الثلاثاء, 14 ابرايل 2020 00:35 مساءً 0 510 0
اوراق مسافر
اوراق  مسافر

د.محمد النتيفة

حكايات تحت وطأة الكرونا

الحكاية الاولى :-
احد اعمامنا وكان من الطف خلق الله رحمه الله يقال ان احد جدوده اوصاه بربط العجول حتى لا ترضع امهاتها فيضيع عليهم لبن الفطير وشاى المغرب ولما انشغل باللعب ولم يربطها وجاءه جده اخر النهار موبخا اصر  عمنا هذا انه ربطها فسأله جده( يعني انا كضاب يا ولد) اجابه ( والله يا جدي انت ماك كضاب لكن انا ما بصدقك) .
هذه القصة استحضرتها وانا اتابع النقاش المحتدم في الساحة السياسية هذه الايام حول دور الفريق قوش في الثورة فكلما حاولت ان استوعب كلام من يقولون بان له دور في الثورة احتار وكأن بمن يروجون لذلك يسألونني ( يعني نحن كضابين ) فاجيب ببراءة ( والله انتو ماكن كضابين لكن انا ما بصدقكم)
الحكاية الثانية:-
زمااان حصل اضراب في مدرسة كبوشية المتوسطة  ايام الديمقراطية الثالثة بحجة ان الاكل ردئ وغير كافي فاحد اولياء الامور لما علم ان من ضمن ما يقدم للطلاب في السفرة طحنية استشاط غيظا وصاح في الطلاب ( الطحينية دي عند اهلكم قاعدين تاكلوها) فالان نقول (للكيزان) الذين يملؤون الدنيا زعيقا واحتجاجا على انعدام الخبز وهو امر لو حصل في عهدهم لطارت رؤوس واعدمت اخرى بدعوى تقويض النظام  الدستوري ومحاربة الدولة نقول لهم بالرغم من ان الدولة (العميقة) تعاملهم بكل ود ونعومة وتفسح لهم في طرقات سدتها امام (اصحاب جلد وراس الثورة) بالبمبان والهراوات(عليكم الله الحرية دي ايام حكمكم ضقتوها).
الحكاية الثالثة:-
كان هنالك احد الدراويش المحبوبين في منطقتنا عند حصاد البصل يذهب لبعض اهل الاحسان من المزارعين فيهبونه ما تيسر من بصل هدية او صدقة وكان ملحاحا في طلب الزيادة كلما كالوا له كيلة استزادهم اخرى حتى صادف رجل شديد الكرم فملأ له جواله بصلا فلما هم صاحبنا بحمله وجده ثقيلا لا قدرة له به فقال للرجل الذي اهداه البصل( ياخي ما تشتريهو مني) هذه الحكاية تذكرني حال اعلاميي العهد البائد فبعد ان وهبتهم الثورة كل هذه الحرية التي ما كانوا يحلمون بربعها ودبجوا بها مقالات تقلل من الثورة وتعمل على هدم اركانها ولما ثقل عليهم احتمال كل هذه المساحات من الحرية يريدون بكل بجاحة من الشعب الثائر ان يشتري منهم كيل الحرية التي وهبها لهم بكرم باذخ.
الحكاية الاخيرة:-
ثلاثة من جدودنا كانوا مسافرين الي العيد مع اهلهم عندما لم تكن وسائل السفر متاحة مثل الان فلا خيار عندهم سوى  اللواري او القطار فقرروا ان يستغلوا القطار الى شندي وكان ( قطر عيد) فلم يجدوا فيه موطئ قدم حتى اذا يئسوا خطرت بعقل احدهم فكرة مجنونة بان خلعوا ملابس احدهم ( وجلبطوه بالطين) ثم ركبوا القطر وادعوا ان اخاهم هذا مجذوما ( مصاب بمرض الجذام وعند بعض اهل السودان يسمونه الجضام) ففر كل ركاب العربه وتركوها لهم (مخضرة ) فوصلوا شندي ثلاثة يستغلون عربة قطار كاملة لوحدهم وهذه الحكاية متروك للقاري الكريم ان يجد قالبا من قوالب ما نعيشه هذه الايام ويصبها فيه
الحكاية البعد الاخيرة :-
داء السودان ثلاثة ( الناشطين ثم الناشطين ثم ذو النون)

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق