الثلاثاء, 17 مارس 2020 02:17 مساءً 0 444 0
اوراق مسافر
اوراق  مسافر

د.محمد النتيفة

نحن مقتنعون
 البقنع مارس شنو

يقول ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- :
(ﻋﺎﻣّﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮّ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ، ﺛﻢّ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﺍﻟﺼﻴﻒ)
قرأت هذه المقولة  فتوقدت عندي النزعة الجغرافية وشعرت   بالرعشة تسري  في بدني فعندما قال العلامة العسقلاني هذا الكلام كانت ساعة الضبط الفصلية تعمل بالدقة اللامتناهية حيث لا يحدث تداخل في الفصول فالصيف صيف والشتاء شتاء والربيع ربيع فأذا  دهم الطاعون اهل بلدة في اوخر الشتاء وبوادر الربيع فاقصى ما يبذلونه  من جهد وصبر  ان ينتظروا اطلالة الصيف فيرتفع المرض  ويزول الوباء  ولكن اليوم وقد (جاطت الحكاية) فلا  تدري البشرية صيفها من شتائها من خريفها ( فالحكاية اتجوبكت اخر جوبيك) فلو كان الانسان له من المواقيت والحسابات ما يدله على هذه الفصول فمن يضمن ان( للفايروس الكروني ) باعتباره طاعون العصر نفس معرفة الانسان بالفصول  ومواقيتها فبالله عليكم يا سادتي متى كان شهر مارس في السودان باردا (غايتو لسواد خطوتن لينا ساى) وفي ذلك طرفة يقال ان احدهم تسور منزل اخر وهو  متنكر في زى نساء لشئ في نفسه ولسوء حظه وقع في يد صاحب البيت وكان يظنه غائبا فمثل انه امرأة فكشف عنه صاحب  البيت خماره بسيفه واشار الى شنبه قائلا (انت ما قلت انت امرأة الشنب ده شنو ؟ )فقال له( والله الشنب ده الا قومو لى الله هسي لقصار عمرا لى) فأخشى ان مصادفة كرونا  لهذه ( اللخبتة) الحاصلة وتداخل الفصول في زماننا هذا ( لقصار عمرا لينا) فكلما همت بالذهاب على اساس ان الصيف قد ان اوانه غشاها يوما باردا فأجلت الذهاب .
ان الكرونا يا سادتي وباء وان بدأ خطيرا لكنه مثله مثل غيره سيرتفع ويذهب وسيكون حصاده من صادف اجله فقط واخطر مافي الوباء ليس المرض في حد ذاته ولكن الاخطر هو الاستسلام والخوف للمرض وقديما قال اهلنا( المرض التخافو ياخدك) فقليلا من الثبات وتبسيط الامر وحسن تدبير سبل الوقاية يجعلنا في مأمن من انتشار الكرونا ( بس البجيب الصيف شنو) واذا جاء الصيف كيف نقنع طاعون العصر بأن فصل الصيف قد حل وعليه ان يرحل ومارس الكله كتاحة وحر يصر ببلاهة ان يكون باردا .
عموما قناعتي ان كرونا لن ينتشر في السودان لانه ( مرض مستجد) ومستجد (لغويا دياشيا وليس اصطلاحيا علميا) لا قدرة له في مقارعة شعب قهر ( السناير والافذاذ من الامراض) فلا اخطر من الملاريا الا الملاريا ( بعدين يا جماعة الخير نحن شعب شلنا عمر البشير تغلبنا الكرونا الصغيرة دي) ( والله دي يا دكتور اكرم بالغت فيها جنس بوليغ) فكرونا مرض( ود ميكي ساى) ما بقدر على الدقداق والكتاتيح والهجيرة والسموم في سوداننا الحبيب وشئ اخر اننا شعب متوكل على الله بالفطرة ومن توكل على الله فهو حسبه ولكن يا سادتي قليل من الوقاية وكثير من الايمان يجنبنا شرور هذا الطاعون العصري فكرونا المستجد مقدور عليه ( بس اقنعوا مارس ده انه مصنف من شهور الصيف فمافي داعي للثقالة) فنحن مقتنعين بكلام شيخنا العلامة العسقلاني لكن ( البقنع مارس شنو)

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق