الأحد, 05 يناير 2020 01:31 مساءً 0 317 0
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة

يسرية محمد الحسن

رفعت الأقلام

بعد مشاهدتي لأخبار الثامنة بقناة الحدث أمر مرور الكرام على قناتنا البائسة لعلي أجد خبرًا مفرحًا أو على الأقل جديدًا أو أقل الأقل خارج إطار المألوف لديهم من استقبل وودع ودعا سيادته. ودعت سيادتها.. وبسم الله ما شاء الله وعيني باردة عليهم يستحيل أن يخذلونك  أبدًا...!.... يبدأ عرضهم  الإخباري الذي هرونا به هري  مذ سنين عددًا  باستقبل فلان... وودع سيادته علان.. ودعا.....الخ  ثم يعرجون إلى خبر يخص إحدى السيدات المستوزرات فنسمع..... دعت فلانة خلال اجتماعها اليوم بضرورة...... إلى آخر الخبر الطويل والممل واللي مش حتطلع منه بأي فائدة...لا تجديد... لا ابتكار... حتى شعار النشرة يبعث على الاكتئاب من طول فترته الزمنية في الظهور وتحكره على الشاشة  تصاحبه الخلفية الموسيقية التي سئمناها فهي تذكرنا دائمًا مع شعار النشرة بأسوأ فترة حكم مرت على السودان... لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم كآبة في المنظر وتلوث سمعي وبصري إلا من الشباب والشابات المغلوب على أمرهم  قارئي  النشرة الرئيسة  أو كما سماها الكيزان  في عهد التلفزيون الأسود بالعرض الرئيس للأخبار.. وما من عرض هناك إلا لتحركات البشير ولقاءاته الجماهيرية المصنوعة والمجيشة من جيب المواطن  ورقصه على المنصة وموسيقى البهجة والطرب تصدح من حوله... وهو فرح بما أتاه الله من ملك.. فضلًا عن جمل محفوظة مللناها... مكررة. ووجوه قترة عليها غبرة لمسؤولي الإنقاذ.. تقض منامنا وتجلب علينا الكوابيس من شدة بؤسها وقبحها وقولها... أحس كالكثيرين غيري من متابعي تلفزيون السودان وعلي قلتها وبالذات ما يسمى بالعرض الرئيس للأخبار بارتفاع في ضغط الدم.. أي والله. لا يخفف من حدته إلا رؤيتي لزميلاتي وزملائي المذيعين الرائعين وتمكنهم من لغة الضاد وإجادة القراءة. فتجدوني أقول في نفسي... خسارة أن يطل هؤلاء من هذه الشاشه البائسة!.. ما دفعني لكتابة هذه المقدمة أنني لا أحب السهر وبعد أن استمتع  بأخبار العربية والحدث وأعرف ماذا يدور في العالم بأثره من شاشتها التي جذبت الملايين داخل وخارج  الوطن العربي.... أخلد للنوم.... إلا ليلة أمس الأول حيث ظللت أغالب النعاس بعد انتهاء نشرة الحدث الرئيسة وذلك لأن القناة نوهت إلى بث الحلقة الثانية من أسرار الحركة الإسلامية والحكم في السودان وقد جهزت نفسي  لمتابعتها...... ليل الشتاء طويل  ومر الوقت وأنا أتنقل بالريموت بين قنوات الأفلام الأجنبية لما فيها من متعة وإثارة تطرد النعاس حتى أظل متيقظة إلى حين موعد بث الحلقة.... غسلت وجهي بالمياه الباردة مرات ومرات وفعلًا أحسست بعينيي وقد طردتا النعاس وتفنجلتا على الآخر وأنا أشاهد مقدمة الحلقة المثيرة قد بدأت في قناة الحدث... جلست القرفصاء في وسط السرير أتابع بكل حواسي نقلًا مسربًا لأحد اجتماعات ما يسمى بمجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم آنذاك.. حزب المخلوع... وكم كانت الصدمة وهولها عظيمين عليّ.... حسبنا الله ونعم الوكيل..... لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.. أإلى هذه الدرجة يستسهل من غدر بالترابي وتحكر في مكانه قتل النفس التي حرم الله.. وأي نفس؟.. إخوته في الحركة الإسلامية ممن كانوا معه في خندق واحد أكل معهم ملح وملاح... منذ أن كانت حركتهم بذرة  إلى أن صارت شجرة وإن سميناها نحن شجرة الزقوم... أي والله  شجرة الزقوم.... ذهلت وحبست أنفاسي من هول ما رأيته وسمعته في هذا الشريط المسرب والسيد علي عثمان طه يرمي بمقترحه ذاك للتصويت عليه والذي ينص على التخلص من الذين اتهموا وقتها بالتآمر من عضوية الحركة الإسلامية على نظام الإنقاذ..... لم أر طوال فتره عملي بتلفزيون السودان أمين حسن عمر وهو في لحظة ضعف وانهيار تام  كالذي رأيته به بالأمس... يبكي كالثكالى على فلذات أكبادهن   ويستعطف القلب الحجر أن هؤلاء إخوتنا فكيف نتخلص منهم؟
بالله عليكم ماذا نسمي هذا الذي رأيناه وسمعناه في اجتماع شوراهم اللاوطني واللا إسلامي هذا؟... بماذا نسميه.. أكاد أجزم أنه تدبير إلهي  محكم ليفتضح أمر هؤلاء القتلة سافكي الدم الحرام...... ليست هذه صدفة..  ظهور هذا التسريب الخطير من داخل أحد اجتماعات الجماعة التي تسمي نفسها إسلامية وتتدثر بالدين الحنيف.. والدين منها براء... أي والله............ قال الحق جل وعلا كلمته ونزع منهم الحكم   فهو سبحانه وتعالى عدل رحيم ... حرم الظلم على نفسه ونادي في حديثه القدسي (يا بني آدم إني قد حرمت الظلم على نفسي فاجعلوه بينكم محرمًا  ولا تظالموا).
رفعت الأقلام وجفت الصحف

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق