الخميس, 05 مارس 2020 00:15 مساءً 0 448 0
بذرة الحياة
بذرة  الحياة

وفاء جميل

مِن جوبا سلام ((6))

أكدت دولة جنوب السودان الحبيبة أنها ذات صفات نبيلة لمعاني سامية برهنت بأنها ساندة ، صاحبة ، حاضنة ، راعية و داعمة للسلام في السودان ، و عندما نتحدث عنها يسوقنا الحديث عن السلام ، كيف لا و هي التي ظلت تناضل و تنادي بأهمية الوحدة و الإستقرار منذ عهود كابدت و عانت شبح العنصرية و التمييز العِرقي ، الثقافي و الديني بينها و الشمال ، و لكن الإرتباط و البصيرة و الرشد أكدّ أنهما أبناء شعبٍ وُلد ليكون (أمةً واحدةً في دولةٍ واحدة) تربطهم علاقات محبة و وفاق ؛ حيث لطالما زُج هذا الترابط الوجداني الوثيق في أروقة السياسة و عالم الساسة يسوس ليصبح ضحية مِن ضحايا الحروب و العنف و اللا إنسانية ، بالطبع السياسة لا تقِّر إلاّ بقانونها و هو (فرِق تسد) ؛ فكسِب الساسة الرهان فكان الإنفصال أشبه بإنفصال الروح عن الجسد ، و مع كل هذه الإرهاصات التي واجهت السودانيِّيِن تظل أواصر المحبة ، الإخاء ، و الوفاء باقية في نفوس شعبينا في الشمال و الجنوب ، إذ تجسد هذا في الإحتواء الذي شهده العالم كله  بمدينة (جوبا) و هي تحتضن بكل عطف عملية السلام التي تجري بين الحكومة الإنتقالية و المسارات المختلفة و الحركات المنضوية تحت تحالف الجبهة الثورية ؛ بذلك رسالة واضحة أن السودان بلد واحد لا يتجزأ ، و أنهم قادرون على الوقوف مع بعضهم البعض وقت ما تطلب الأمر ذلك ..
نشيدُ بالسعي الدؤوب الذي تبذله الوساطة  التي حتماً ستعمل لتمهيد الإستقرار و ترسيخ دعائم السلام في السودان ، و عليه نجدد شكرنا و إمتناننا لدولة الجنوب على دعمها السخي و توسطها بين فرقاء السودان ليكونوا شركاء و يعملوا على التنمية و رفعة بالبلاد ، و نؤكد لأشقائنا بالجنوب أننا سنمضي بينكم جمباً لجنبٍ نحث خطاؤكم للتقدم حثاً عنيدا ، نشارككم نماءاً و بناءاً و إزدهاراً و نبارك لكم الإتفاق ، و نجدد عزمنا على وقوفنا معكم لإستكمال السلام بينكم ليؤسس لحكومة الوحدة الوطنية في دولة جنوب السودان..
حقيقةً ظل السودانيون يتابعون عن كثب ما يدور عبر دهاليز المفاوضات ، و عبّر الكثيرون أنهم لا يعلمون ما يدور خلف الكواليس و أنهم مغيبون تماماً عن تفاصيل التفاوض الذي هم جزء منه ، خاصة فيما يتعلق بعلمانية الدولة التي كانت شرطاً لإكمال الإتفاق مع أحد الفصائل ؛ إذ نذكر بأن علمانية الدولة و فصل الدين عنها هو شأن شعبي بحت يلزمه إستفتاء شعبي يحقق العدالة التي تؤسس للمواطنة ، و الحديث بأنها ثمناً لإنجاح الإتفاق يُعتبر غير موفق ، و كما أشيرتُ مِن قبل إلى أنه ضرورة مشاركة الرأي العام في قضايا السلام و الإقتاد بإعتبارها إستراتيجية تخاطب الشعب مباشرةً ، لا سيما أنه يؤثر فيها و يتأثر بها ..
العملية التفاوضية التي تسير بين الحكومة الإنتقالية و المسارات المختلفة بما فيها حركات الكفاح المسلح (بجوبا) ، تمضي بكل تناغم تسودها روح الأخوة و الرفقة ، لذلك نتوقع لها أن تمضي بهذه الوتيرة إلى أن تنجز سلام مستدام يلبي الأشواق و يحقق الآمال..
 تطرقتُ في المتابعات الفائتة بأن مسار المنطقتين يعتبر من أكثر المسارات تقدماً في المفاوضات ، بينما يظل مسار دارفور الأكثر تعقيداً إلى الآن ، إذ  تم إستباقاً التوصل لإتفاقيات متعددة شملت مسار الشرق ، الوسط و الشمال و  فصائل مقدرة من الحركات ..
ما زالت (طبخة) المنطقتين و مسار دارفور على نار هادئة تستهلك الوقت الذي يمضي مِن عُمر البلاد و العباد،  و لا ندري ماذا تحتاج مِن عناصر مغذية و توابل لكي (تُسبّك) ، فالجوع أرهق مواطنيّ النزوح و اللجو في المناطق التي تأثرت بالحروب ، كادت الأرض أن تبتلعهم أحياء ، لذا نضم صوت الإنسانية لصوتهم و ندعو طرفا التفاوض بضرورة الإسراع للتوصل لحل الأزمات في هاذين المنطقتين و دارفور ، و تقديم مصلحة الشعب و الوطن على مصالحهم الشخصية مع ضرورة تجاوز المعوقات للوصول  للإتفاقيات ، و التنازل عن القرارات لتدارك المرارات ، و تلافي المؤامرات و التفرّغ للإنجازات لنهضة البلاد ..
للحديث بقية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق