.لماذا ؟؟؟؟!!!!

يسرية محمد الحسن

منذ بواكير الصبا.  ونحن مع الاسره جميعا نتحلق حول الراديو في منازلنا نستمع للدرر الغوالي من لدن حقيبه الفن وصاله العرض لمعدها ومقدمها النجم الساطع علم الدين حامد.....نتابع برامج الثقافه والبرامج الدينيه وعالم الرياضه....لسان العرب  فراج الطيب...وسهرات الاذاعه الحيه.  وردي...ود اللمين...كابلي...حمد الريح..خضر بشير....ابراهيم عوض...ثنائي العاصمه..خليل اسماعيل  العميد احمد المصطفي......يا سلااام علي الفن الاصيل.  والفنانين العظماء. وهؤلاء جميعا يقف وراء نجاحاتهم ودرر الحانهم ومغناهم شعراء بلادي الافذاذ....ود حد الزين....اسماعين حسن....ابو قطاطي..محمد يوسف موسي .سيف الدين الدسوقي....الحسين الحسن...صديق مدثر....الزين عباس عماره...عوض حسن ابو العلا...عوض احمد خليفه....والحلنقي...التجاني سعيد...عمر الدوش  محجوب شريف....يا اللله...رواءيع الكلم تجود بها قرائح هؤلاء العظماء فتنداح شلالات عطر عبق فواح سكن الوجدان وقلوب الناس وملك المشاعر واستوطن الاعماق......سنين عددا. واستوديوهات الاذاعه الام تشهد يوميا حجوزات لتسجيل هاتيك الدرر التي عاش الناس يستنشقونها عبيرا فواحا يزكي النفوس ويطرب الارواح ويسمو بها الي فضاءات الجمال السوداني الاصيل. علي مر السنين والايام......وجاء من بعد خلف.  خلف....!! فكروا.  وقدروا.  وابو  الا ان يبدا تاريخ بلادنا الحديث حسبما رؤوه. منذ استيلائهم علي مقاليد الحكم...واول ذي بدء...عملوا علي طمس كل ماضي مشرق واصيل وعريق  في ارثنا الفني والابداعي....وبرؤي شيطانيه بحته.  قدروا ان ينشا قانون الملكيه الفكريه ليقوم نيابه عنهم بطمس كل هذا الارث الابداعي الخالد لانسان السودان ودفنه تحت التراب  دونما ان يلتفت احد او ينتبه للايدي الاثمه الماكره....!!....فالغي هذا القانون الكارثه وصايه الدوله ممثله في الاذاعه السودانيه علي درر الغناء السوداني. وقضي باسلوب ماكر الي توريث الاسره الارث الابداعي الغنائي  جنبا الي جنب مع ما يكفله لهم حق الميراث الشرعي في الاموال والمنقولات  كافه بمختلف مسمياتها التي شرعها الشرع .......وبذا ضمن لهم ان يدفن  ويمسح وينسي الي الابد من خارطه الوجود ما كان يعرف بالغناء السوداني الاصيل.....ليطل فراغ عريض بعدها يتسيد ساحه الابداع الغنائي  ويملا بعد ذلك بغثاء من هابط الشعر ومبتذله من افواه سذج  وسابله القوم  مما يطلق عليهم اليوم. بالفنانين الشباب....ونستثني. من رحمه ربه....كل يغني كيفما شاء له دون ضوابط الزمن الجميل للمبدعين الحقيقيين الذين اثروا وجداننا بكل ماهو راق وجميل ومذهل.  كلمات.  والحانا.  واداءا.....رحم الله منهم من مضوا.  ومتعنا بجميل الكلم والنغم مما بقي  ووداعا روضتنا الغناء  فقد كنت هاجس قلق للظلاميين منا فوأدوك....وهالوا عليك التراب وصدقهم الساذجون من ورثه كنوز الماس الابداعي السوداني الخالص....فساعدوك بالمعاول ليندك صرح شامخ  راااءيع  خالد...خلود نهر النيل والبجراويه. وكوش ونبته. وارض السودان العظيم.....
وتر حساس.....فطاحله الاعلام سلام.......بروف علي محمد شمو....معاويه حسن فضل الله....محمد سليمان بشير.....الملقب بدنيا دبنقا.......او كما يحلو لبعضنا مناداته.....جراب الحاوي....وعلي فكره  ولعلكم تذكرون.  هذه كلها.اسماء لبرامج اتحفنا بها الرجل وسكنت الوجدان........اتحدث عنه  علني اجد اذن الاستاذ الفنان الرائع. الرشيد سعيد تصغي لكلماتي.....
في العام 85 نظم معهد دوتتش فيلا..الالماني. وهو مركز عالمي يعني بعلوم الاعلام عامه. وعلوم الاذاعه والتلفزيون بصفه خاصه...نظم مسابقه وامتحان في مقره بمدينه برلين..لقيادات تلك الاجهزه في العالم بما فيها. بي..بي..سي الانجليزيه...فاحرز السوداني. محمد سليمان بشير المركز الاول بفارق كبير بينه ومدير ال.بي.بي.سي. الذي احرز المركز الثاني...هلا انصفتم العالم في مجاله....الرجل يستحق وبجداره.  قياده الاجهزه الرسميه للدوله في هذا الظرف الدقيق.....
الاستاذ محمد سليمان الاذاعي المقتدر...الاعلامي الذي يتمتع بثقافه عاليه. فضلا عن اجادته للانجليزيه والفرنسيه والالمانيه....الاستاذ محمد سليمان بشير. اخر مدير للهيئة القوميه للاذاعه والتلفزيون  احيل للصالح العام في بدايات الانقاذ وعهد التمكين......لماذا.  لا يعود الرجل الي مكانه الطبيعي واعاده مفصولي النظام  من الرجال والنساء الوطنيين الي قواعدهم لاداره هذه الاجهزه. لتعود معبره عن اراده الشعب...لماذا..؟؟؟؟...