الثلاثاء, 31 مارس 2020 00:31 مساءً 0 414 0
اوراق مسافر
اوراق  مسافر

د.محمد النتيفة

عن قوة رأسنا
احكي ليكم

اهلنا العمراب لهم من الحكايات والقصص والممازحات ما يجعلك تضحك حد الاغشاء وتجد في حكاياتهم الحكمة وبعد النظر مما يجعلها نموذجا يصلح لان تسقط عليه كل حوادث الزمان فكأنما هى قوالب معدة لذلك فيقال ان احد اجدادنا ساءه ان عمدة البلد وشيخها حبس اغنامه ومعها كثير من اغنام القرية  التي تعدت على المزارع والحواشات واتلفت الزرع وهو نظام معمول به في كثير من جهات السودان في فترات الزراعة  يسمى في مناطق شندي (بالحجر) واظنه كلمة عربية فصحى ومنها ما جاء على لسان الشاعر الحقيبي( يا الحجروك عليا) فتلبب جدنا هذا ( عكازه سجم اللاقونا) واخرج كل البهائم من الحجر وكان يستشيط غضبا فلما علم شيخ البلد ما زاد على ان قال ( عالم محرق روحا الفقر) ولعل الحجر الصحي الذي اعلنته حكومتنا الراشدة لم يرق للشعب فخرج واخرج غيره من (الحجر ) ولم تجد الحكومة مع فقره بدا من الانحناءة والتسليم والايمان بان ما يقوم به الشعب المبجل ليس منه وانما من العليه من الفقر والمسغبة واذا العالم( حرق روحا الفقر ) فتوقع منها ما لا يخطر على بال ولا يصدقه عقل  وتوقع ان يصيح مولودها عند ولادته( يا اخوانا الشااااى الشاااى بي جاى) ثم (بكل برووود يموت ) من غير ان يوضح اى شاى يقصد فالشواهي في بلادنا كثيرة ( شاى الصباح وشاى الضحى وشاى نصت نهار وشاى المغرب ) .
ثم ان من الحكايات ان احد اهلنا وكان فارسا قوي الشكيمة كبير العناد كان ذاهبا لوادي الهواد على دابته لا رفيق ومن عجب بالرغم من ان العقل يرى باهمية الرفيق في السفر والترحال الا اننا نمجد السفر  بلا رفيق اذا لازم هذا الرفيق( فسلا) لذا نقول (الخلا ولا الرفيق الفسل) _ والفسل هو الرجل البخيل_  لكن الواحد فينا كان لاقاهو اسد ساى بعرف ( اخير الخلا ام الرفيق الفسل) عموما قابل صاحبنا هذا مجموعة من الاعراب قال كبيرهم ( لم ار في حياتي اشجع من هذا الرجل ) ولتأكيد كلامه هذا طلب من مرافقيه ان يتلثموا ثم حتى اذا ما جاؤوه قريبا استل كل واحد منهم سيفه ووثب عن دابته فلما راهم صاحبنا وثب من دابته هو الاخر  واستل سيفه وهو الوحيد امام ما يربو عن الخمسة من الرجال ثم خاطبه كبيرهم قائلا( يا زول والله ما تقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله نقطع رأسك) فما كان من صاحبنا وبكل قوة رأس وعناد ان صاح ( عيسى قدوس) وحالنا كشعب كما صاحبنا هذا حدثتنا حكومتنا والعالم اجمع ان من يستهتر بالكرونا سيقطع رأسه ولنثبت فراستنا صحنا كلنا ( حوامة قدوس)  وطفقنا نحوم ونهرب من الحجر الصحي ونرفض الدخول فيه من اساسه ونجهل وهل نحن نجهل؟ ان كوفيد 19 ( كان لم فينا بعدمنا نفاخ النار ) فما اغرب منا كشعب سوداني الا نحن نأخذ الامور ببساطة ونجهل ابجديات الحقائق ونكذب الشواهد الماثلة امامنا لنثبت فراستنا واعتدادنا بشجاعتنا وقد هالني ان كثير من الناس لم يلتزموا بالحجر الصحي وضوابطه التي وضعتها الحكومة حتى خيل لي وان بعض الخيال كفر ان المدنية التي نتمنى والديمقراطية التي ننشد لا تصلح لنا ابدا ودونك ايها القارئ الكريم ما يحدث من استهتار ولا مبالاة بقرارات الحكومة وتوجيهاتها الشي الذي ما كان يحدث في عهد المخلوع فيااااا جماعة الخير الزموا بيوتكم لا يحطمنكم كوفيد وجنده ولات ساعة مندم.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق