الاربعاء, 04 مارس 2020 01:39 مساءً 0 429 0
المتاريس
المتاريس

علاء الدين محمد ابكر

 الهجوم الاعلامي علي حميدتي لن يخدم الثورة

لمحة تاريخية
في سنة 1989م قام الجيش الشعبي الاحمر الصيني بقمع مظاهرات شعبية هادرة في  ساحة تيانانمن أو ما تُعرف باسم حادثة الرابع من يونيو وهي مجموعة من المظاهرات الوطنية التي وقعت في جمهورية الصين الشعبية، بين الخامس عشر من شهر أبريل في العام 1989 وحتي الرابع من شهر يونيو، من نفس. العام وتمركزت في ساحة تيانانمن في بكين التي كانت محتلة من قبل طلاب جامعيين صينيين طالبوا بالديمقراطية والإصلاح. ولقد كشفت الوثائق الدولية إن تدخل الجيش الصيني أدى إلى مقتل 100 آلاف شخص على الأقل
الخبر اعلاه كان يمكن ان يتكرر في ساحة الاعتصام في يوم السادس من ابريل  في العام 2019 عندما احتشد الشعب السوداني امام القيادة العامة للقوات المسلحة مطلب الجيش بالانحياز إلى صفوف الثورة ضد نظام البشير وقد كنت ضمن المعتصمين بالقيادة العامة في منذ اللحظات الأولى استعان الجنرال المخلوع البشير في مساء نفس يوم الاعتصام بالجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي والذي عبر بجيشه الكبير جسر كوبر قادم من مدينة بحري في رتل ضخم من سيارات الدفع الرباعي مدججين بالسلاح المضاد للدروع و الطائرات كنت شاهد عيان حينها وانا اشاهد ذلك من داخل ساحة الاعتصام وايقنت بالهلاك حال اقدام هولاء الجنود بفتح النار نحو الملايين المحتشدة امام القيادة العامة ولكن حكمة قائد تلك القوات حالت دون سفك الدماء
وقد لا يعلم البعض ان البشير في سبيل البقاء في السلطة علي استعداد بالتضحية بكل شي ومن قبل ضحي بفصل الجنوب مقابل تفادي. القبض عليه بعد اصدار مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية ابان حرب اقليم دارفور
الم يكتفي المخلوع البشير  بالقوة لفض الاعتصام  فحسب بل استعان حتي ببعض الشيوخ والعلماء لاجل اصدار فتوي تجيز له قتل ثلث المعتصمين وفض اعتصامهم وانبرا لذلك احد الشيوخ وافتي للبشير بان المذهب المالكي يبيح له ذلك الشي الذي منع وقوع تلك المجزرة هو عناية الله سبحانة وتعالي بالبلاد   حيث  كان انعقاد اجتماع اعضاء اللجنة الامنية العليا التي قررت بالاجماع الاطاحة بالبشير في صباح الحادي عشر من ابريل بعد خمسة ايام من بداء الاعتصام تحمل انفراج للوطن من شر كاد ان يقع كان البشير يعتمد اعتماد كامل علي قوات الدعم السريع ليس لاجل حسم التمرد في اطراف البلاد فحسب؟ بل لاجل حماية نظامه المتداعي حيث صار في ايامه الاخيرة يشك حتي في اقرب المقربين منه البشير وجد ضالته في الفريق محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي الذي حظي بدعم كبير منه حيث منحه رتب عسكرية في وقت قصير حتي صار في وظيفة عليا معادل لدرجة رتبة الفريق ابراهيم عبود الحاكم العسكري الاسبق للبلاد ذلك الجنرال الفذ الذي قاد قوة دفاع السودان خلال الحرب العالمية الثانية وساهم في طرد الجيوش الايطالية في شرق افريقيا وشمالها  كما هو معلوم ان رتبة الفريق اول عصية المنال الا بعد جهد من العمل العسكري الميداني ولكن حميدتي استطاع ان يخرس تلك الاصوات التي كانت تعارض منحه هذه الرتبة العسكرية الرفيعة فقد تمكن من السيطرة والاحكام علي سائر قواته علي طول البلاد وعرضها بل حتي المملكة العربية السعودية قامت بالاستعانة بجيشه ضمن التحالف العربي في حرب اليمن ضد الحوثي
نام الجنرال العجوز عمر البشير علي العسل وظن ان حميدتي لن يخرج علي طاعته وانه صار في يديه مثل الريموت يدير به امور البلاد كما يشاء
 وعندما قرر البشير ان يفض الاعتصام من امام القيادة العامة بواسطة قوات الدعم السريع هنا ظهرت حينها فطنة عقل حميدتي والذي رفض التورط في جريمة مثل هذه ان انحياز حميدتي كان صادق لصفوف الثورة وهو الوحيد ضمن اعضاء اللجنة الامنية العليا الذي كان يمكن ان يكون بجيشه نقطة خلاف وسد امام اي تغير عسكري وان يجعل نظام البشير يستمر في الحكم. بمثل ما حدث من الجيش السوري الذي انحاز الي صف الرئيس بشار الاسد ضد الشعب السوري
 اني اكتب هذا الحديث شهادة لله وليس تملق او كسب دنيوي زائل ولكنها كلمة حق فالعالم اليوم لايهتم لموت شعب او افراد فكل يوم  نشاهد كيف يموت الشعب السوري والعراقي واليمني والليبي والامم المتحدة لا تفعل شي سوى التنديد  لذلك يجب ان نحمد الله ان بلادنا لم تنجرف نحو ذلك التيار الدموي واتي التغير باقل الخسائر البشرية
نعم حميدتي لم ينال قسط وافر من التعليم العالي ولكن الله انعم عليه بموهبة الإدارة و التحدث والحكمة والتي ربما قد لا توجد حتي عند بعض اعضاء المجلس العسكري المحلول  من اصحاب حملة الشهادات الجامعية العليا فعندما يريد الله ان يعطي عبد من عباده الملك لن يقف في سبيل ذلك اي شيء
بعض الاصوات تنادي باقصاء الرجل بل تمادي البعض في وصف الرجل بالراعي وهي مهنة الانبياء لا يسب بها انسان ولا يتحرج منها عزيز التحية الي اهلنا اصحاب الثروة الحيوانية التي بفضلها يجني السودان50 %من دخله القومي من الصادر والتي اسهمت في وقت لم يستخرج فيه النفط في فتح الجامعات والمدارس التي تخرج منها من يتكبر اليوم علي مهنة الراعي
 استمر دور حميدتي في مراحل التفاوض حتي كلل ذلك بالتوقيع النهائي بإلاعلان الدستوري حيث وقع حميدتي ممثل عن المجلس العسكري وفي ذلك اشارة الي علو كعب الرجل علي جميع اعضاء المجلس العسكري بما فيهم سعادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان ويعضدد ذلك تاكيده بالحرص علي محاسبة كل فاسد سارق لمال الشعب والقصاص لدماء الشهداء وقد كانت شهادة عضو تجمع المهنيين واعلان الحرية والتغير مدني عباس والذي هو الان وزير للصناعة.  صادقة عندما تحدث عنه احد الشباب والذي قال يصف المشهد
اتي مدني عباس خارج من مقر التفاوض بقاعة الصداقة
 حينها كنا محتفلين ومدني عباس يقود سيارته التي هي من طراز الاكسنت وقد بادر احد الشباب الثوار بالحديث مع مدني عباس قال له يا مدني عباس بعد ما تتمكنو من السلطة اتمني ان يتم اعدام حميدتي
 هنا رد مدني عباس للشاب قال له اقسم بالله اذا لم يكن حميدتي قد لعب دور في تقريب وجهات النظر بينا لكنا نتلاكم ونتصارع داخل صاله التفاوض هذه حتي الان واردف قالا والله هذا الاتفاق ربما كان قد يمتد الي مائة عام بدون الخروج بنتيجة
فحميدتي لعب ادوار حاسمة وجادة في تمرير ما تبقي من نقاط بالوثيقة الدستورية حتي علي تحفظات العسكريين اعضاء وفد المجلس العسكري الانتقالي، في ذلك الوقت كان حديث مدهش للجميع وقد كشف معدن حميدتي الذي استيقظ ضميره في الوقت المناسب وانحاز للشعب تخطي دور حميدتي الحدود ولعب دور كبير في اتمام سلام جنوب السودان الذي استعصي علي جميع وسطاء العالم بما فيهم الولايات المتحدة فاستطاع جمع الفريق اول سلفاكير ميارديت ودكتور رياك مشار وصنع الدهشة وحقق سلام يستحق عليه جائزة نوبل فايقاف حرب مثل حرب الجنوب يعد انجاز  كبير ولذلك اشار السيد توت قلوك مستشار الرئيس سلفاكير للشئون الامنية برغبة جمهورية جنوب السودان في تكريم الفريق اول محمد حمدان حميدتي  علي انجاز مهمة صنع السلام بجمهورية جنوب السودان الشقيقة
 وبالنسبة لاحداث فض الاعتصام امام القيادة العامة لايمكن تحميل حميدتي المسئولية قبل ان يتم سماع قرارات لجنة التحقيق الوطنية التي هي الان تباشر المهام بقيادة الاستاذ  القانوني نبيل اديب
 وسوال الي من يهاجم. الرجل اذا كان حميدتي  متورط في تلك الاحداث فلا شي يجعله يسلم عنقه للمشنقة ويبارك انتقال السلطة للمدنيين بهذا الشكل السلسل فقد كان يمكن له ان يخلق بلبلة تنتهي ببحر من الدماء وتربك المشهد السياسي بالبلاد والبشير قبل سقوطه بشهر ضم عدد من الرتب العسكرية الي قوات الدعم السريع ربما قد تكون لاتزال تحمل ولاء للنظام المقبور وهذا ما سوف يكشف عنه تحقيق لجنة. فض الاعتصام بالاضافة الي ان هناك كيزان مندسين داخل صفوف الثوار منذ ايام الاعتصام تهدف الي خلق استفزاز نحو قوات الدعم السريع بغية اشعال الفتنة ويكفي ما حدث من احداث موسفة في الثامن من رمضان فالسب والشتم والاستفزاز ليس من اخلاق الثائر  الحقيقي
 و حاول الكيزان عبر الاصوات التي تطالب بخروج قوات الدعم السريع من الخرطوم حتي تستطيع كتائب الظل. الانفراد بالشعب واعادة انتاج النظام المقبور ويكفي تكرار المحاولات الانقلابية ضد الفترة الانتقالية  هولاء المندسين يجب كشف وفضح نواياهم التي تهدف خلق فتنة بين الثوار وحميدتي والهدف واضح هو عرقلة الفترة الانتقالية وبالتالي احداث حرب اهلية تحول بينهم والمحاكم التي سوف تنتهي بهم باذن الله علي حبال المشانق وفاء لدماء الشهداء والضحايا في معسكرات النزوح والمشردين
درج بعض الشباب الي مهاجمه العسكر والسوال هو هل   كل العسكر مجرمين؟ الا يكفي  مواقف النقيب حامد والملازم محمد صديق وتصديهم لكائب الظل خلال محاولتهم فض الاعتصام لتكون شهادة بان بالجيش شرفاء ! وقد. دفع بعضهم ثمن ذلك الموقف الوطني الشجاع بالفصل من الخدمة العسكرية وربما هم الان بدون عمل  وقد خرجت مليونية تحمل اسم  رد الجميل لشرفاء الجيش لذلك اتمني عدم مهاجمة العسكر فهناك بينهم من خالف التعليمات وانضم الي الثوار حامي لهم ومنهم من قتل برصاص المهاجمين من كتائب الظل لا تجعلوا هولا ء الجنود يندمون علي اتخاذ تلك  المواقف المشرفة  نحو شعبهم  فنحن لم نذهب بالاعتصام الي اي مكان اخر بل ذهبنا الي القيادة العامة للقوات المسلحة  
 اخوتي الثوار سوف يتربص تنظيم الكيزان بثورتكم المباركة عن طريق خلق الفتن والبلبة وتأجيج الصراع بين الناس وبث الخلافات السياسية والتشكيك في نوايا بعضنا البعض نحمد الله ان سخر لنا من يحمل السلاح مدافع ومنافح عن اهداف الثورة السلمية ان حادث فض الاعتصام  كان طعنة في خاصرة. الوطن  ولايوجد اي سبب يدعوا الي تفريق وقتل المعتصمين. فقد استيقظ السودان صباح ذلك اليوم علي مشاهد من العنف  واتذكر اني كنت عائد من مدينة ام درمان حيث لم اتمكن من ايجاد اي وسيلة نقل بسب اغلاق الشوارع بالمتاريس فكنت مجبور بالسير من منطقة. السوق الشعبي ام درمان الي منطقة الحاج يوسف سير بالاقدام  رغم داء السكري  وعلة في قدمي من كسر سابق  واتذكر اني من الارهاق ظلت نائم ثلاثه ايام مثل الشخص الفاقد  الوعي كان ذلك حال يوم فض الاعتصام  لذلك كلنا مع معرفة اسباب فض الاعتصام ومحاسبة المسؤولين عن ذلك
 ربما لا يعرف البعض ان الكيزان تنظيم شبكي مثل الأخطبوط يمكن ان يلتف حول عنقك في اي وقت
 لذلك يجب علينا دعم الفترة الانتقالية القادمة والصبر عليهم وايقاف التهاتر وتقبل حقيقة ان البرهان و حميدتي و غيرهم من اعضاء المجلس العسكري السابق بان هولاء هم ضمن مجلس السيادة الحالي بجانب المدنيين لهذا يجب احترام رموز السيادة والتي هي سيادة الوطن والسب والشتم لن يخدم قضية والافضل هو عكس اراء الشارع عبر الصحف او وسائط التواصل الاجتماعي فالثائر الحقيقي لايعرف الشتم والسب بل يعرف المنطق والحجة ان اليقظة مسؤولية كل مواطن حر شريف وذلك بالتبليغ عن اي ظواهر سالبة قد يقوم بها تنظيم الموتمر الوطني المحلول والكيزان في الشارع او حتي في الوسائط الإعلامية المتعددة حتي ينعم الوطن بالسلام والرخاء وان ضياع الفترة الانتقالية في حال نجاح الكيزان بتنفيذ انقلاب يعني ضياع ثورة قدم لها الشعب شهداء كرام لذلك يجب ابعاد الخلافات السياسية والبعد عن التهاتر لاجل انجاح الثورة وتحقيق السلام الذي بات قاب قوسين أو ادنى
ترس اخير
علي حكومتنا الرشيدة الاهتمام بمعاش الناس وكذلك اجب علي جميع من هم في السلطة النزول الي الاسواق ومواقف المواصلات لمعرفة كيف يعاني هذا الشعب الذي خرج لاجل العيش بكرامة  والحقيقة هي  ان الأوضاع المعيشية لم تتحسن حتي الان  ولكنه شعب نبيل صامت  صابر رغم  المعاناة لاجل مستقبل مشرق ولكن واجب عليكم يا حكومة فعل شي لكبح جماح السوق وومحاربة. جشع التجار

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق