الثلاثاء, 21 يناير 2020 02:04 مساءً 0 371 0
اللفة الاخيرة
اللفة الاخيرة

بعض الرحيق..والبرتقالة دكام100 20000

كبسمه الطفل الغرير محياه.. روض من رياض  جنان الارض حياته بين الناس ...بديع المعشر  رائع في علاقاته  الإنسانية  والاجتماعية  نبيلاكريما ...وفيا عطوفا  للفقراء  ممن يحتاجون  خدماته .....عذبا كالماء الزلال ...فنانا مرهفا  ونطاسا بارعا   طفقت شهرته الافاق  حتي صار حديث  المجالس في الريف والحضر حتي النجوع البعيدة تعرفه   منمن اهل السودان  لم يسمع به  واعجب به وتمني ملاقاته  ولو في الرؤي واللحلام ....حفر اسمه  بماء الماس  في تاريخنا  الانساني والابداعي  والمهني والاجتماعي .....رجل فريد ...صوفي  فيلسوف نادر الطراز ...شكل علامه فارقه  في تاريخ الطب   والفن والثقافه  والابداع  ونقطه  وصل وفصل  في الان ذاته  في مسارات حياه السودانيين  قامة شامخة.....انه النطاس  البارع  ذو الموهبه البديعه  والعلم الغزير  د. عوض دكام  رحمه الله ....فقد شغل  الفقيد منصب  مدير مستشفي  الاسنان  بالخرطوم  ومدير العلاقات العامه والاعلام بوزاره الصحه الاتحاديه  بجانب تقلده لكثير من المناصب في منظمات دوليه واقليميه .....يهوي الفن  ويهوي ممتهنيه من قبيلة  الإبداع كافه   كان كثير التواجد بيننا في الحيشان  وحين تستمع الي ضحكات مجلجله  في اي ركن من الاذاعه  والتلفزيون  تاكد ان الدكتور هناك ...يتحلق حوله  الصحاب  والزملاء يتانسون معه    فيغسلون كدر  النفوس  بقفشاته  ونكاته  الفريده ....الكل يسعد  حين يزورنا    والكل يتبعه كظله  من مكان. الي اخر .......يشيع جوا  من المرح  والفكاهه  البريئه  اللذيذه بيننا ...صديق واخ للكل ...عيادته الكائنه  في الخرطوم بحري  وكانه خصصها  وقفا للاذاعيين والاعلاميين  واسرهموالفنانين وكافه المبدعين  في مختلف مجالاتهم !!....كان. لا يتقاضي  اتعابا  اطلاقا من احد منا   تجد عيادته مكتظه  وعلي الدوام باهل الفن والفنانين واسرهم ..فنان  فنان مرهف الاحساس  حين تجلس علي كرسي الكشف في عيادته   صوت   الاستريو  يرج المكان رجا. ..اغنيات. كبار الفنانين ...برشاقه الفراشه  يمارس عمليه التطبيب وهو يغني مع صوت المغني  ويهتز جسده طربا ....سالته ذات يوم  حين ذهبت لمعالجه اسناني ........يا دكتور عوض  ده شنو...؟ انت دي عياده ولا حفله !.    الغنا ده من الله خلقني  ومشيت لدكاتره البلد دي كلها  ما شفت لي دكتور عامل ليهو حفله جوه عيادتو.......انت غردك بي شنو  ..وهو ممسك بابره البنج.   افتحي لي خشمك الما بسكت ده   انتي جايا تزييعي لي ولا جايه اعلجك ....انا كان ما الكشاكيش دي  دورت فوق راسي ده  الطب الفيهو بطير  وما بعرف اشتغل ...ضحكوضحكت معه.............كان صباح  احد ايام الاسبوع  وورديه  مذيعي  برنامج الاسره  من نصيبي  واحدي الزميلات  مخرجه البرنامجشخصيه مرحه جدا.   روحها حلوه     الضيف يومها كان د. عوض دكام .....الاسئله موضوعه  في ورق امامي وزميلتي  نسال.  ...ون ...تو.. والدكتور يجيب  والحاجز الزجاجي  يفصلنا عن مهندس الصوت ومخرجه البرنامج ......كان يجلس  علي راس الطاوله  عن جهه  يدي اليمين     احدي مستمعات البرنامج  وجهت له سؤالا علي الهواء  رشامن خرطوم 2 تسالك يا دكتور  تقول  ان قيمه الكشف  لديك  لمن يبدو عليهم يسر الحال مرتفعه  لماذا  ونحن نجد اناس  كثر يدخلون عليك  دون دفع قيمه الكشف ....سؤال المستمعه قراته عليه  فرمقني بنظره  مستفذه قائلا .....شوفي ياختي   انا موري زولي  القاعد بره داك وبسجل  الاسامي    اي زول  يجي تشم فيهو ريحه سمحه وتعرفا غاليه  منتجان  اف سان لوران  والبيوتات الكبيره ديك   والعجب اكان جاتك مره غليده ومكشكشه بالدهبعينه النسوان ديلاك التلقي جضوما نازلات في سدرا...اها ديل  تدفعم دم قلبم  !!.. غلبني وزميلتي الضحك  ظللنا نكتمه غصبا بينما المخرجه ومهندس الصوت  امامنا خلف الزجاج انفجرا ضاحكين      واصل حديثه كان شيئا لم يك  وعينيه مثبتته في وجههي  وانا اكتم الضحك بطرف ثوبي  كيلا يصل المايك الذي امامي     ودموعي تنزل   من منظره     كان جادا جدا .......بعدين ياختي  اسمعي  ورشا دي ذاتا السالت هسي تسمع... ووضع يده علي خده وقال......الغالي بي غلاتو !!وحين طمتنا ولم نردواصل...تمو انتو..!! ذاك الصباح مرقنا الله من عقاب ابو العزايم. لو كان قد انسرب  من المايكرفون ضحكي وزميلتي .......نهايه الحلقه دائما  مخرجه البرنامج تختم باغنيه من بيت الكلاوي ....وكانت رائعه وردي    حرمت الحب والريده        ما زلنا انا ود. عوض وزميلتي بالاستوديو  حتي نهايه الاغنيه  فنشكر المستمعين والمتداخلين  والدكتور  ونختم الحلقه     فاذا به يقف  وهو بداخل الاستوديو  ومهندس الصوت والمخرجه  في الكنترول رووم.   والكل يرقص  علي انغام  ابداعات وردي    وغلبنا الضحك المكتوم    ولم نستطع  ختام الحلقه   لتسرعه المخرجه  بادخال شعار البرنامج الختامي ...حمدنا الله كثيرا  الحلقه عدت علي خير....اتت مخرجتنا الي الاستوديووقفنا جميعا لنودع ادكتورنا الجميل   شكرناه    ولكنني وبجديه حقيقية   قلت له .....انا شخصيا  تاني كان قامت القيامه  وقالوا لي الضيف د. عوض دكام  وابو العزايم حلف طلاقما امشي زحف القيامه دي الا اسجل معاك    واكان يرفدني.   والله سبحانه وتعالي يدخلني النار.   تاني ما بسجل معاك .....ياخي انت الليله لو ما الله ستر كان رفدونا  كلنا ..........اول شيء منو القاليك القيامه ماش تقوم هسي.....تانيا اكان رفدوك  ما تخافي بشغلك معاي في العيادهتدوري لي الاستيريو....!!..........بعد وداعنا لهوهو علي عتبه الممر الخرجي للاذاعه  عزمنا فطور  بمنزله ليوم الغد ....ثلاثتنا شخصي ومخرجه برنامج الاسره وزميلتي المذيعه     ولم يتركنا نذهب الي مكاتبنا بالطابق العلوي للاذاعه الا بعد ان اخذ منا وعدا مغلظا  بالحضور  الي منزله الكاين بضاحيه حلفايه الملوك ببحري في الزمان الذي اختاره هو ..وقد كان .......اوقفت سيارتي التي اقلت ثلاثتنا  امام منزله ......الساعه لم تتجاوز التاسعه صباحا بعد ....طرقنا الباب   فتحته لنا زوجته ....سيده يبدو عليها الرقي والاصاله....فائقه الجمال.   بيضاء  كحور عين.   يا سلاام...يبدو من لهجتها انها من شمال الوادي ...لطيفهرقيقهاستقبلتنا ورحبت بنا ايما ترحيب ......كل شيء بالمنزل البديع  مرتب ومعد  لاستقبالناورائحه  الشواء يسيل لها اللعاب تملا المكان....جاءنا صوته من الداخل مرحبا ....يامراحببيتنا نور....اتفضلوا.........................غدا نواصل  بعض من ذكرياتنا  كاعلاميين مع ايقونه  الطب السوداني  وشارته الماسية .......الرائعة ذكراه ابدا ...د. عوض دكام   رحمه الله تغشاه ....امين....

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق