الأثنين, 13 يناير 2020 05:51 مساءً 1 268 0
حبر التوت
حبر التوت

تيسير عثمان ابنعوف
الأمانة
الذرية من أعظم الأمانات ،فمسؤولية الأسر تجاه أطفالهم  جسيمة جداً ، وقل من يعي ذلك بنسبة كبيرة وبمفهوم عام وشائع، ويجهل بعضهم أنهم المزرعة الأولى التي تتولى العناية بزرعها حتى تجني حصاد محصولها القيم أو الرث ،وأنها كأسرة كفيلة برسم اتجاهاتهم السلوكية السوية أو الخاطئة ،فشخصية الآباء ومستواهم التعليمي والإجتماعي ونظرتهم للطفولة، وثقافة البيئة التي تنتمي لها الأسرة ،يعود ذلك على طبيعته ومبادئه وسلوكياته بضريبة عالية ومدفوعات بعيدة المدى .
فمهما قرأ الأطفال عن السلوكيات والأخلاق ستظل مجرد حبراً على ورق مالم يراه بأفعال الكبار ممن يراهم قدوه فالنهي عن سلوك خاطىء يمارسه أحدهم لايعد رادع ولاعقاب إنما بوابة لخطأ أكبر مالم يبدأ بتهذيب الذات؛ مجتمعاتنا يغيب عنها إدراك تهذيب النفس وتوقيرها وتأسيسها لتكن مؤهله للتربية وإخراج جيل قائم على صواب ووعي تام .
فحينما ينشأ الطفل ببيت أقيم على تقوى الله وحفظ أوامره ، وتحكيم شريعته، يتعلم، ويقتدي،دون جهد أو عناء، يمتص عادات أبويه ، ويقتنع بعقيدتهما وقيمهما،سلوك الطفل يصطبغ بسلوك الوالدين، كلما كان سلوك الآباء منضبط أو منافي للصحة ، اقتدوا بهم  وكانوا تبعاً لما جاء به آبائهم.
نحن بحاجة لنشر الوعي بمعنى القدوة ،فالقدوةوسيلة مؤثرة في إعداد الأولاد أخلاقياً ،لأن المربي هو المثل الأعلى في نظر الطفل، والأسوة الصالحة في عينه، يقلده سلوكياً ويحاكيه خُلقياً ، تنطبع في نفسه وإحساسه صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية ويسعى لتقمص شخصية أحد والديه، هذه النقطة تحتاج منا لتمعن ولابد أن تثير في نفسه فضول إصلاح النفس وأن يكون كما ينبغي لمن أرادو التطبع بطباعهم .
أبناؤنا لاتتوقف حوجتهم للمأكل والملبس واللهو فقط ، بل هم بحاجة ملحة لمخاطبة عقولهم وسلوكهم وعقائدهم وتبني أفكارهم وحماية غرائزهم، وتلبية فضول حديثهم والوصول بهم لمرحلة الوعي وتهذيب أنفسهم ومبادئهم ، ذريتك أمانة عظيمة مسؤول عنها أمام الله ،لأنك مؤتمن ومسؤول عما استرعاك عليه  الله .
قال تعالى:(إنَّا عرضنا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ والجِبَالِ) .
توت

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق