السبت, 30 مايو 2020 03:01 صباحًا 0 438 0
ايام وليالي : على سلطان
ايام وليالي : على سلطان
الأحزان تتجدد.. والأماكن تعلن اشتياقها/............. ..................... كل الأماكن تشتاق لك.. ونحن نشتاق إلى الأماكن ماعهدنا ومالم نعهد..وهذا الصباح وجدت نفسي مشتاق.. و تطرق بابي الاشواق من كل حدب وصوب.. وأحيانا تتسرب دموع غاليات من سحب ومزن حزن تكاد تهطل غزيرا معج مانسمع أو نشهد مما تجود به علينا أجهزة الموبايل أو القنوات الفضائية في هذا الفضاء الآسفيري المثقل بصنع البشر مما يجلب الهموم والاحزان من أعمال واحداث على ظهر الأرض.. كنت كتب قبل فترة عن حبي لصوت الفنان محمد عبده وهو حب لا أدري ما سره ولكنه قديم نشأ مع أول عمرة لي عبر جده في عام 1976 ثم نما مع استقراري في الامارات وعملي في إذاعة ام القيوين.. واليوم وبين مرات عديدة أجد نفسي مشتاقا للامكنة التي أحببت ومازلت ومتفاعلا مع الأماكن.. كل الأماكن مشتاقة لك..رائعة محمد عبده التي عشقها العرب في كل الأمصار والأقطار.. وهي تكاد تبكي كل من سمعها واشتعل شوقا بذكرى مكان أو شخص أثير إلى نفسه.. وقيل إن الأغنية هي غناها محمد عبده بعد وفاة ابنه البكر في حادث سير.. ولكنها جاءت لتعبر عن اشواق الكثيرين وأغلبهم ممن الذين فقدوا والديهم أو أحد الوالدين وهذا ماقرأته في تعليقات وأفادات كثيرة عن الأغنية التي هزت مشاعر الملايين حول العالم وماتزال.. ومع خواطري الصباحيه مع هذه الأغنية و موضوعات شتى.. وما تحركه في من احاسيس ومشاعر لأماكن كثيرة اشتاق إليها حقا والى أشخاص بعينهم في القلب والذاكرة وحدقات العيون.. تلقيت خبر وفاة الداعية الشيخ محمد أحمد حسن إلذي شق خبر نعيه على السودانيين كافة.. وتمنيت أن يكون خبر موته إشاعة كما حدث أكثر من مرة.. ولكن كان الخبر حقيقة هذه المرة.. وليس إشاعة كما تمنينا أن تكون.. ولا شك ان الموت حق وكل نفس ذائقة الموت.. وكل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. اللهم أحسن خاتمتنا وردنا إليك ردا جميلا.. اجمع الناس على حب الشيخ الداعية محمد أحمد حسن لطريقته اللطيفة في توصيل المعلومة والفتاوى بلهجة سودانية محببة بسيطة كما فعل من قبل الدكتور عبدالله الطيب رحمه الله في تفسير القرآن الكريم عبر الإذاعة السودانية قبل عقود ومازال يبث حتى اليوم غضا طريا.. والناس يحبون البساطة واللطف وعدم التقعر والتشدق في الكلام ولا يحبون المتعالي ولا الذي يدعي العلم والمعرفة وقد يكون طبلا اجوفا.. ولذا كان الشيخ في برنامجه (الدين النصيحة)؟ قادرا على جتقديم المعلومة كاملة الدسم وهو رجل عالم لا شك في علمه واجتهاده وقدراته.. فكسب قلوب الناس واجمعوا على الاستماع إلى البرنامج عبر الإذاعة وعبر عدد من الفضائيات.. وعبر عدد من كتبه أو كتبياته التي حرص صديقنا الأستاذ الصحافي احمد علي محمود على نشر بعضها مشكورا ماجورا.. وكنت كثيرا ما استمع إلى برنامجه الدين النصيحة عبر الإذاعة السودانية منذ أيام استاذنا وزميلنا العزيز أحمد عبد المجيد شفاه الله وعافاه وكذلك الأستاذ عارف.. الذي تولى تقديمه من بعد الأستاذ أحمد عبد المجيد.. رحم الله الشيخ محمد حسن رحمة واسعة وسكنه فسيح جناته وفردوسها الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وشغلنا الموت الذي يحصد الناس حصدا مع هذه الجائحة التي نشرت حممها وجنودها في كل أرض.. ودفعت بنا للاختباء والانزواء بين حيطان أربعة لا نقوى على الخروج ولا الالتقاء ولا التقارب.. فسبحان الله وإليه الأمر من قبل ومن بعد.. وكل الأماكن مشتاقة لك ونحن نشتاق إليها ونرجو وننتظر رحمة الله وكرمه وفضله فيزيل عنا الوباء والبلاء والاسقام.. ويصلح حالنا بعد الحال.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق