الثلاثاء, 17 مارس 2020 00:57 مساءً 0 158 0
ايام وليالي
ايام  وليالي

علي
 سلطان

حتما سيأتي الربيع

* يسرني ويسعدني ان افسح هذه المساحة لنشر مقال للأستاذ لؤي حافظ دقوش، وهو  طالب ماجستير في جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية - بكين ومازال مقيما في الصين وقد نشر المقال  في ال CGTNالعربية في بكين تحت عنوان الصين تحارب كوفيد19باقتصاد المعرفة*
*منذ بداية العام 2020، لعبت الصين دور الجبهة الأمامية للعالم في صراعه مع كوفيد-19، في يوم 10 مارس، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بزيارة مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي، مركز تفشي الفيروس وبعث برسالة لأهل ووهان والصين والعالم تحمل في طياتها؛ أنا هنا، لا داعي للقلق يا ووهان، لم نعد تحت رحمة الوباء. وقد تم إغلاق عدد من المراكز الصحية المؤقتة التي تم افتتاحها لسد الحاجة إلى أماكن الحجر والمداواة نظرا لخلوها من الحالات المصابة بالفيروس وهذا يعتبر إنجازا فات حد التفوق في التحكم على انتشار الفيروس في ظل الظروف التي بدأ خلالها والتي كانت خلال الإجازة الصينية التي تصاحبها حركة سفر عالية في كل أنحاء الصين.
يعرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اقتصاد المعرفة بأنه؛ نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاية في جميع مجالات النشاط المجتمعي الاقتصادي والمجتمع المدني والسياسي، ذكرنا هذه التعريف تمهيدا للتعمق في ذكر غيض من الفيض الذي تسلكه جمهورية الصين الشعبية في مواجهة كوفيد-19 الذي أرق مضجع العالم، إن أسلوب الأزمة التي طبقته الحكومة الصينية وما تتضمنه من إجراءات وتدابير للوقاية والسيطرة من انتشار الوباء تعتبر إستراتيجية تنبع من ماضي الصين التليد في مواجهة الأزمات ونذكر ما قد واجهته منذ أقل من عقدين: أزمة السارس والميرس 2003.
-- تطبق الصين مفهوم الاقتصاد المعرفي بحذق ودراية تامة واستغلال معارفها الضمنية والصريحة منها للوقاية والسيطرة على المرض ولا يخفى على العالم الذي يراقب عبر جميع الأسافير خارطة انتشار الفيروس عند بداية تفشيه وكيف أن الأمر أصاب العالم بالهلع وجعل القاصي يزيد قصوا والداني يقصوا، اليوم هذه الخارطة نفسها التي كانت تتضمن أرقام متزايدة بإطراد ويتم تحديثها باستمرار خلال اليوم بغرض تمليك المعلومة للعالم قد شهدت تدنيا حقيقيا في أعداد المصابين إذ أن 70% من منهم تعافوا بحسب منظمة الصحة العالمية.
-- تمثلت المعارف الضمنية في وعي الشعب وثقافته وخبرات كوادر الحقل الطبي في طرق الوقاية والحد من انتشار المرض؛ إذ أن أزمة السارس لم تكن بالبعيدة عن  ذاكرة الشعب الصيني، فقد استأثر الجميع بعزل نفسه واتخاذ كافة التدابير الوقائية للحد من انتشار المرض، ومن الكوادر الخبيرة بالأزمات المماثلة نذكر عالم الأوبئة وطبيب أمراض الرئة (د. تشونغ نان شان) الذي كان صفارة الإنذار خلال فترة وباء السارس والميرس 2003 والذي وضع الخطة لمواجهته والحد من انتشاره في ذاك الوقت، فهو وفي عقده الثمانين يقود فريق البحث العلمي لتطوير عقار لكوفيد-19 وإدارة الأزمة بحنكته ودرايته المشبعة بمحاربة الفيروسات، أما مستودعات البيانات وأرشيف الأزمات المماثلة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في نشر البيانات والتي أصبحت مفتوحة ومتوفرة للعالم لمواجهة الوباء تعتبر خير مثال للمعارف الصريحة التي تعتبر جزءا  لا يتجزأ من اقتصاد المعرفة.
قال أحد أصدقائي في مدونته الإلكترونية «ليس هناك شتاء لا يمكن التغلب عليه وليس هناك ربيع لا يأتي أبدا»، نعم لقد كان شتاء شديد البرد ومع هذا ها هو الربيع أتى يا صديقي.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق