الخميس, 26 مارس 2020 06:07 مساءً 0 475 0
‎نقطة نظام
‎نقطة نظام


أحمد البلال الطيب
الكورونا ، نعم إنه وباء خطير ....ولكن !!
توقفت كثيرا عند حوار هام جدا مساء أمس ، بفضائية العربية الحدث، بالرغم من أن المذيعة افسدته بمقاطعاتها المزعجة والجاهلة، ومثل هذه اللقاءات تحتاج لنوعية معينة من المذيعين والمذيعات، حيث استضافت القناة طبيبا فرنسيا من أصل عربى، متخصص فى العناية المكثفة للجلطات الدماغية، وهو تخصص نادر وهام للغاية ، وقد عبر الطبيب الفرنسى عن انزعاجه الشديد، للشائعات والأكاذيب والتضخيم  الذى يصاحب الجائحة الخطيرة لوباء فيروس الكرونا الذى عطل الحياة فى معظم أرجاء العالم.
لم يقلل الطبيب الفرنسى من خطورة المرض ، والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها معظم دول العالم بدون اى استثناء، ولكنه انتقد بشدة حملات التخويف والتهويل خاصة بوسائط التواصل الاجتماعى وبمعظم أن لم يكن بكل القنوات الفضائية بجميع أرجاء العالم، وقال أن ٨٥ ٪  من سكان العالم لم يصلهم هذا الوباء حتى الان، وأن الكثيرين من الذين أصيبوا به ، تعافوا ، وأشار إلى ان المشكلة الحقيقية التى تواجههم حاليا بفرنسا ، أن عدد المرضى فاق حجم الأسرة الموجودة بغرف العناية المكثفة بجميع أرجاء فرنسا ، وان هناك أعراضا عصبية جديدة بدأت تظهر على مرضى الكورونا ، مثل الهذيان وغياب العقل ، وقد يكون ذلك بسبب الخوف والذعر الذى عم جميع سكان العالم وتخوفهم من إصابتهم بالفيروس.
وبالطبع لم افهم مطلقا ، أن الطبيب الفرنسى ، كما ذكرت أعلاه ، أراد أن يقلل من خطورة المرض، ولكنه أراد أن ينبه  إلى ان حملات التخويف  والشائعات والاجتهادات غير الموفقة للكثيرين من العوامل التى ساهمت فى زيادة الضغط على المستشفيات ، وأضاف بأن هناك عدد كبير اذا أصيب بمجرد نزله برد عادية ، وبعض أعراضها تشابه أعراض مرض الكورونا، يعتقد أنه أصيب بالمرض.
نقطة النظام الأولى : لسنا أطباء ، ولسنا متخصصين ، حتى نفتى بما لا نعرف ، وعلينا حتى على مستوى ، حواراتنا  الخاصة ، بين بعضنا البعض ، أن ننبه لخطورة الجائحة ، والالتزام بالتوجيهات الصحية التحوطية، من عزل وحجر وحظر للتجوال ، وإغلاق للأماكن العامة والخاصة غير المتعلقة بحياة الناس اليومية ، من مأكل ومشرب وعلاج ودواء، بعيدا عن نقل المعلومات الخاطئة والتى ستساهم فى بث الرعب فى نفوس الناس بمختلف مستوياتهم العمرية، على النحو الذى نشاهده اليوم بجميع أرجاء العالم، مما زاد الضغط على المستشفيات ، وأدى لوفيات كثيرة بسبب انعدام أجهزة التنفس الاصطناعي ، وعدم وجود أسرة بالعنايات المكثفة بمستشفيات دول من دول العالم الأول، ومعلوم أن الخطورة الحقيقية لهذه الجائحة تكمن فى انتشارها وعدم قدرة الدول فى السيطرة عليها ، مما يمكن ان يؤدى لوفاة الملايين  من البشر فى معظم دول العالم.
نقطة النظام الثانية: الإجراءات التى اتخذتها معظم دول العالم ، هى إجراءات مازالت ميسرة جدا وسهلة ، وتمت فيها مراعاة الحد الأدنى من توفير  الحاجيات الضرورية للمواطنين، وعلينا بالسودان أن نلتزم التزاما صارما بالإجراءات المعلنة ، حتى لا نصحو ذات صباح، ونفاجأ بانتشار المرض على النحو الذى عجزت فيه دول كبرى كإيطاليا وإسبانيا من إيقاف تمدده.
ومن الأخبار المبشرة، أن الجهود العالمية المتعددة فى مجال الوصول لدواء لهذا المرض الجائحة، قد قطعت شوطا بعيدا ، ولقد بشرت منظمة الصحة العالمية مساء أمس،ان أخبارا جيدة ستسمع قريبا حول علاج لمرض الكورونا، ولكن وكما هو معلوم فإن الأمر يحتاج لوقت ، قد يمتد لشهور ، حتى يصل هذا العلاج للناس ، وبالتالي ليس أمامهم غير الاستمرار فى الإجراءات التحوطية والاحترازية الحالية، على مستوى الدول ، والحكومات والأفراد.
ونواصل

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق