الأحد, 01 مارس 2020 11:40 صباحًا 0 318 0
بذرة الحياة
بذرة  الحياة

وفاء
جميل

الوطن ينادي ولا حياة لِمن تنادي !!

أي خطوة تطويرية تهتم بمجالات الحياة كافة لابّد أن نضعها في الحسبان ، وذلك تنبيهاً بعواقبها أو مردودها سواء كان سلبي أو إيجابي ، وعندما يتهوس الجميع بالعلاقات الخارجية مع السودان ويكون ذلك بطريقة رمي حجر (النرد) أي عشوائية فقد يوقعك الحظ في الذي يكدر و يضيق العيش أكثر مما يصلح ، وأنت حينها تلعق العشم الذي مات قبل أن يولد ، ليوفر لك الغذاء و حماية الأمن القومي و إستقرار البلد ؛ في حين أنك لست بعاجز عن توفيرها إذا ما إستثمرت الوقت و إستفدت من خيرات الأرض و وظفت العمالة المحلية لتقتل شبح البطالة و الفقر والتي بدورها أكثر نشاطاً وأقل تكلفة ..
نرحب و ندعم كل التعاون مع دول العالم ، لأننا و حسب عاداتنا كسودانيين ندرك تماماً أهمية تعدد العلاقات و نسعى دائماً للتطبيع مع غيرنا حفاظاً على الإنسانية و تبادل الأفكار و المصالح ، ألمانيا و غيرها من الدول الأوربية و العالمية جديرة بالإحترام  و أننا إذا ما إستثمرنا ذاك الإحترام في صالحنا فإننا نرضى بأن تمد لنا هذا الدول الإعانات عن طريق إكتساب الخبرات العلمية و العملية ، بأن تجلب للبلد الخبراء و المعلمين المهرة في مجالات التنمية و الصناعة و الزراعة لإستصلاح التعليم و رفع الكفاءات و ترميم المواهب الفنية و التقنية هذا أنجع لمسألة التعلم ، أما فيما يخص الجانب الآخر المتعلق بالمعدات المساعدة و الآليات و الآلات التي ترمي في إسهام حضاري متكامل يحتوي على كل من آلات الزراعة المتقدمة و المعدات الثقيلة و سائل النقل السريعة فهذا يعني أن التنمية في طريقها إلينا ؛ و لكن أن نأخذ الهبات و التبرعات مالياً مثلما (الشحدة) بلا حسيب أو رقيب فذلك لن يقدم حلول لهذه الأزمة و لا يشجع على إستقطاب إستثمارات خارجية ببساطة لأن البيئة غير مواتية لتحقيق أهداف المستثمرين ، فلابّد أن ننظر بعين ثاقبة و واسعة المدى الطويل إذا كان الحديث عن تأسيس لسودان المستقبل الإقتصادي الواعد إلى ما لا نهاية ..
لنعترف أننا نجتهد بقدر ما يصب في المصلحة الشخصية فقط ! حقيقة لا توجد حلول و قد فشلت جميع الأحزاب منذ (64) عاماً ، أصبح همها الشاغل هو إثبات جدارتها المفقودة ، و نفتخر بإستقبال مسؤول و وداع آخر ، و إذا بالصفوف تقتل أرواحاً و أخرى تحدد مدى طولها الأوقات الضائعة من عُمر المواطن عِلماً و عملاً ؛ هناك قضايا مصيرية لم تحسم بعد مثل : التعليم ، سد النهضة ، السلام ، معاش الناس ، الصحة ، و الأولويات المُلحة التي لا تنتظر التنافس الإسقاطي النفعي الذي يحدث الآن..
إذ كيف يكون الإنتقال لإنتخابات نزيهة في ظل الإستقطاب الممنهج و البحث عن المناصب و المكاسب و لعبة الكراسي ، لأن هؤلاء الساسة يضحكون على الديموقراطية التي قريباً  سيقيمون عليها مأتماً و عويلا ؛  لماذا لا نهتم لوضع دستور دائم يحدد كيف يحكم السودان بدلاً عن البحث عن (من) يحكم السودان ، بل كيف يتم تمويل مشاريعنا المستقبلية بأيدي أبناء الوطن لخدمة أبناء الوطن ، كيف يتم تغذية عقول الشباب بعصف الأمل في دواخلهم ، كيف نحافظ علي الوطن من دعاة العنف و الكراهية ، كيف نستطيع خفض الأسعار ، كيف يخدم المجتمع قضاياهُ بعد فشل الحكومات ، كيف ندعم التعليم و المدارس الحكومية و مجالس الأباء ، كيف نعمل على تعقيم الضمائر و توجيهها لخدمة البلد ؛ ما لم نقلع جلباب الحزبية الأيديولوجي و ننهض لرفعة الوطن فلن ينفعنا نافع متملق متسلق جاء يبحث عن مصلحته أولاً كما يقال : (التسوي بيدك بيغلب أجاويدك)..
للحديث بقية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق