الاربعاء, 11 ديسمبر 2019 00:45 مساءً 0 245 0
هندسة الفوضى
هندسة الفوضى

الزحف فوق صفيح ساخن!

مدت.. زرقاء اليمامة بصرها وخلفها (منبرشات).. وأمعنت النظر وكفها فوق الجبين.. لا أرى إلا أشجاراً بلا ثمر يابسة عجفاء.. ومدت البيوت رؤوسها.. وعيونها.. وتحركت أقاويل.. المدن.. ولد (فلان).. يتأبط شراً. بضع نفر.. يتسللون الحي. خائفاً ذليلاً. يتلفت يمنة ويسرة. ضاع الطريق إلى (14) ديسمبر.. لجان الأحياء أطلقت عليه اسم (شلاقة).. تناقش الثوار.. لا يا (مان).. جازفبوا.. ديننا الحنيف ينهانا عن التنابز بالألقاب.. عدلوا عن التسمية واستقر الرأي على (فلان).. الفلاني.. فلان لا يشبهنا مذ أن تحسن حاله.. وانتفخت أوداجه.. وامتطى (بوكس) بدون لوحات.. وتمسح وتلمع ولبس الشال وأصبح يفرك يديه عند الحديث.. ويغرود عينيه.. لتصبح ضيقة عندما تخنقه (الكذبة).. واشتغل نشال.. من جيب الشعب. ما عاد يجلس معنا القرفصاء تحت أنوار الحي.. نتناول حديث (العطلة) عطل عطل.. أم العطلة.. والآن.. تغير الحال أصبح صدره ضيقاً حرجاً. لكنه لا يتصعد إلى السماء.. (الشهداء).. فقط من يتصعدون السماء.
 (14) ديسمبر. رفضت تواريخ الزمن (الماضي).. ولفظ الزمن.. أدراجه في (أجندته).. ديسمبر ثورة (خضراء).. من غير سوء. يحاول ناس (فلان).. العبث بألوان الثورة.. تناقشوا قبل موقعة (الجمل).. أن يلبسوا (السترات).. الخضراء تيمناً بثوار فرنسا، لفظ كبيرهم صاحب (الاءات) الثلاث.. الفكرة..لا..لا..لا؟! نحن مكشوفون من غير سترات.. سوف تتخطفنا الثورة.. مد آخر يده بارتخاء. استئذاناً واقترح حمل (السيخ).. كعادتهم انتفض وشاط صاحب (الاءات) الثلاث لا..لا..لا لقد جردونا منها مادياً ومعنوياً: سلمية سلمية ضد.... وزاغ بصره. وعندها.. أنقذه فلان آخر يرفع يده ويرجعها مثل تلميذ يخاف (الإجابة).. عن السؤال الصعب. هل نهتف مثلهم؟ سلمية سلمية ضد الحرامية (وجم الجميع).. ما عندك شيل.. عند (خت).. الشاي الشاي الشاي.. ومعاه (كيكة).. هنا بلغ الارتباك من صاحب (الاءات) مبلغه وغطى دقنه (بيديه).. وزادها كيل بعير لا لا لا لالا.. وأطلقنا عليهم ناس (لال).. وقلنالهم البرقص ما بغتي (دقنه).. يا ناس لال.. هنا أعيد عليك قصة.. الطائر الثوري وصاحب الدقن.
هذه قصة عميقة المعنى.. وتصدق على الذين اتخذوا اللحية والمظهر لخدعة الناس وهم من خلال الدقون ضحكوا على الدقون.. القصة حدثت في زمن سيدنا سليمان (عليه السلام)، إذ جاء طائر إلى بركة ليشرب الماء، لكنه وجد أطفالًا بالقرب من البركة، انتظر حتى غادر الأطفال وابتعدوا عن البركة، وبالصدفة جاء رجل ذو لحية إلى البركة، فقال الطائر في نفسه هذا رجل وقور ولا يمكن أن يؤذيني، فنزل الطائر إلى البركة ليشرب الماء، رمى الرجل الطائر بحجر ففقأ عينه، فذهب الطائر إلى نبي الله سليمان (عليه السلام) شاكياً، استدعى سيدنا سليمان هذا الرجل فقال ألك حاجة بهذا الطائر ورميته، قال لا, فأصدر النبي (عليه السلام) حكمه بفقء عين الرجل، ولكن الطائر اعترض وقال إن عين الرجل لم تؤذني بل اللحية التي خدعتني، لذا أطالب بقص لحيته عقوبة حتى لا يخدع بها أحد غيري.
(ترى إن حضر هذا الطائر زماننا هذا كم لحية سيطالب بقصها.. وليس لدينا خلاف في إطلاق اللحية ولكن ماذا بعد الإطلاق!؟
 وتذكر صاحب (الاءات) الثلاث هتافهم القديم.. ومسح لحيته ثلاثاً.. أمريكيا قد دنا عذابها.. سفيرهم جايي (الخرطوم) بعد 23 سنة كبيسة. وانفرجت أساريره (وشيطن القول. قولا قولهم.. واختلط الحابل بالنابل (14) ديسمبر وتبخر حلم العصافير.. وتسللوا وتفلتوا.. يهتفون.. سلميييه سلميية ضد الحراميية.. وغرسوا آخر خنجر مسموم في ركام (الحزب) المفكك صامولة صامولة.. فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.. هنا تأكد لنا.. ورأينا عنقريب (الجنازة) ببرشه وانتهت مراسم العزاء بانتحار (الحزب).. وانتحرت وانبترت؟!

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق