الأثنين, 09 مارس 2020 01:05 مساءً 0 413 0
واقعنا
واقعنا

 نجاة الحاج

علي هامش زيارة البرهان لأمريكا :

إقامة العلاقات مع إسرائيل هل تحل مشاكلنا ؟

يدور الان بين المثقفين السودانيين  حديث ساخن بين مؤيدين ومعارضين للتطبيع مع إسرائيل و بين مؤيد لخطوة البرهان بلقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وبين معارض لها وما لفت نظري ان كل آراء الطرفين تركزت علي استفادة السودان او عدم استفادته اقتصاديا من ذلك التطبيع وأثره في كسب إسرائيل لتكون عنصر ضغط علي امًريكا لكي ترفع اسم السودان من قايمة الدول الراعية للإرهاب وفي إطار هذا المنظور الضيق تناول الكل هذا الموضوع الهام في إطار أضيق كل وفق رؤيته الخاصة فمنهم من ذهب دفاعًا عن سلوك زعامات احزاب تاريخية قامت بمحاولات إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني في وقت مبكر لهزيمة فكرة الوحدة مع مصر إبان الاستقلال ومنهم اعتبر العلاقة مع إسرائيل حسم لقضية الهوية حيث اننا أفارقة ولسنا عرب وبالتالي فان القضية ليست قضيتنا من الأصل ومنهم من انحاز لمواقف بعض النظم من قضية فلسطين فذهب الي القول بان مصالح السودان تحتم علينا التطبيع مع إسرائيل فامريكا لن ترفع عنا الحصار الا بتحقيق ذلك الشرط ومنهم من ذهب الي المقارنة لإقامة بعض دول اتفاقيات إيقاف الحرب والسلام مع إسرائيل مثل ديفيد وغيرها دون التعمق في انه حتي في تلك  الدول تشكوا إسرائيل انه لم يحدث تطبيع حقيقي نتيجة موقف تلك الشعوب من إسرائيل بصرف النظر عن الموقف الحكومي
ويبرر البعض ان البرهان فعل ذلك بدفع من موقف بعض دول الإقليم التي أقنعته انه ذاهب لمقابلة الإدارة الامريكية وان أراد ان يكسب الجولة في تلك الرحلة عليه التطبيع اولا مع إسرائيل والغريبة ان بعض من يعدون من كبار مثقفينا ذهبوا ذلك المذهب وافتوا بان مفتاح امريكا لدي إسرائيل وان امريكا ستغير رايها الحالي في السودان وسترفع السودان من الدول الراعية للإرهاب اذا أقمنا علاقات معها.
وكان المثقف السوداني تاريخيًا يعد من طليعة مثقفي المنطقة حتي كان يقال « مصر تكتب (وفي قول اخر بغداد)وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ» ولا ادري ان كان ذلك القول ساريا حتي الان فنظرة بسيطة لقارئ  عادي لطرح الكونجرس الأمريكي لمشروع قرارات امس حول السودان تفرض عقوبات علي كل شخص يقوض الانتقال المدني للسلطة  ويربط مساعدة الحكومة بشرط الشفافية في إدارة الاقتصاد وبفرض عقوبات علي كل فرد يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان او يشارك في الاستغلال  غير المشروع للموارد الطبيعية وان يطلب المشروع من الإدارة الامريكية ان ترفع  للكونجرس استراتيجية جديدة لدعم الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون وان يحدث ذلك قبل زيارة البرهان بأيام وبعد مقابلته لنتنياهو. يعطيك فكرة ان الامر لا يتعلق بخطوة البرهان مع نتنياهو وان قواعد اللعبة تتحكم فيها عوامل اخري تمامًا كما ان الامر ليس متروكًا لترامب وادارته انما فيها لاعبين كثر منهم الكونجرس وان الأجندة التي ستناقش مع البرهان حددت وفيها دور الجانب العسكري في المرحلة الانتقالية ودوره في التحكم بمؤسساته علي جزء كبير من النشاط الاقتصادي ونشاط بعض مكوناته في إدارة الذهب اهم مورد طبيعي للسودان الان وربط كل ذلك بالشفافية
ان هناك قضية هامة اغفلها المثقفين السودانيين وهي مربوطة بحقوق الإنسان التي لا تتجزأ وبالتالي حقوق الشعوب في حريتها وحقها الطبيعي ان تتخلص من الاستعمار ورفض العنصرية والتفرقة علي أساس الدين او الجنس او الثقافة وذلك كان ديدن المثقف السوداني عبر التاريخ والذي خلق رأيًا شعبيا
لا يتغير وبها رفض الشعب نظام الأبارتايد في جنوب افريقا إذن قضية فلسطين للشعب السوداني خصوصًا بعد الثورة التي يفترض انها أعادت السلطة للجماهير هي موقفها الثابت من حق شعب فلسطين في إقامته دولته بموجب القرارات الأممية بعاصمتها القدس وإيقاف الاعتداءات اليومية عليه وحل قضايا لاجئيه وطالما ان الدولة العنصرية ترفض ذلك فان شعبنا مع حق شعب فلسطين ونضاله وذلك يقوينا.ولا يضعف قضيتنا امام العالم ولا يقوينا او يحل قضيتنا ان نتابع احد في علاقات حكومته مع إسرائيل ولا ان نردد قول العامة بان الفلسطينيين باعوا ارضهم ولا اننا لسنا أصلا عرب لان منديلا الذي قال ان لم يرد الحق الفلسطيني فان جنوب أفريقيا لم تتخلص من الأبارتايد لم يكن عربيا
ان حل قضيتنا ومخرجنا في تحقيق حزمة من الشروط في الداخل تنعكس علي موقفنا في الخارج وليس من بينها التطبيع مع إسرائيل

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق