجتهد لاعادة تشغيلها مضيفاً ان مشروع السودان الأخضر الخاص بترقية البيئة ستكون الجزيرة با جزءاً منه..
برنامج الحزب في المرحلة القادمة
اكد تأييد الحزب للحكومة الانتقالية والوقوف معها والتصدي للمتآمرين عليها مبيناً انها جاءت جراء توافق سياسي بين القوى المدنية التي صنعت الثورة والقوى العسكرية التي انحازت لها لذا فان الحزب سوف يواجه كل المؤامرات التي تقف ضده كما ناشد الدول العربية بالاتفاق على دعم السودان في اتفاق مشترك لا يقوم على التوتر ولا الاستقطاب لانه من مصلحة الطرفين ان يكون العمل في شكل مشروع مارشال لتطوير السودان وانعكاس ذلك ايجاباً لمصلحتكم مبيناً انه افضل للدول العربية الاستثمار في السودان بدلاً عن الغرب وافريقيا وكشف عن التفكير في نوع من التكامل بين شرق وغرب البحر الاحمر مبيناً وجود اموال في غرب البحر وامكانات مهولة في شرقه واذا تعادل الطرفان ستكون الفائدة مشتركة.
حديث للأسرة الدولية
في حديثه الموجه للأسرة الدولية قال اذا حدث اضطراب للسودان سوف يضر ذلك كل المنطقة مبيناً اهمية موقع السودان الجغرافي حتى بعد انفصال الجنوب مشيراً ان السودان ما زال يمثل افريقيا المصغرة وان في استقراره استقرار لكل دول الجوار وناشد المانحين الذين سوف يجتمعون في 2020م بضرورة تطوير موقفهم لدعم السودان تنموياً ودعم السلام حتى يتحقق السلام الشامل..
مطالبة الجماهير بتعطيل الحواس إلا السمع والبصر
لأهمية حديثه القادم ناشد الجماهير بالكف عن الهتاف والتركيز على معرفة برنامج الحزب في المرحلة القادمة واعلن ان النفرة الاستثنائية التي انطلقت فيها جوانب تعبوية وتنظيمية واعلامية ودبلوماسية مؤكداً استمرار النفرة واستعدادها للانتخابات من خلال الاستمرار في زيارة الولايات وتهيئة الناس واكد اهمية انه يكون للحزب دار في كل ولاية ومدينة ووسيلة حركة وتكون كل ولاية مستعدة لاختيار الولاة والذين سوف يختارهم رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك بعد تقديم المرشحين له وطالب بتقديم من له السند الشعبي والتأهيل المؤهل وليس القوي الأمين "المضروب" عند الانقاذيين..
وابان في اللقاء ان السودان اصبح لديه براءة اختراع للثورات المدنية وان كثيراً من ثورات الربيع العربي فشلت في اهدافها وتولى الامر العسكريون اما السودان فان ثورته مرت على مراحل المرحلة الاولى كانت المجلس العسكري انحاز للشعب فترة التفاوض ثم خلالها الوثيقة الدستورية ثم جاءت الحكومة المدنية والمجلس السيادي وبعدها ستكون مرحلة الاحتكام للشعب وسيكون الحكم لمن يختاره الشعب الحزب الآن يعمل على التأسيس الرابع وتم رفع شعار التقدمية المؤصلة وهي "اننا نحن ناس ثوار عاوزين تغيير الامور" نظرتنا للاسلام تجديد لا الاسلام السياسي وكشف عن انه سيكون هنالك بيان واضح حول "التقدمية المؤصلة" والسعي للتحالف مع الغير..
مخاطبة حملة السلاح
اكد انه سوف يتم بالتوافق والحوار مع كل الذين رفعوا السلاح للوصول الى اهدافهم والممثلة في لا مركزية للولايات قسمة عادلة للسلطة والثروة والاعتراف بالتنوع الثقافي وحقوق الانسان ومشيراً ان هناك اجماع على الاستجابة للمطالب بحسبانها مهمة لازالة الاسباب التي أدت للحرب وطالب الحركات برمي السلاح وتكوين احزاب بدلاً عنه او الاندياح او التحالف مع القوى السياسية الاخرى.. واكد ان ثورة ديسمبر هي ثورة جهاد مدني وقوة ناعمنة مبيناً ان القوة الخشنة ويقصد الحركات المسلحة استنزفت النظام ولكن ثورة ديسمبر ثورة "مدنية بحتة" ورحب بآرائهم في المرحلة القادمة وكشف عن نفوذ حزبه في مناطق النزاعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق واصفاً اياه بالاغلبية مبيناً وقوف هذه المناطق خلفه لان الحزب عندما كان في السلطة خاطب قضاياهم بالمستوى الذي علق عليه الرأي العام "دي حكومة ولا قطر نيالا – دي حكومة ولا احياء عشوائية" وقال دافعنا عن حقوقهم ودفعنا الثمن وكشف عن زياراته لدارفور وتحذيره للانقاذيين بخطورة الوضع عام 2004م واصداره لاعلان باريس مع الجبهة الثورية..
النظام ضيع الشباب
ووصف الثورة بثورة الشباب المباركة وقال ان الانقاذ ضيعت الشباب وزهقت ارواحهم في البحار جراء الهجرة غير الشرعية والهروب من البلاد وابان انه قال لوزير التعليم العالي ان ثورة التعليم العالي اشبه "ببرميل ماء وضعت عليه ملعقة سكر" ورد عليه ان هذه المعلقة مباركة مشيراً في ذلك لتردي التعليم العالي والعام واضاعة الشباب وكشف عن كتاب عنوانه "أيها الجيل" قام بتأليفه خاطب من خلاله الشباب وابان ان الشباب المستحق للزواج يتزوج منه 25% فقط وان نسبة الطلاق في السودان جراء العوامل الاقتصادية بلغت 70% وطالب الحكومة الاهتمام بالاقتصاد المعيشي وانه تقدم بمصفوفة اقتصادية للحكومة وابان ان تحديات الحكومة الآن هي السلام والاقتصاد المعيشي مبيناً ان اهم ما تم الآن هو ان الناس احرار في بلدهم وهذا اكبر انجاز وطالب بضرورة ان يقوم الحكم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون وابان ان المعادلة بين الدين والدولة ستكون مطروحة في المؤتمر الدستوري مشيراً ان التنوع الديني والثقافي له احترامه في الدين الاسلامي وهو تنوع قدري لابد من احترامه كاشفاً اهمية وضع دستور يستفيد من تجارب الماضي ويكون توفيقياً وكشف لمريديه انه سوف يقو بطرح البطاقة الفكرية لشرح التقدمية المؤصلة خلال الفترة القادمة..
من المحرر
لابد أولاً الحديث عن الجزيرة أبا تلك البقعة الخضراء ذات الماء والشجر والشجن والسجية الفطرية لسكانها الطيبون احسن الاختيار الامام الراحل محمد احمد المهدي عندما لجأ اليها يا ترى كيف كانت في ذلك الزمان بالتأكيد غابة من الأشجار والأعشاب والماء والطيور كانت وما زالت وستظل موقعاً سياحياً لكنه لم يجد من ينتبه له حتى الآن..
أما التغيير الكلي في توجهات الامام نحو حكومة الوفاق الوطني حيث كان يتحدث عن انتخابات مبكرة والبديل الجاهز يعود الى ذكاء تلك الحكومة عندما خاطبت "غبينته" على نظام الانقاذ وقامت بالترتيب لمحاكمة قادة انقلاب يونيو 1989م ثم اصدرت قانون تفكيك الانقاذ واصابت الغبينة في مقتل.. انها السياسة لعبة الكر والفر والمصالح والمستجدات..

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة