الجمعة, 05 يونيو 2020 09:44 مساءً 2 445 0
د . طاهر سيد ابراهيم يكتب : امل الشعب قيادة تسبق المجتمع وتصنع التاريخ
 د . طاهر سيد ابراهيم يكتب : امل الشعب  قيادة  تسبق المجتمع وتصنع التاريخ
في بلدان عديده من العالم يقوم الشعب باختيار من يحكم البلاد عبر صناديق الاقتراع باعلان برنامج انتخابي منظم ونزيه وبأطروحات تضع الاولويات في التركيز على ما يمس مقومات الحياة الاساسية كالتعليم والصحة حينها يشعر الفرد بقيمته وأهميته كشريك اساسي ومؤثر في الحياة السياسية وصنع القرار لتحديد مسار المستقبل المنشود وهذا الاحساس بالشراكة تمنح الشعب نشوة الانتماء والولاء التلقائي للقيادة ليقف بكل قوته خلف حكومته لتحقيق اهداف وبرامج الشراكة التي هو فاعل في فكرتها وصياغتها وعازم ومصمم لروية نتائجها. لذلك دايما نجد أن أغلبية الحكومات في الدول الديمقراطية تتمتع بالاستقرار السياسي وارتفاع معدلات مستويات الدخل القومي والنمو المستمر في إمكانات الدولة والفرد لان من يحكم يقوم بتنفيذ برنامج وخطط عمل معد مسبقا من قبل ممثلي الشعب أنفسهم ويعملون على تأهيل وتنمية القدرات للشعب بمنحهم جرعات مهنية وإعلامية تثقل اهمية العمل المشترك واهمية العلاقة ما بين القيادة والشعب واهمية مفهوم تداول السلطة منهجا للحكم وتعترف الحكومة والتي تدير مقاليد الامور باهمية وجود الطرف الاخر او ما يسمى المعارضة كمرآة لتصحيح المسار في حال وقوع الانحرافات والتي قد تحدث جراء كثرة الملفات والمعارضة نفسها تؤمن وتعترف بالحكومة ممثلا للشعب والمرحلة وتلتزم باحترام السلطة التنفيذية والمواثيق المبرمة وتجد الفرصة في برامج الحكومة فرصة للابداع لخوض التجربة وإنتاج الأفضل والأجدرمن البرامج للمنافسة النزيهة في الدورات او الجولات الانتخابية القادمة هذه الممارسة والحلول المتقدمة أتت لتلك البلدان بعد معاناة طويله مع الإصرار والارادة على الأفضل حتى نجدها اليوم اصبحت ثقافة وموروث تلقائي لتلك المجتمعات والتي تسمى بدولة المؤسسات والقانون والمواثيق تفرض هيبتها وسلطتها وليس الأشخاص القائمين على ادارة تلك المؤسسات لذلك نجد دول اصغر من السودان مساحة كإسبانيا على سبيل المثال ومواردها أقل من السودان بكثير وكثير الا ان الناتج القومي ودخل الفرد فيها يضاهي عشرات المرات دخل الفرد في السودان والسبب وراء ذلك الاستقرارالسياسي والاستغلال الأمثل للثروات البشرية والطبيعية في وجود برنامج عمل مستدام وقرارات تجد الاحترام والتوافق ما بين الشعب والحكومة والالتزام المتبادل بضرورة تحمل المسؤوليات ولعب الأدوار بتناغم تام واما اذا كانت الدولة سلطوية ويحكمها ديكتاتور فان معنويات ومشاعر الشعب دايما تكون في أدني أحوالهم لانه شعب مسلوب الإرادة لتجد الحكومة فرصتها وتعمل من اجل بناء وتقوية ذاتها ولا تعير اهتماما لرغبات وحقوق واحتياجات الشعب مما يسبب الاحباط والإحساس بالدونية وتصبح الحكومة في وادي والشعب في وادي اخر وهذا ما حدث حقيقة في السودان ما قبل الثورة . الان في ظل الحكم المدني الجديد المتوقع بعد انتهاء الفترة الانتقالية يأمل ويتطلع الناس ان يلتمس الشعب التغيير الحقيقي في اداء القيادات الحزبية ولا نريد ان نعود الي الصراع ما بين الأحزاب على مستوى القياديين كاسماء مالوفة تستمد اللمعان والبريق فقط لانهم من سلالة س وص ولكننا نريد قيادات تصنع برامج تتصارع فكريا لتوليد البرنامج الأفضل والأصلح لتصنع التاريخ بدلا من قيادات تنتظر التاريخ لتصنعها فهنيئا لمن يستطيع قيادة وصناعة التاريخ من جديد للسودان كما صنع الازهرى والمهدي تاريخ السودان الحديث بعد طرد الغزاة ورفع علم الاستقلال المجيد نتامل من قادة السودان بمختلف مسمياتهم واعتباراتهم الذين يظنون انهم قادة في القمة والبلد تلفظ انفاسها في القاع ان يخرجوا من عباءتهم ومن صناديقهم الفكرية القديمة لبناء صناديق فكرية جديدة تخرج البلاد من القاع الي القمة لكي يظلوا في قمم حقيقيةً ليست زائفة كما انتم الان فهلا استجبتم لصرخات الناس الذين صنعوا الثورة المجيدة ويتشدقون لرؤية قيادة تسابق الزمن وتصنع التاريخ د . طاهر سيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق