الاربعاء, 08 يناير 2020 01:17 مساءً 0 295 0
إيصال المساعدات الإنسانية للنيل الأزرق
إيصال المساعدات الإنسانية للنيل الأزرق

الخرطوم ...إجراءات بناء الثقة...

تقرير : الرشيد أحمد
وصلت يوم أول أمس الاثنين  ، إلي  ما كانت تطلق عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان  " الأراضي المحررة " في منطقة ( أولو ) التابعة لمحلية (باو)  بولاية النيل الأزرق أول بعثة لتقييم الاحتياجات الإنسانية التي  يقودها برنامج الغذاء العالمي وعدد من وكالات الأمم المتحدة لتقييم الاحتياجات الإنسانية.
ويعتبر وصول هذه البعثة هو بداية النهاية لسياسات نظام البشير البائد الذي استخدم الطعام والمساعدات الإنسانية كسلاح ضد المدنيين وعدم السماح بفتح المسارات الإنسانية لمساعدة  المدنيين و تعتبر جريمة حرب في القانون الدولي الإنساني.
جاء ذلك في بيان أصدرته مدير الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير  إشراقه احمد خميس قالت فيه إن هذا التطور نتيجة لتوقيع الاتفاق الإنساني ووقف العدائيات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال  ، في جوبا في 17 ديسمبر 2019م مشيرة إلى أن  هذه خطوة هامة في إطار إجراءات بناء الثقة وإكمال العملية السلمية.
وأضافت إن الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير تعرب عن عميق امتنانها للوساطة التي تقودها حكومة جنوب السودان والحكومة الانتقالية في الخرطوم   و برنامج الغذاء العالمي و وكالات الأمم المتحدة الأخرى ، ومنظمات الإغاثة غير الحكومية التي دعمت  إغاثة المدنيين في الثمانية سنوات الماضية والإتحاد الإفريقي و مجلس الأمن و المجتمع الدولي  لاسيما بلدان الترويكا الذين عملوا على حث  الحكومة السودانية طوال السنوات الماضية للامتثال و احترام القانون الدولي .

بناء الثقة
والجدير بالذكر أن هذا التطور جاء نتيجة لتوقيع الاتفاق الإنساني ووقف العدائيات بين حكومة السودان الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال بجوبا بتاريخ (17 ديسمبر 2019م)، حيثُ تعتبر هذه الخطوة هامة في إطار إجراءات بناء الثقة وإكمال العملية السلمية بين الطرفين.
منظمات مشبوهة
وفي العام 2012م جدد الرئيس المخلوع  البشير رفضه السماح بإيصال الإغاثة الأجنبية للمتضررين في منطقتي  جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وقال
، إن منظمات الإغاثة الدولية (مشبوهة وتقدم إغاثة ملغومة). وأضاف أن قرار حكومته طرد المنظمات الأجنبية (نزل بردا وسلاما على أهل تلك المناطق )، مجددا رفضه للضغوط من المجتمع الدولي للسماح لمنظمات الإغاثة بدخول مناطق النزاع في الولايتين .
وعبّر مجلس الأمن الدولي وقتها  عن قلقه العميق والمتزايد من الوضع الإنساني في الولايتين وطالب بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إليهما.
واندلع القتال في (ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط) في يونيو 2011م قبل إنفصال جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011م كما إندلع قتال بين القوات الحكومية و الحركة الشعبية في ولاية النيل الأزرق في سبتمبر 2011م.
ونجد أن ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق شهدتا جزءاً من الحرب الأهلية التي دارت بين الشمال والجنوب وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل 2005م وقاتل بعض سكان جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم بقيادة الراحل جون قرنق .
نقص الغذاء
 وتقول الأمم  المتحدة آنئذ إن مئات الآلاف نزحوا من جراء القتال في الولايتين ، وأعلنت مسئولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة خلال زيارتها للخرطوم أن اللاجئين الذين فروا من الصراع إلى أثيوبيا وجنوب السودان يعانون نقصاً في الغذاء كما أن مؤشرات لحالات كبيرة لسوء التغذية في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ، كما منعت  الحكومة وكالات الأمم المتحدة من العمل في مناطق النزاع بالولايتين لأسباب قالت أنها أمنية.
 واعتبر أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15،  أن (مستوى سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في بعض المناطق في جنوب كردفان والنيل الأزرق قد يبلغ مستويات خطيرة ما لم يحصل تحرك فوري، وطالبوا الخرطوم السماح بدخول فوري لبعثة الأمم المتحدة لتقييم الوضع ومن الطرفين، و(ضمان وصول فوري وآمن وبدون قيود) للعاملين الإنسانيين والمساعدة الغذائية.
كما  هددت حينها  الإدارة الأميركية بأنها لن تجلس وتتفرج على موت أكثر من 500 ألف من مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان جوعا، لأن حكومة الخرطوم ترفض إيصال الإغاثة لهم على حد وصفها.
خطوة تمهيدية
ويرى رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد منير شيخ الدين أن إيصال المساعدات الإنسانية لمنطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة وخاصة المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية هو واجب إنساني وحق لهؤلاء الذين تأثروا بالحرب ، وتأسف شيخ الدين لاتخاذ  الحكومات مسألة الغذاء كسلاح للحرب في وعده تصرف لا أخلاقي ولا إنساني بانتهاج سياسة التجويع كأسلوب للقتل .
وقال إن المجتمع الدولي أهتم  وخاصة المنظمات الإنسانية في العالم المتحضر بمسألة إيصال المساعدات للمواطنين في المنطقتين من زمن طويل ، وبين أن  هذه المناطق تعيش فيها النساء والأطفال والعجزة ولكن الأنظمة في الخرطوم هي التي كانت تضع الحواجز والمتاريس والحجج للحيلولة دون وصول تلك المساعدات، باعتبار أنها ستقوي الحركة الشعبية التي تقاتل الحكومات في الخرطوم.
واعتبر شيخ الدين  موافقة الأطراف والسماح للمنظمات الإنسانية لتوصيل المساعدات للمناطق المتأثرة بالحرب  خطوة مهمة وجادة وقال أنها تمهيدية لمناقشة القضايا السياسية والأمنية للوصول إلى سلام دون ابتزاز من خلال استخدام الطعام باعتباره عنصر ضغط.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة