الأثنين, 30 ديسمبر 2019 01:41 مساءً 0 336 0
المتاريس
المتاريس

 

علاء الدين محمد ابكر

Alaam9770@gmail.com

         قم للمعلم

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ

علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته

ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً

صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد

وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد

فسقى الحديثَ وناولَ التنزيل

بتلك الكلمات الخالدة من امير الشعراء احمد شوقي رسخ احترام العلم و المعلم في قلوبنا فكان  عند دخول المعلم للفصل الدراسي  حيث ينهض الجميع وبصوت واحد نعلن عن تجديد التقدير والاحترام له  هكذا  كنا وسوف يكون من ياتي بعدنا  اوفياء لمن عمل علي ازالة الجهل من عقولنا

ينتظر الجميع يوم الاثنين الثلاثين من ديسمبر‏ لسماع النطق في قضية اغتيال الشهيد الاستاذ معلم الاجيال احمد الخير  تلك الحادثة التي هزت كل الوطن وابكت  صاحب ضمير حي بالدمع السخين تعتبر  جريمة نكراء لاتشبة الخلق الانساني السليم حيث تعرض الشهيد المعلم احمد الخير عليه الرحمة الي تعذيب بشع حتي وصل مرحلة الاعتداء عليه بالإدخال لجسم معدني في موضع حساس  يعجز حتي القلم ويستحي عن كتابتها

ومن اغرب ماجاء في وقائع اضابير الجلسات هو اعتراف احد المتهمين بانه اختصاصي اغتصاب  نعم قالها ويا ليته سكت كان ارحم بنا من ان يتداول العالم تلك السقطة التي لاتشبه الانسان السوداني

 

كان المعلم في الماضي يحظي بالاحترام والتقدير من الجميع حتي من الخارجين على القانون  كان المعلم يتمتع بحصانة شعبية  في المجتمع كيف لايكون ذلك وهو الذي  يعلم الاجيال علي مختلف السنوات ويظل كالشمعة تضي للجميع طريق الحياة طارد للجهل ناشر للعلم  فالعلماء ورثة الأنبياء  فقد جاءَ في الحَديث الشريف الذي رواه أبو الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله (ص) قال: (من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طُرُقِ الجنَّةِ، وإنَّ المَلائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يصنع، وإنَّ العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السمواتِ، ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ، لم يُوَرِّثوا دينارًا، ولا درهمًا، إنما وَرّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ).

 صدق رسول الله (ص)

فبما أن العلماء ورثة الأنبياء فبالتالي المعلم هو من العلماء   وجميع المهن بل حتي القاضي الذي سوف يتولي جلسة الحكم ما كان ليصل الي هذا المكان الا بفضل المعلم فمن لفظ الجلالة اشتق اسم المعلم فقد كان ربنا سبحانه وتعالى اول من علم الانسان ومن بعد ذلك جعله خليفة له في الارض  حيث يقول الله في محكم تنزيل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ه ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.

صدق الله العظيم

 

وعلم الله تعالي سيدنا ادم كل شي حيث يقول الله تعالي

بسم الله الرحمن الرحيم

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾

صدق الله العظيم

ولكن مع عهد النظام المقبور  انقلب كل شي فعاش الشعب  السوداني ثلاثين عام من القمع والاستبداد والتمكين ويكفي ما نشر في قناة العربية من فضائح تشيب لها الولدان من خلال فيلم وثائقي تسرب لاجتماع مجلس شوري الحركة الاسلامية  يعترف فيه قادة الحركة بقتل الشهداء في ابريل 1990م اضافة الي السيطرة علي مفاصل الدولة عبر تمكين وتوظيف عناصر الحركة الاسلامية وهنا يجب علي حكومة السيد حمدوك الحزر من هؤلاء والعمل علي التخلص منهم وابدالهم بالثوار الاحرار في مختلف وظائف ومؤسسات الدولة  ويكفي ما يحدث من ازمات في المواصلات والخبز وتعطيل الموسم الزراعي وغيرها من المشاكل  التي هي من تحت رأس  هذه الخلايا النائمة والتي لا تزال تحتفظ بالولاء المطلق للحركة الإسلامية  ويكفي  عبارة المخلوع البشير من خلال الفيلم الوثائقي حيث قال ان هذه الدولة ملك للحركة الإسلامية يقصد السودان

في حال النطق  علي المتهمين بالإعدام  في قضية الشهيد احمد الخير سوف تكون ضربة بداية للقصاص من كل من تسبب في إراقة الدماء ولا استثناء في ذلك لشخص ولا كبير علي القانون وسوف يعمل ذلك الحكم في حال صدوره  علي كسر شوكة الكيزان وهو في نفس الوقت اختبار لقادة التغير في الوفاء لأسر الشهداء بالقصاص العادل وبالطبع لن يتقبل الشارع وخاصة اسر الشهداء حكم اقل من الإعدام  والتنفيذ يكون في ساحة عامة

اتمني من الحكومة التوصية بمنح الشهيد احمد خير وجميع الشهداء وسام ابن السودان من الدرجة الأولى تقدير وعرفان لهم مع منح اسرة كل شهيد معاش شهري يعادل معاش شهري اضافة الي قطعة ارض وادراج سيرة الشهداء في المنهج الدراسي الجديد حتي يعرف الجيل القادم كيف ضحي الشهداء بحياتهم لنعيش بكرامة

ترس اخير

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق