الخميس, 02 يناير 2020 01:45 مساءً 0 335 0
العام الجديد ٢٠٢٠ و...المشهد السياسي السوداني
العام الجديد ٢٠٢٠ و...المشهد السياسي السوداني

ياسر محجوب محمد بابكر

كيف يقرأه قروب (الرأي والرأي الآخر) الشمباتي...

(تقدمة)
رغم ضبابية مشهدنا السياسي السوداني، وتتابع أزمات البلد سياسيا واقتصاديا وسلاما مجتمعيا ، لو دققنا النظر ،وقرأنا ما وراء سطور كل شخص سوداني ،محللا ومنتقدا ،ومصوبا سهامه هنا وهناك،تصيب احيانا وتخطئ احيانا ،إلا أنني شخصيا ،بدات أشعر ،ان هدف وغاية غالبية النخب والمواطن العادي ، أن يروا سودانهم في العلالي ،ولكن الأخطر الذي اكتشفته هذا الغل وهذه المرارات غير المبررة على الإطلاق تجاه بعضنا البعض،تكاد تصل الى أن ٨٠℅ من الشعب السوداني اهدافهم وبرامجهم واحدة وموحدة ،وأن النشاز الذي يصوب سهامه في مناطق غاية في الخطورة ،يمكن تحجيمه بهذه الأغلبية الكاسحة ،وبقليل جدا من ضبط (النفس والحب الوطني)...
هذه هي مشاركات لبعض أعضاء قروب( الرأي والرأي الآخر).....ترى ماذا قالوا وهل يسودهم التفاؤل ام أن النظرة قاتمة وسوداء ....
(أولا ..دكتور مدثر )
  لا شك  السودان يعيش الآن فترة مفصلية في تاريخه السياسي ، بعد ثورة شعبية عارمة طالت كرسي واحدة من أكبر دكتاتوريات إفريقيا والعالم .. تختلف هذه الثورة عن سابقاتها انها واجهت حكومة جثمت على صدر السودانيين كأطول فترة حكم  في تاريخه ، ليس طولا وفسادا  فقط , لكن أيدلوجيتها تعتنق التمكين وسيلة للحفاظ على الحكم ، وهو الذي تعانيه الثورة الآن من تشعب المواجهة في مختلف مفاصل الدولة ..إعلام ودوائر حكومية وقطاع خاص ورؤوس أموال وغير ذلك .
توجه الثورة الآن واضح نحو محاولة تحقيق سلام شامل بالسودان يتأرجح قربه وبعده معتمدا على نقطة العلمانية والإسلام مصدرا للتشريع ، رغم ان طموح السودانيين كان أن يكون الخلاف حول حجم ومستوى التنمية التي تترقبها الحركات المسلحة  لمصلحة من يحاربون باسمهم . لكن تغيرت أولويات هذه الحركات ، ولعل طول الصراع ادى لتحور هذه المطالب .بل طال التغيير المطالبين أنفسهم بانشقاقات أحيانا وتكتلات في أخرى .
 نحن نرى أن الثورة ماضية في تحقيق أهدافها وأمامها تحديان مهمان . الأول تحقيق سلام شامل مع كل الحركات المسلحة وتفكيك المؤتمر الوطني بكل حزم . إضافة للتحديات الاقتصادية التي شكلت القشة التي قصمت ظهر بعير الإنقاذ الأعرج ، والمثقل بأسباب أخرى كثيرة أدت للثورة عليه .
نعم نحن متفائلون اليوم أكثر من أي وقت مضى والشواهد على ما نقول كثيرة .. بدأ تفكيك المؤتمر الوطني . وشهدت العدالة يوما تاريخيا أعاد للقضاء السوداني هيبته بالحكم على إعدام قتلة الشهيد الأستاذ /أحمد الخير  رحمه الله وغفر له وجعل له في كل حرف علمه نورا يمشي به ، وللمقارنة بالأمس القريب كاد ان يفلت نفس القتلة على ذات الجريمة بدعوى أن الشهيد مات مسموما بطعام فاسد !!! . كذلك شهدت البنوك عودة النقد وبدأت تعود معها ثقة المواطن في أجهزة الدولة المصرفية ، ولا ننسى أيضا ان الحل الإنقاذي كان عبر محاولة احد الإنقاذيين أن يطبع عملة (رب ، رب ، رب) لحل الأزمة وقتها . الآن الدولة تدار بفكر ووعي وعلمية ومنهجية فلم لا نتفاءل  بالقادم . نحن في قمة التفاؤل فعلا . فقط نأمل أن تتوحد الإرادة السياسية والتنفيذية والسيادية للوصول بالبلاد لديموقراطية حقيقية محروسة بعد الله بالشعب والحرية والتغيير وتحت شعار  حرية سلام وعدالة .
 (ثانيا ...أستاذ محمود السر)
السودان هذا البلد الجميل الذي يذخر بكل الإمكانات التي حباها به المولي عز وجل من موارد طبيعية.ارض..مياه ..ثروة حيوانية ..ثروة غابية ..ثروة معدنية ولعل أهم ثرواته إنسانه إضافة إلي ذلك منظومة القيم والثقافات المتعددة وارثه التليد فهو يصلح نموذجا للتنوع..ظلت الحركة السياسية السودانية تطور بتطور الإنسان والزمان والظروف فضلا عن المؤثرات الخارجية والتي تلعب أدورا محورية في عدم استقرار السودان..ولعل الناظر والقارئ  للراهن السياسي يجد ام هناك العديد من الأسباب أدت الي تشكله وهي لا تنفصل عن البيئة الداخلية المكونات السياسية والتي تمثله القوي السياسية بمختلف أيدلوجياتها وتعاملها مع الشأن السياسي وغالبا ما تسيطر رغبات الأشخاص فيها علي القضايا العامة وهذا من شأنه أن يجعل التعاطي غير موضوعي إضافة إلي غياب الأهداف زد علي ذلك المكون المجتمعي بمختلف فئاته ورغباته فهو منقسم مابين مدرك لما يدور والسواد الأعظم الذي يبحث عن رغباته الذاتية مع قصور الأداء لمنظمات المجتمع المدني (التثقيف .الدعم .المناصرة... الخ) بجانب كل ذلك قضايا الحرب والسلام والتي ظلت أس البلاء لهذا الوطن من قبل الاستقلال وحتى الآن وما ينسحب علي ذلك من تكاليف أثرت علي شتي مناحي الحياة لعب البعد الخارجي فيها أدوار سالبة أدت الي إطالة أمد الحرب وضرب أطول  حصار جائر علي مر التاريخ ليتفاقم الأمر بحلول الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها علي المجتمع بأسره هذا باختصار شديد إلي ان وصلت البلاد الى انسداد في أفق التفكير القاضية بإيجاد حلول  للازمات  المتراكمة المتسارعة فكان خروج أبنائه في هذه الثورة بشعاراتها المعروفة
 في قضايا انصرافية زادت من أتون المشكلة يمكن تلخيص الإشكالات الماثلة في الآتي:
أولا/ انفراط الأمن
ثانيا،/ارتفاع واتساع الفقر الذي ضرب بإطنابه كل البلاد
ثالثا/غياب الدور المؤسسي
رابعا/تهتك النسيج الاجتماعي
خامسا/غياب منظومة القيم
سادسا/الاختلالات الاقتصادية المعقدة
سابعا/ضعف التنسيق الخارجي
ثامنا/تلكؤ مسارات التفاوض وصعوبة التوصل إلي سلام
تاسعا/ازدياد الغبن للإقصاء السياسي الممنهج
نتيجة لكل ذلك المتوقع ظهور عصابات السلب والنهب ..زيادة الأسعار وارتفاعه بصورة جنونية  ...الخ ولكي نخرج من ذلك لابد من مصالحة وطنية شاملة تعزز الولاء الوطني بالاتفاق علي الحد الأدنى والذي نعتبره اعلي طالما في مصلحة البلاد مع التوصل إلي ميثاق شرف للعمل الحزبي والإعلامي كذلك حتى لا نرجع لمربعات غير مرغوب فيها مع ضرورة تعظيم الإنتاج والاجتهاد في تقليل الواردات مع زيادة حجم الصادرات حتى نصل إلي توازن في الميزان التجاري(مدفوعات= مقبوضات)
العمل علي تسويات جدية نهائية للحركات المسلحة بالتوصل الي سلام عادل شامل مستدام. مع تهيئة البيئة الداخلية للعفو العام وعدم الدخول في مسائل العدالة الانتقالية وتحسين وتغيير الصورة الذهنية للعالم الخارجي ليقوم بدور المناصرة لرفع البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع الحصار بكافة أشكاله وأنواعه ان تكون أدوارنا فاعلة ومؤثر في المحافل الإقليمية والعالمية ..هذا غيض من فيض
والله نسأله أن يصلح الحال وهو ولي التوفيق..
 ممكن نضيف
رغم إمكانيات البلد إلا أننا فشلنا في تحويل الموارد الى مصادر دخل ليتمتع  الشعب السوداني بحياة كريمه تصل إلى مرحلة الرفاهية والراهن الآن يحتاج  إلى توافق ومصالحه تتسم بالجدية وميثاق شرف للعمل الحزبي وتحريم الانقلابات وحمل السلاح وتغليب مصلحة الوطن على مصلحه الأفراد
 (ثالثا .. الأستاذ محمد خالد السكاكي)
المشهد السياسي الآن : مابين أهازيج اليسار،ودقة تنظيم اليمين.
من المفروغ عنه ومالا شك فيه،ولا يختلف فيه،أو حوله اثنان -لأول مرة في تاريخ السودان الحديث.وسوابق كل الانتفاضات التي حدثت في السودان -أن ثورة ديسمبر الهادرة التي توفرت لها كل الشروط ،والأسباب قد أفرغت عن محتواها المحدود من حيث مهامها.والمعدود من حيث زمنها الموضوع.انقض اليسار علي الثورة والثوار فأصبح الممثل لهم،دون يأخذ بالحقوق والواجبات.همه السلطة والتسلط والتشفي،ونسي أن الأهازيج والمواكب وحدها لن تبني وطنا.أو تؤسس دولة عدالة وحرية وسلام.تلك الشعارات التي أبتز بها  قلوب الشباب،وحصد أرواحهم.وقادهم نحو المجهول.
  كان من الممكن أن تسير الفترة الانتقالية بهدوء اذا ما تم التوافق نحوها من كل الأطياف السياسية.لمراجعات حزبية شاملة،ومحاسبات عاجلة لا تستثني أحدا،محاسبات تثبت التجرم،وتحدد الجاني وتقتص للمجني.نحو عدالة   قضائية تقود الشعب لعدالة اجتماعية.  المشهد الآن أكثر تعقيدا   قوي حاكمة لا تجتمع علي كلمة واحدة تحالف المضطر لن يخدم قضية،أزمة اقتصادية موروثة ومعالجات صفرية.استفزازات متلاحقة للقوات المسلحة والنظامية،مجلس تشريعي لم يكون.مجلس سيادي تم التخطيط له ليكون تشريفيا،لكنه بذكاء العسكر ومستشاريهم من المدنين.أصبح تشريفي وتشريعي إذ أنه يقوم بسن القوانين مع مجلس الوزراء الآن.والولايات لم تُزل تسيطر عليها حكومة الحوار الوطني التي قامت من أجلها الثورة .
 ما ذكر من تعقيدات،وتداخلات يبين أن القوي السياسية التي قامت ضدها الثورة كانت ترغب قيامها،وتعلم مخطاطاتها. ،لذلك صنعت لها المتاريس والعقبات وجعلتها في حيري من أمرها.بعد أن جبنا في المشهد وحاولنا أن نقتطف منه أكثر المشاهد يمكننا أن نصل ونتلمس نهايته .المشكل الاقتصادي قائم ويزداد تعقدا، والتجار الاستباقيين يشعلون نيران الأسعار،سلام لم يتحقق محصلته التي توافق عليها الطرفان(وقف إطلاق نار)وهذا في تقدير الكثيرين لا يحتاج لتفاوض واجتماعات،يمكن لوزير الدفاع أن يقوم به.كل ما يمكن  أن ينجز أصبح مستحيلا.نتوقع ثورة شعبية عارمة تصحيحية.  تطالب بانتخابات حرة نزيهة عاجلة.وحكومة مهام تسير ماتبقي من الفترة الانتقالية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق