الاربعاء, 27 مايو 2020 02:37 مساءً 0 1014 0
الرد على من ينكر اثر سد النهضة الاثيوبي علي مناخ السودان
الرد على من ينكر  اثر سد النهضة الاثيوبي علي مناخ السودان
اعداد: د. منى علي محمد أحمد /........................... ..…........ اشارت د. مني علي محمد أحمد أن سد النهضة "يسهم في التغير المناخي من خلال إنبعاثات غاز الميثان من بحيرة السد وبالتالي زيادة الإحترار الذي يؤثر على مناخ السودان وهو ما يسبب فيضانات عالية وفترات طويلة من الجفاف الشديد وهو ما يجعل السد أقل أمنا ويترتب على ذلك الإضرار بالموارد المائية من خلال تأثيره الكبير على كمية المياه والتوقيت والتغير والترسيب" رد د. مدثر زروق" سوف أتناول هنا الرد على الاشياء المتعلقة بالتغيرات المناخية فقط من ناحية علمية. فنجد أن غاز الميثان وهو أحد الغازات الدفيئة (Greenhouse gases) يتكون نتيجة ل (الانتاج الزراعي (40.8%)، استخراج و معالجة و توزيع الوقود الاحفوري (34.5%)، معالجة التخلص من النفايات (16.5%)، الصناعة و السكن و الحرائق و تغيير الغطاء النباتي و أخرى (8.2%)). و هنالك عوامل عديدة تساعد على تكوين غاز الميثان في الخزانات منها: العمق، و المساحة، تركيز الفسفور، الكربون العضوي المذاب، و درجة الحرارة، و غيرها. فنجد أن الانبعاث لغاز الميثان يزيد في البحيرات الضحلة و درجات الحرارة العالية و هذا عكس ما هو موجود في سد النهضة. فنجد أنه يمتاز بالعمق الكبير و درجة الحرارة المنخفضة نسبيا. لا يمكن لسد النهضة أن يكون سببا في زيادة الإحترار الذي يؤثر على مناخ السودان و سبب في فيضانات عالية وفترات طويلة من الجفاف الشديد. فبالنظر لمساحة سد النهضة في أعلى منسوب (1874 كلم2) ومن دراساتي للعديدة من النماذج المناخية الاقليمية (Regional Climate Models) و النماذج العالمية (Global Circulation Models) ، فإن مساحة الخلية الواحدة (cell) في النماذج العالمية تساوي 81 إلى 9 مرات ضعف مساحة سد النهضة (375*375 = 140625 كلم2، 125*125= 15625كلم2)، و في النماذج المناخية الإقليمية (CORDEX models) تساوي 1.5 مرة ضعف مساحة سد النهضة (50*50 = 2500 كلم2)، وهذا يدل على أنه لا يوجد أي تأثير يذكر على مناخ السودان. و هنا يجب علينا أن نفرق بوضوح أن التغيرات المناخية و زيادة درجات الحرارة بصفة عامة قد تؤدي لفيضانات عالية و فترات جفاف طويلة و لكن ليس بسبب سد النهضة. لأن الامطار في هذه المنطقة تتكون نتيجة ل (large scale features) كحركة الفاصل المداري (migration of the Intertropical Conversion Zone) ، و (tele-connections) نتيجة لدرجة حرارة سطح المحيطات كالمحيط الهادي و الهندي و الاطلنطي و عوامل مناخية أخرى. و نجد أن الجفاف و الفيضانات في هذه المنطقة مرتبط بصورة كبيرة بظاهرة الألنيونو (El Nino) و اللانينا (La Nina). نجد أن المحيط الهادي يغطي تقريبا نصف مساحة الكرة الأرضية وله تاثير كبير جدا في تشكيل مناخ الكرة الارضية. و هنالك العديد من الدراسات العالمية المختلفة تشير إلى وجود علاقة قوية بين ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة سطح المحيط الهادي بالعديد من الفيضانات و الجفاف التي تحدث في مختلف المناطق المدارية و الاستوائية في العالم. وكتعريف مبسط تسمى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط الهادي بظاهرة الألنينو (El Nino) و ظاهرة إنخفاض درجة الحرارة للسطح بظاهرة اللانينا (La Nina). و قد قام الخبير العالمي بروفسير الفاتح الطاهرة في عام 1996 بإجراء دراسة حول تأثير ظاهرة الألنينو و اللانينا على كمية تصريفات نهر النيل و النيل الازرق. ووجد في هذه الدراسة أن ظاهرة الأنينو مرتبطة بجفاف النيل الازرق و ظاهرة اللانينا مرتبطة بفيضان النيل الازرق في أغلب الأحيان وليس سد النهضة. و هنالك العديد من الدرسات تشير إلى ارتباط وثيق بين أمطار الهضبة الاثيوبية ووسط السودان و منطقة الساحل بهذه الظواهر. فنجد أن الألنينو قد يؤدي الى جفاف جميع هذه المنطقة و العكس في حالة اللانينا. و قد وجدت بعض الدراسات أن ظاهرة الألنينو تقوم بإضعاف (African Easterly Jet) و كذلك إضعاف (Tropical Easterly Jet) التي لها دور كبير في تكوين الأمطار في منطقة الساحل و أواسط السودان و الهضبة الأثيوبية، و العكس بالنسبة لظاهرة اللانينا. قام الباحث مدثر زروق في عام 2014 بعمل دراسة عن تأثير قوة الأنينو و اللانينا، وكذلك تأثير فترة ابتداء الظاهرة و نهايتها، وكذلك تأثير امتداد فترة الظاهرة على الجفاف و كمية الامطار الغزيرة المتوقعة على الهضبة الاثيوبية. كذلك قامت هذه الدراسة بمعرفة تأثير المحيط الهادي و المحيط الأطلنطي و منطقة خليج غنيا على الجفاف و الامطار الغزيرة في الهضبة الأثيوبية. " الرد على من ينكر تأثير سدالنهضة الأثيوبي على مناخ السودان إعداد : د. منى علي محمد أحمد أولا : ذكرت في افادتي ان سد النهضة الأثيوبي سوف يسهم في التغير المناخي، وهناك فرق بين ان اقول ان السد يسهم في التغير المناخي وبين ان يكون السد هو العامل الفردي الوحيد المسؤول عن ذلك ، وهذا لا يتعارض مع كون ان امطار السودان نتيجة لحركة الفاصل المداري نتيجة لدرجة حرارة سطح المحيطات كالمحيط الهادي و الهندي و الاطلنطي و هذا أمر معروف ولكن حديثي عن العامل المحلي المتمثل في أثر السدود في التغير المناخي و الإحترار بسبب إرتفاع تركيزات غازات الدفيئة واسامها في ذلك باعتبار السدود مصدر مهم لغازات الدفيئة خاصة غاز الميثان ومن ذلك السد الأثيوبي كما أن التغير المناخي الناتج عن الاحترار العالمي يؤدي الى الفيضانات العالية و فترات طويلة من الجفاف . ثانيا : أثبتت الدراسات المتعمقة الحديثة ومنها دراسة الفريق البحثي الذي يقوده John Harrison وBridget Deemer من Washington State University والتي نشرتها دورية BioScience في أكتوبر ٢٠١٦م ان السدود تسهم في الاحترار العالمي والتغير المناخي أكثر مما تم تقديره سابقًا حيث أن تقديرات انبعاثات غاز الميثان من السدود اكثر مما كان يعتقد سابقًا فكل متر مربع من سطح الخزان يطلق كميات من غاز الميثان اكثر ب ٢٥٪من ما كان من قبل وان إنتاج السدود من الميثان مماثل لإنتاج الحقول الزراعية و الناتج من احتراق الكتل الحيويه وأظهرت الدراسة أنه عند النظر في مقياس زمني يزيد عن 100 عام نجد أن إنتاج السدود للميثان أكثر من مزارع الأرز وحرق الكتلة الحيوية. كما ان السدود تعتبر المصدر الفردى الأكبر لانبعاث الميثان من مصادر مرتبطة بالنشاط البشري حيث تكون مسؤولة عن ٢٣٪ من انبعاثات الميثان من هذه المصادر، كما أكدت الدراسة ان غاز الميثان يُشكّل مكوِّنًا أساسيًا من إجمالي الانبعاثات الصادرة عن السدود فهو يساهم في نحو 80 ٪ من تأثير الاحتباس الحراري الكلي الناتج عن جميع غازات الدفيئة المنبعثة من بحيرات السدود كما يمتاز بأنه اكثر قوة من ثاني أكسيد الكربون في القدرة على التسبب بالتغير المناخي، حيث تحوي السدود كميات كبيرة من المواد العضوية المغمورة المنتجة لغاز الميثان أثناء تحللها كما أن السدود تستقبل كميات كبيرة من المواد العضوية والطمي والمغذيات من الانهار عند المنبع. أثبتت دراسة الفريق البحثي المذكور ان للسدود تأثيرا كبيرا على المناخ خاصة في المناطق المقامة بها و القريبة منها حيث تبعث المواد العضوية المتعفنة بخزانات السدود غاز الميثان الذي يؤثر بشكل كبير في تغيير المناخ وهو ما يسبب فيضانات أو موجات من الجفاف، وأورد ناجي قريح ٢٠١٨م ان الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن للسدود تؤثر في المناخ المحلي حيث تؤدي الى حدوث فيضانات أو فترات جفاف في المناطق القريبة منها وهو ما يجعلها غير آمنة وأقل منفعة إقتصادية ، وذكر فيليب فان كابلين (٢٠١٨) الباحث في جامعة واترلو في كندا "السدود ليس لها آثار بيئية محلية فحسب، بل من الواضح أنها تلعب دورا رئيسيا في دورة الكربون العالمية وبالتالي مناخ الأرض. ثالثا : ان الانبعاثات الكبيرة من غاز الميثان ليست حصرا على السدود الكبيرة في المناطق الاستوائية و الضحلة فهي لا ترتبط بموقع الخزانات حيث أثبتت الدراسات الحديثة خاصة دراسة الفريق البحثي المذكور ان بحيرات السدود قادرة حاليا على إطلاق كميات أكبر من غاز الميثان في كل نطاقات العالم وليس في المناطق الاستوائية والضحلة فقط بل تؤكد التقارير المنشورة على إرتفاع انبعاثات غاز الميثان في الخزانات المعتدلة والخزانات شبه المدارية ومن بحيرات السدود في كل بقاع العالم بفعل نشاط الميكروبات اللاهوائي في المستويات الدنيا للخزانات المائية للسدود وتفكيك المواد العضوية والترسبات المتراكمة التي تنقلها الأنهر والمجاري المائية إلى بحيرات السدود ،لذلك فإن درجات الحرارة في منطقة سد النهضة الأثيوبي وعمق البحيرة لا يشكلان عائق يحول دون أن يكون السد مصدر لغاز الميثان. رابعا: بينت دراسة الفريق البحثي المذكور ودراسة Jake Beaulieu (٢٠١٨) أن الانبعاثات العالية من غاز الميثان وأثرها لا يرتبط بموقع الخزانات كما كان يعتقد ، ولكن يرتبط بكمية المواد العضوية. فإنتاج السدود لغاز الميثان يعتمد أساسا على المحتوى الحيوي للنهر كما أن تأثير الاحتباس الحراري الكلي للسد يمكن التنبؤ به بشكل أفضل بمعرفة الإنتاج الحيوي فالانظمة الغنية بالمواد العضوية والمغذيات تنتج كمية أكبر من الميثان، وهذا ينطبق على سد النهضة الأمر الذي يجعله مصدر لغاز الميثان خاصة و ان النيل الأزرق من النظم النهرية الغنية حيث يجلب الى بحيرة السد كميات كبيرة من والطمي والمغذيات والعوالق والأشجار والتي تتحلل ويترتب على ذلك إنبعاثات لغازات الاحتباس الحراري خاصة غاز الميثان هذا فضلا على ان منطقة بحيرة سد النهضة المقترحة تشغل مساحة قدرها ٢٥٠٠ كلم٢ تغطيها الاحراش الكثيفة والأشجار العالية وغمر المنطقة بالمياه بدون النظافة الكاملة سيؤدي إلي تعفن المياه في البحيرة مما يؤدي إلي فقدان الأكسجين الذايب في المياه مما يؤدي لتحلل الحيوانات والنباتات الدقيقة وبالتالي إنبعاث غازات الاحتباس الحراري، كما وجد الباحثون أن النباتات المتعفنة في الخزانات تعني أن السدود تنبعث منها حوالي مليار طن من غازات الاحتباس الحراري كل عام. خامسا: السدود الكهرومائية الكبيرة الحديثة اكثر إنتاجا لغاز الميثان مقارنة بالسدود القديمة، حيث أكد باروس وآخرون (٢٠١١) كما أكد الفريق البحثي المذكور ان معدلات انبعاثات الميثان التي تطلقها السدود الكبيرة الحديثة او الاقل عمرا أعلى مقارنة بالمعدلات التي تم تسجيلها سابقًا. وهذا يعني أن التأثير الكلي للسدود الكبيرة الجديدة على غازات الدفيئة في الغلاف الجوي سيكون أكبر مما كان يُعتَقد سابقًا. إن أهم مؤشر رئيس دال على اسهام السدود في التغير المناخي يتمثل في المحتوى الحيوي للبحيرة الذي يتوقف أساسا على كمية المواد العضوية والترسبات المتراكمة التي تنقلها الأنهر والمجاري المائية إلى بحيراتها حيث يتم تفككها وتحللها وإطلاق غاز الميثان فالسدود المقامة على نظم نهرية غنية تطلق كميات أكبر من غاز الميثان وبالتالي اسهامها في التغير المناخي أكبر مقارنة بالسدود المقامة على نظم نهرية ضعيفة، هذا بالإضافة عوامل أخرى مثل مؤشر العمر والحجم فالسدود الحديثة والكبيرة تطلق بحيراتها كميات اكبر من غاز الميثان مقارنة بالسدود القديمة الاقل حجما ، ان أهم المؤشرات الدالة على إسهام السدود في التغير المناخي متوفرة في سد النهضة الأثيوبي حيث تشكل البحيرة مصدر لانبعاثات غاز الميثان-كما أن السد من السدود الكبيرة الحديثة ( مصنف العاشر عالميا) لذلك فإن سد النهضة الأثيوبي سوف يسهم في التغير المناخي في السودان خاصة وأنه يقع على مقربة من الحدود السودانية- (السد الرئيسي يبعد 12.5 كيلومتر و السروجي حوالي 5 كيلومتر من الحدود السودانية) - ان لم نقل انه يقع داخلها .
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة