الفراغ
موج من فوقه موج ، ظلمات تداخلت ، تشابكت ، تلبدت سماؤه و تبلد ذهنه ، رئتيه كتمت ، أنفه رفض أن يستجيب لطلباته بدخول الهواء الى صدره ، قلبه كاد أن يعلن تمرده فاستغاثت يدان واهنتان تطلبان النجدة ، الفم ألجم أو كاد ، من حال إلى حال أسوأ يتقلب ، يصارع صحراء جرداء قاحلة مد بصره ، ساخت فيها رجلاه التى أوهنهما الجوع و العطش ، يغالب شمسا زادته ضعفا على ضعف فأنهكت عزمه ، عقارب تلدغ ، حيات تلتف فتعصر ، سباع تنهش ، لا صوت ليستغيث به و لا قوة له ليهرب ، عجزت حيلته فخارت قواه ، إنهار كليا مادا يده فى فراغ الكون يائسا فتناولتها أخرى استنهضته فجرته جرا ليعيش الأمل و الحياة.
عقاب
زوجتاه اتفقتا أن لا يقوما بتجهيز طعام الغداء له ، كل ذهبت الى بيتها ، تمددن ، إنشغلن بلا شيء.
عاد ...، انتظر... ، لم يسأل، قلبه قال له شيئا ما يحدث فذهب الى الأخرى ، معها جلس و انتظر ... لم يسأل ، بين البيتين و بقصد تناول كوب ماء ، مضمض فمه و دلق الماء بصوت مسموع ثم بلل أطراف أصابعه ، الثانية إغتاظت رفعت عقيرتها نحو ضرتها لوما و تقريعا لها ثم أردفت سأغديه بأفضل مما صنعت له...
تسارعن و طبخن ..ملأ كرشه ثم تمدد، نهض ضاحكا يصافح أخري
الطريق
طلق زوجته فتبعتها نفسه ، والدها تعنت و أبى إرجاعها إلا اذا زحزح ذاك الجبل من مكانه ، لزم الاستغفار... ،
صباح يوم سمعت أصواتا و جلبة ، هدير ماكينات تئن و تكاد أن تجن ، تقاوم ، تضرب ، تكسر ، تحفر ، تدفع ، غبار من فوقه غبار ، أيام ، شهور ، الجبل زحزح، نقلت أحجاره لترص فوق قبريهما.