الاربعاء, 22 يناير 2020 01:53 مساءً 0 235 0
احيانا
احيانا

أحمد عبد الله التوم

وزير التجارة واقتصاد الظل   

فى الوقت الذى تواجه فيه البلاد نذر ازمة حاجة فى دقيق الخبز بعد اسبوع من الان حسب تصريح للناطق باسم وزارة المالية ان المخزون المتوفر حاليا من دقيق الخبز يكفى البلاد حتى 26 من يناير الحالى ، فى هذا الجو غير المريح يطل علينا وزير التجارة والصناعة مدنى عباس مدنى بمفردات جديدة تضاف الى قاموس قوى الحرية و التغيير، اذ قال الوزير فى افتتاح معرض الخرطوم الدولي الاثنين الماضي « هناك تحديات كبيرة تواجه الاقتصاد السوداني تتعلق بشبكات اقتصاد الظل تسعى للحيلولة دون اكتمال فرحة الشعب السوداني» . سمعنا بكتائب الظل التى تحمل السلاح وتقتل المتظاهرين ، ولكن اقتصاد الظل ( دى  جديدة ) اتحفنا بها وزير التجارة والصناعة! وسواء ان اعترف الوزير الشاب بالازمة الاقتصادية ام لم يعترف ، فان مثل هذه المصطلحات التى يتبارى ناشطو الحرية و التغيير فى انتاجها ويصكون بها اذاننا صباح مساء لن تطعم جائعا ولن تعالح مريضا بعد انعدام الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الملاريا من ارفف صيدليات العاصمة ( الانتباهة 18 يناير ) وشهد يوم امس زيادات كبيرة فى اسعار السلع الغذائية. خلال الاسبوع انتفض طلاب البحر الأحمر احتجاجا على زيادة تعرفة المواصلات وانعدام الخبز وبسبب ذلك اغلقت مدارس الاساس والثانوي ، وهذا سيناريو مرشح للتكرار فى عدد من مدن السودان وعلى راسها العاصمة ، بينما يواجه وزراء ( قحت ) الأزمان بالقاء اللائمة على فلول النظام البائد ويصارعون شخصيات « شبحية » مثل دون كيشوت ولا يتحركون لحراسة الدقيق والوقود من تجار الظل !! . لو كانت امثال هذه التصريحات تنفع حاكما لنفعت نظام الإنقاذ الذى ما فتئ يتحجج بالحصار الاقتصادي والاستهداف الدولى والاقليمى . كنا نتوقع ان يخلع وزراء « قحت » بزة الناشطين ويلبسوا بزة رجال الدولة ويواجهوا التحديات الضخمة التى يتضرر منها الوطن فى كل مجال بما تستحق ، ولكن يبدو انهم لم يغادروا بعد محطتهم الاولى والزمن لن يسعفهم فى العودة بعد احرقوا قواربهم بكل مصطلحات التخدير وفنونه . حلفاءكم من وراء الحدود سيرسلون لكم الدعم ( حتة حتة والباقي معروف ومعلوم )! . يا سيد مدنى عباس مدنى انتم حكومة انتقالية هدفها الاساسى حسب الوثيقة الدستورية ان يتهيؤا المسرح لنظام ديمقراطي بوضع الاقتصاد فى مساره الصحيح وان تصنعوا السلام للعبور للمرحلة الاهم وهى مرحلة الانتخابات العامة ، ونحن المواطنين لا نعرف شيئا عن ما يسمى باقتصاد الظل ، ولكن الذي نعرفه انكم مسؤولون عن توفير الخبز والدواء والمواصلات لنا ، ونطالبكم بألا تنشغلوا عنا بقضايا انصرافية  او تشغلونا بصراعاتكم مع فلول النظام البائد . ومن اصدق ما قرأت الكلمات التى كتبها الأستاذ محمد ابو الفضل في صحيفة اليوم التالى تحت عنوان حزم حكومة حمدوك « ياتى الخوف دائما من ان تصبح مواجهة المحسوبين على نظام البشير لعبة او قشة تتعلق بها السلطة كلما ضاقت عليها السبل وعجزت عن الوفاء بالاستحقاقات السياسية والأمنية والاقتصادية »

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق