الثلاثاء, 27 نوفمبر 2018 01:54 مساءً 0 279 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

عصا جوعان (2-3)

 

إمارة جعيرين
جعيرين المتناثرة بلا إنتظام فى طريق شريان الشمال على بعد نحو ثلاثين ومائة كيلومترا من أمدرمان،  حط فيها الشيخ الإماراتى جوعان مبارك فاضل المزروعى عصا ترحاله، قارئا بين طيات رمالها الحمراء نبوءات عظيمات لإنسانها وفتحا لكل السودانيين ينسيهم بالغ ووالغ راهن أزمات تشرب دماءهم وتنهش لحومهم،ذكيا كعادته السفير حمد الجنيبى فى خطابه وانتقاء مفرداته، خطب فى طلاب ثانوية جعيرين بلكنة مزيج بين البدويتين الإماراتية والسودانية، رمق من خلال نوافذ الفصل المشرعة أرض وفضاء المنطقة فتداعت له ذكريات العين إمارته بأفلاجها الست ، الشيخ جوعان الذي عاش من عمره سنوات في كنف الشيخ زايد بصحبة ورفقة جمعته بوالده، حدثنا كيف قائدهم ومؤسس دولتهم وحكيمهم زايد أعاد محياها ومجراها بحول الله وبجهد خرافى ومخاطرة يتقدم صفوف مواجهتها بلحمه ودمه عز البرد وعند لفح السموم والحرور لتكون العين النواة والخضرة للدولة باذخة الجمال والمتعة والدهشة الآن إماراتية، السفير الجنيبى تذكر عينه ومسقط رأسه كما شهد طرفا وكما سمع من كباره وأسلافه، فتراءت له جعيرين كما عين إماراته زمانا، حفزه التداعى ليقول لأبناء ثانوية الشيخ جوعان كانت إمارتنا كجعيرينكم وبيدكم لا غيركم تعمرونها بسند وعضد وقفة والدكم الشيخ جوعان ورفاقه حتى تكملوا مسيرتكم العلمية متخرجين كما أبديتم أمانيا أطباء ومهندسين وطيارين ونظاميين وغيرها من المجالات، فى خطابى لذات طلاب الثانوية تمنيت قيام إمارة ثامنة بجعيرين بصفقة تاريخية نشهد بفضلها عمرانا وبرجا سامقا، برج جوعان، تمنيات عظيمات أملا فى بلوغ كل الممكن وبعض المستحيل، وتحفيزا لطلاب ثانوية جعيرين رجوت فى إرتجالى السفير الجنيبى بتنظيم رحلة لهؤلاء الطلاب ليشهدوا كيف أصبحت الإمارات وقد كانت جعيرين، إلتقط الجنيبى قفاز المبادرة وأضمرها بابتسامة عريضة جواز قبول فسفر، ما شهدناه فى جعيرين من جهد يبذله فى صمت إماراتيون حقيق بالإحتذاء والإحتفاء ،سعدت بتعليق من سعادة السفير الجنيبى على مقالتى بالأمس معبر للغاية:
يوم بهيج قضيته معكم وقد رأينا كيف تكون النتائج إيجابية عندما يخدم الإنسان أخاه الإنسان بصدق واخلاص ومحبة وشكرا لكم على كلماتكم الدافئة الراقية المحبة دائما للسودان اولا ولأمته العربية والإسلامية مقالتكم المفعمة بالأدب والعطاء ستوثق لشخصية .. أعطت بتجرد وبدون ضوضاء وتستحق الأضواء من أجل مواصلة المسيرة بروح ومعنويات عالية.
شكرًا لكم
مجمع المزاريع
ولتعم الفائدة لكم نبذة عن المشروع البذرة والنواة لعمل إستراتيجى يتفاخر به أبناء جعيرين وأولياء أمورهم محدثين بفضل ثلة الإماراتيين الأخيار الشيخ جوعان وصحبه المتفانين من عشرين عاما ولا زالوا يتفانون:
 تأسس عام 2001م بمنطقة الجعيرين محلية امبدة على بعد 130 كلم من ولاية الخرطوم.
 عبارة عن مجمع باسم مجمع المزاريع الخيري ساهم في تنفيذه (13) خيّر اماراتي.
 تنفيذ المشروع تم على (3) مراحل به مدرسة تشمل كل المراحل بها (12) فصل بالاضافة الى سكن داخلي للطلاب (12) عنبر كما يوجد سكن للمدرسين العوائل والعزاب.
 يدرس حاليا بالمدرسة اكثر من (300) طالب وطالبة والمنهج المدرسي منهج حكومي.
 المجمع به مسجد يسع (800) مصلي.
 كما توجد عيادة طبية لتقديم العلاج لمواطني المنطقة.
 مزارع للنخيل والفاكهة بالاضافة الى آبار لمياه الشرب والزراعة.
 يهدف المشروع الى تشجيع الاهالي على تربية المواشي والزراعة.
أما صديقى على سلطان صاحب تكامل ميديا التى دعتنى، أعجبنى تعليقه على مقالة الأمس فى صفحتى بالفيس  التى أتشرف فيها بتعليقات وردود فعل الأصدقاء:
 صباح الخيرات اخي عاصم وكأنها هذا الصباح اجراس (فلج) الارض بين فلج اعالي النيل وافلاج العين الست الباقية وفلج المعلا في امارة ام القيوين في البلد التي اسميتها انت بلاد العم زايد..اول عمل قام به الشيخ زايد رحمه الله عندما اصبح حاكما لامارة العين قبل قيام الاتحاد هو اعادة افلاج المياه الى الخدمة بعد ان توقفت عقودا من الزمان وانسابت المياه في افلاج العين  تحيي الضرع والنبات والارض وتزدهر بها الحياة ..هذا الرجل الكريم   جوعان المزروعي الرجل الصالح  وضع عصاه على بئر جعيرين القديمة التي يتحلق الناس حولها ..وحفر 6ابار في المنطقة واستقر الرحل وبدأت حياة جديدة في تلك المنطقة ..تنمية واستقرار مدارس ومركز صحي وجامع ومزرعة وداخلية وخلوة..وخير لا ينقطع..هذا الرجل الصالح ومن خلفه اهله ابناء المزاريع رجال البر والاحسان في الامارات يقدمون كل هذا الخير دون منّ ولا اذى..ولا اعلام..18عاما من العطاء في ستر جميل ورغبة في رضا الله وحسناته اقتداء بزايد الخير.. لك التحية اخي عاصم..

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة