الأثنين, 09 ديسمبر 2019 02:08 مساءً 0 295 0
اللفة الاخيرةقناديل ديسمبر
اللفة الاخيرةقناديل ديسمبر

قناديل ديسمبر

يسيرية محمد الحسن

أيام قلائل وتشرفنا بنورها الذكرى الأولى لاندلاع ثورة ديسمبر المجيدة..... ثورة الشباب والغبش التي أدهشت العالم بسلمية ووعي شبابها الجسور الذي قدم أزهى وأجمل لوحة نضالية في تاريخ النضال. الثوري.. قاطبة... وتصديهم لجلاديهم  بشجاعة. أدخلت الرعب في نفوس الطغاة وجندهم من كتائب ظل وخلافه الذين كثفوا من استخدام آلة القمع الناري من ذخيرة حية وبمبان مخالف للقوانين الدولية سفكًا للدماء  وقتلًا وسحلًا وتعذيبًا في زنازين الأمن ظنًا أنه سيقضي على جذوة الثورة وتنتهي إلى الأبد أي فكرة جديدة للخروج على الحاكم أو محاولة قلب نظام الحكم... وليس بعيدًا عن الأذهان  المحاولات اليائسة لاختراق الثوار من مجموعات  تتبع للنظام  تقوم بتوزيع السلاح في محيط الاعتصام لتصطدم بوعي عظيم للشباب أفشل المخطط في حينه الذي كان يرمي لجرهم إلى العنف ليسهل الانقضاض عليهم... شهدت تلكم الأيام الرائعات للثورة والثوار بزوغ نجوم سواطع تحدثت عنها مواقفها  ومن بين هؤلاء البطل النقيب حامد..  هل تذكرونه؟ وهل يخفى قمر التمام.. حينما هجمت  كتائب الظل ومجموعات أخرى مجهولة على الثوار ذات ليلة من ليالي الاعتصام الرائع  والجيش آنذاك لم يكن مفوضًا بالتصدي لهم بقوة مماثلة فاندفع حينها البطل  النقيب حامد. شاهرًا سلاحه  في وجه القوة المهاجمة صائحًا.. الرهيفة اتنقد.. ثم واجهها بوابل من الرصاص  الحي مما أدخل الفزع والروع في قلوب أفرادها  ظنًا منهم أن الجيش بكامله يتصدى لهم فولوا مدبرين... وحقن بذلك حامد الشجاع أو حامد الجامد كما سموه بعد ذلك الثوار دماء الكثيرين ممن كانوا سينضمو إلى قائمة الشهداء..  لم يفكر وقتها  فيما يمكن أن يحدث له خاصة حينما خرج الضابط العظيم من داخل القيادة وطلب منه إلقاء السلاح وإخلاء مكانه والقوة التابعة له فما كان رده.  إلا.. مخالف تعليمات سيادتك... فأعاد القائد عليه نداءه مرة أخرى... فجاء الرد الأكيد.. مخالف  سيادتك... انصرف القائد  وظل حامد كالأسد الهصور مرابطًا في ليلته تلك يحمي الثوار وهم من خلفه في وضع الساتر الأرضي انبطاحًا على بطونهم  بينما هو  شاهرًا سلاحه منتصبًا على ظهر سيارته العسكرية.. حيث إنه كان ضمن القوة المخول لها حراسة بوابات القيادة العامة.. جرت مياه كثيرة تحت جسر الثورة  وتشابكت خيوط المؤامرة الكبرى لفض الاعتصام.. ونقلت لنا الأسافير والأخبار نبأ اعتقال النقيب حامد  والقوة التي كانت تتبع له بعد أن وضعت الخطط التآمرية السوداء  للانقضاض على الثورة من خلال عملية فض الاعتصام البشعة والمروعة.. الآن وبعد مضي عام على الثورة  القصاص هو مبتغانا وهدف الثوره الأول..  ليبرد حشا  الأمهات وتجف دموع الرجال. ما أنت  أيها النقيب الشجاع حامد فيجب أن تخلد وقفتك الرجولية الباسلة في نفس مكان معركة الشرف  لتحكي عنك للأجيال القادمة.
أما الشعب السوداني العظيم فلن يرضى بغير القصاص مطلب الثورة والثوار الأول.. ليبرد حشا  الأمهات  وتجف دموع الرجال.. والدم قصاد الدم..  ما بنقبل الدية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق