الأثنين, 19 نوفمبر 2018 01:43 مساءً 0 226 0
كلام أهل البيوت
كلام أهل البيوت

الفرصة الأخيرة

 

لإنتخابات من أشهر الوسائل والطرق والبرامج لإختيار الحكام وممثلي الشعوب في البرلمانات أو مجالس الشعب كما إعتدنا أن نقول ونتداول وهي من إشتراطات الحكم الديمقراطي وستظل الديمقراطية لا تقبل تفسيراً أو تنظيراً غير أنها حكم الشعب للشعب بالشعب فقد أراد لها أهلها الذين نقلدهم في كل شئ  أن تكون كذلك مما يجعلها نظاماً فساداً فساداً أساسياً وفي الغالب تشوب ممارستها بعض الشوائب ففي أمريكا لم تكن مبرأة من تأثير اللوبيات صهيونية وغيرها من لوبيات رأس المال وسيطرة الشركات الكبرى وتكون نتائجها مجالاً للأخذ والرد والشك يحوم حولها دائماً وشبهة التزوير موجودة في كل إنتخابات تحدث في بلاد العالم الثالث المقلد للتجربة والهمس عن عدم الرضاء عن نتائجها يسبق في كثير من الأحيان النتائج قبل إعلانها .
في السودان جرت كثير من الانتخابات سواء كانت بين أحزاب متنافسة فيها وبدوائر مختلفة المسميات  وكان من أغربها ما عرف في مرحلة من المراحل بدوائر الخريجين وإن كان الخريج متميزاً فهو يستطيع أن يستفيد من هذا التميز بقيادة الجماهير للمرشح الذي يقوم بأداء دوره في تمثيل  الشعب والتحدث بإسمه ومن إبداعات نظم الانتخابات الاستفتاء على رئاسة الجمهورية أيام الراحل له الرحمة والمغفرة جعفر نميري .
لتحقيق الهدف من الانتخابات  لابد أن يكون القانون ضابطاً لكل إجراءاتها في التسجيل والاقتراع وفرز الأصوات وإعلان النتيجة وأهم من كل ذلك أن يكون القانون مرضياً لكل الأطراف المشاركة فيها  والمجلس الوطني الآن أمام تحدي كبير في إجازة قانون يحقق رضاء الجميع حكومة ومعارضة ولتشرف الجهات الأمنية وهي صاحبة قسم القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات .
إن الشك الذي يصاحب الانتخابات والاتهام بعدم نزاهتها يعود للطريقة التي تُجرى بها وحفظ صناديق الاقتراع والبطْء في إعلان النتيجة .
لابد من تنازلات من المؤتمر الوطني وأحزاب المعارضة للوصول لنقطة التقاء وحسم الخلافات بالنقاش المنطقي والبعد عن التعصب للرأي واللجوء للأغلبية الميكانيكية ومصلحة البلاد تحتاج للتنازل وقبول بعضنا  وهي فرصتنا الأخيرة ليكون لنا وطن اسمه السودان.   

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق