الخميس, 13 فبراير 2020 02:13 مساءً 0 593 0
مقال اليوم
مقال اليوم
مقال اليوم

ياسر محجوب

0918064690

 (زيارة عنتبي)...هل يمكن قراءتها هكذا..
حمدوك للبرهان: اذهب لنتنياهو (مصالحًا) وسأذهب للقصر (نافيًا)

ما بين (فانتازيا) الحلم والحقيقة تجلس حكومة قوى الحرية والتغيير، فينهار أمل لا يصدقه أحد، نعم، ترى هل هناك أحد بعد اليوم يمكنه أن يصدق عبثية المشهد السياسي السوداني، وهو يرسم أخطر وأسوأ رسم للوحة حكم كان الكل وبلا تردد يراهن عليها، لا توجد حكومة مرت على السودان، وجدت مثل هذا الالتفاف وهذه الشعبية الجارفة والسند الشبابي الأقرب للإعجاز، كما وجدته حكومة حمدوك، ولكننا وبعد طول انتظار ما بين الدهشة والأمل والخوف، وما بين شهور من خيبات أمل لا يمكن تصديقها، نكتشف أن تحت القبة حتى الآن لا يوجد (فكي).... نعم تجاوز الناس أخطاء وأخطاء لا تغتفر، تحت دعاوى مشروعة ومقبولة حتى ولو على مضض، التركة التي خلفتها الإنقاذ ثقيلة، تحتاج لوقت وتدبر، نعم الدعم الجماهيري الذي وجدته كان بإمكانه أن يجعلها تتخذ كافة القرارات والتي كان على رأسها رفع الدعم، لكي يأخذ الاقتصاد وضعه الطبيعي، نعم كان بإمكانها مصارحة شعبها، إما هذا أو الطوفان، ولكنهم جبنوا في آخر اللحظات الحاسمة، خوفًا من الشارع ومن مصير الإنقاذ، نعم كل القرارات التي تجاز بليل، يتم إبطال مفعولها نهارًا، ثم الطامة الكبرى أن قوى الحرية والتغيير والتي تمثل الحكومة القائمة، كانت بمثابة الخصم والحكم والقاضي والجلاد، ولكنك تكتشف مشهدًا عبثيًا لم نشاهده من قبل، نعم مكونات قوى الحرية والتغيير، المشاركة في الحكم هي من تمارس نقدًا موجعًا ضد نفسها، وهي نفسها من تسير المسيرات المليونية حتى اليوم ضد نفسها، وعندما تحس وتشعر وترتبك من أن الحبل أصبح يلتف حول رقبتها، إذا بها تلجأ للحل السحري، ولفزاغة الدولة العميقة وفوبيا الكيزان......... وأن كل الكوارث والصفوف المتراصة، وراؤها نظرية مؤامرة الكيزان في مضاربتهم بالدولار، وفي تهريب الدقيق وفي قفل أنابيب ضخ البترول...... لا ينخدع أو يصدق إلا ساذج، كيف للإنقاذ أو الدولة العميقة القدرة على فعل كل ذلك وهي التي أسقطتها الصفوف.. الخبز والغاز والسيولة و.. و.... كيف للدولة العميقة أن تفعل كل ذلك وهي بنفسها من سقطت بتلك الأزمات...... نعم لو امتلكت قوى الحرية والتغيير الشجاعة المطلوبة وهي تحظى بهذا السند الجماهيري الضخم، لما آل إليه حال الوطن المخيف الآن، يا سبحان الله من يصدق قحت تهاجم قحت.. المهدي ينتقد والدقير ينتقد وإبراهيم الشيخ يعتزل السياسة تمامًا بل وينادي بصورة صارخة بثورة تصحيحية مرسلًا أخطر الرسائل التي تصرح علنًا بفشل حكومة قحت الآن، ثم لاحظ أقلامًا صحفية كثيرة الآن تمارس أبشع أنواع النقد والصدمة التي عاشوها جراء ما يشاهدونه الآن من ضائقة اقتصادية لا مثيل لها.
ثم تأتي ثالثة الأثافي لتقضي تمامًا على أي بارقة أمل ترتجى، لا أظن أن شخصًا واحدًا يمكنه أن يصدق، أن حكومة قحت بمجلسيها أصبح بإمكان أي مسؤول فيها، أن يتخذ القرارات ويبرم اتفاقات كيفما اتفق له... بعيدًا جدًا عن كل المؤسسية ودولة القانون التي نادوا بها....... هل وصلت بنا الفوضى في أعلى رأس الهرم أن يذهب الفريق عبد الفتاح البرهان، ويلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ويبرم معه اتفاق صلح، وحده منفردًا، دون علم كل المجلس الموقر، ثم ندخل في مغالطات سمجة وكريهة لا تشبه حكومة مسؤولة عن إدارة بلد عظيم ينفي فيها علمه بما قام به رئيسه البرهان، ليقوم البرهان بصب الزيت الحارق وإحراق كل المعبد عندما يصرح أن رئيس الوزراء حمدوك على علم تام بالزيارة، بينما وزيرة الخارجية، ووزير الإعلام يصرحان بأن لا علم لهما البتة بلقاء البرهان ونتنياهو..... حتى كاد الجميع يؤمن على عملية الطبخ... حمدوك للبرهان.. اذهب لنتنياهو (مصالحًا), وأنا سأذهب للقصر(نافيًا)....... ترى هل هذه هي  الحكومة التي تمناها الشعب؟ ترى هل يمكن لملمة الأطراف سريعًا، والاستفادة مما تبقى من الفترة الانتقالية لإسعاد الشعب السوداني، بحكومة في قامة طموحاته؟
(وأخيرًا السكاكي يكتب)
كنّا قد قرأنا قبل ذلك المشهد السياسي بعد الثورة التي قامت بسبب الوضع الاقتصادي الذي تردى وازداد رداءة بعد حكومة الحوار الوطني الذي أدخله المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية؛ إيمانًا منها واعترافًا بكل خبرتها وتمرسها في معرفة طبيعة السودان: دولة وإنسانًا وتنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا وقبلياً ودينيًا. لذلك قامت الحركة  بفتح الرقعة الإدارية وتوسعتها لتشمل عددًا من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي وقعت سلامًا.  إلا أن الدوائر الداخلية والخارجية لم تجعل من الفكرة حلًا لبناء وطن جديد برؤية جديد تنهي الأزمات. قامت الثورة وشارك فيها كل الشعب ليس ضد الإسلاميين كما يظن محدودو الفكر .
 وحكمة الإسلاميين وخبرتهم السياسية فتحتا الطريق أمام العاصفة لتمر ليس جبنًا أو سوء تقدير بل حفاظًا على الوطن الذي قدموا في سبيله الروح الغالية رخيصة. بل بدهاء سياسي حتى يتمكن من بالداخل وهو ثائر ومن بالخارج الطامع والطامح في وقت. لمعرفة من تبعهم ومن قام بتدريبهم وشراء ذممهم. إنهم أقل خبرة ومعرفة بإدارة منظمة محلية ناهيك عن بلد ظل عصيًا على كل طامح منذ أن تسلم الإسلاميون الحكم.
  لقد أفلح الإسلاميون أيما فلاح في تعريتهم وتوضيح نواياهم لتركهم يفعلون ما يريدون. لم يقصروا في ذلك، ما نشهده من تردٍ يزداد في صفوف الخبز والوقود وزحمة المواصلات، وانسداد الأفق الإداري. وتعليق الفشل بسبب سدنة السائبة وأربابها (الإسلاميين) لهو أكبر دليل على أنهم أجدر بالحكم منهم فهذه حقيقية تجريبية لا تاريخية. شهدها أبناء الألفينات والشهادات الأجنبية الذين لم يحبوا في تراب السودان ويحلمون ببنيانه وكأنه لم يشهد رجالًا صدقوا وما بدلوا تبديلًا. العطب الذي حدث في الخط الناقل للبترول بعد أن أفلح من يدعون البناء في صيانته ضجت الأسافير بالانتصار. فكيف حال من اكتشف النفط وقام بإخراجه وهو محاصر.. أي عدالة وأي تاريخ.
بحاجة للأدلة والبراهين لنثبِّت فشل حكومة حمدوك الانتقالية فهي أصبحت واقعًا معينًا نشاهده، ونكتوي بنيرانه! فما القادم وماذا يخبئ لنا القدر في ظل هذه الظروف المعقدة التي تشهد انتهاكًا للسيادة الوطنية غير مسبوق  ولا مبرر له؟ أقول لك بكل جرأة وصدق وشفافية سيثور الشعب عن قريب بكل مكوناته بما في ذلك بعض أحزاب الحرية. من أجل التصحيح وإسكات الأصوات الصاخبة النشاز وتصحيح المثار.. نحن نرغب في ثورة أخرى وكل الأجواء مهيأة لذلك.
(أيقوووونة الوطن الخالدة)
في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز
مرفعينين ضبلان وهازل شقوا بطن الأسد المنازل النبقى حزمة كفانا المهازل والنبقى درقة وطني العزيز
(نعم وطنك قبل حزبك)

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق