الاربعاء, 12 فبراير 2020 01:45 مساءً 0 413 0
تباشير
تباشير

وليد محجوب

رمى البرهان فتوجع عريقات

لا حاجة للجوء (للڤار) لضبط صائب عريقات بصحبة الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن وهما يؤديا واجب العزاء في والدة نتنياهو، لم يكن لقاءً عابراً، ولا وهماً عبقريا، بل كان وُداً، ينثر الحزن الذي جفف هاتيك المآقي على أعتاب المواساة لنتنياهو.
ثم، والحياء غياب، يخرج أمين سر فتح، صائب عريقا مستنكراً على رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان ما أقترفت يدا منظمته من قبل، وصف عريقات لقاء البرهان ونتنياهو بالطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، ذلك الذي إعترفت من خلاله منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل القائمة على 78% من أراضي فلسطين مقابل سلطة فلسطينية على 22% فقط من أرض جدودهم - هي الضفة الغربية وغزة ،،، لعمري تلك قسمةٌ ضيزَىٰ.
والناظر في تاريخ العلاقات الفلسطينية وإسرائيل لا يمكنه تجاوز إتفاقية أوسلو الي وُلِدَت بعد مفاوضات سرية تجاوزت العامين، قايضت فيها (فتح) إلتزامها بحق دولة إسرائيل في العيش بسلام وأمن مقابل إعتراف الكيان الصهيوني بفتح ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني. (في تطبيع يا أخوانا أكتر من كده؟).
رفع صائب عريقات أمين سر فتح عقيرته رافضاً أن يُقايض السودان مصلحته بالتطبيع مع إسرائيل، وإعتبر ذلك خروجاً على مبادرة السلام العربية، هذه المبادرة أُعلن عنها في بيروت في العام ٢٠٠٢، وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية  معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وإنسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل إعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
إذاً المبادرة العربية تؤسس لتطبيع العلاقات مع إسرائيل المغتصبة لثلاثة أرباع فلسطين مقايضة بالسلام، بينما يستنكر عريقات على السودان البحث عن مصلحته، ولِمَ لا؟ وقد إفتقدنا (السند البشد الحيل) عند المنعطفات وما أكثرها في تاريخنا الحديث، حتى صارت الخرطوم القابضة على جمر القضية الفلسطينية كإمرأة طفت آثار الزمان على وجهها تجاعيداً لا يُصلِحها العطار بسبب الحصار الإقتصادي المفروض عليها من أمريكا، بينما تتغنج غزة المُطبعة بزهوةِ من سرى إكسير الحياة في عروقها، فأسفرت عن حسنها.
لقاء البرهان ونتنياهو قذف في قلب عريقات  الغضب، غضباً ما ناله عندما أسبغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن صفة الجار على الكيان الصهيوني في خطابه أمس الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول صفقة القرن، وصف أبو مازن إسرائيل بالدولة الجارة، ودعا للتعايش السلمي معها تحقيقاً لمصلحة شعبه.
ما ذاقوا وبال أمرهم بقبول أقل من ربع أرض فلسطين دولةً لهم، وتوجعوا من خطوة البرهان،  فهم ينهون غيرهم عن التطبيع وينأون عن رفضه، والأكثر مرارة قبولهم بسيادة (الجارة) إسرائيل على أكثر من ثلاثة أرباع أرضٍ كانت كلها تحت أيديهم قبل أقل من مئة عام.
رمى البرهان سهام جهوده لا ليوجع غيره، بل ليرمم عوادي ذوي القربى قبل تصلب أمريكا، فطريق إصلاح إقتصادنا المترنح يمر عبر واشنطون، وحكومة الفترة الإنتقالية تبحث عن قشةٍ تُخرِجُها من بين أمواج الدولة العميقة التي تتقاذفها يمنةً ويسره إلى برٍ يمكنها من تحقيق مراميها، وللسودان الحق في طرق كلِ بابٍ يخرجه من وهدته، ثم يأتينا من يأمرنا بِبرٍ تجاوزه تحقيقاً لمصلحته.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق